المحتوى الرئيسى

أسامة عصام يكتب:  ” حربُ الأفكار “.. كيف تَهْزِمُ أمَّة؟  | ساسة بوست

09/13 18:22

منذ 13 دقيقه، 13 سبتمبر,2015

مع بدايه خريف عام 2003 م، اطلق وزير الدفاع السابق (دونالد رامسفيلد) شراره حرب الافكار ضمن ما اسمته الولايات المتحدة الحرب علي الارهاب، فقد ادلي لصحيفه (واشنطن بوست) ان ذاك بتصريح يقول فيه:

“اننا نخوض حرب افكار، مثلما نخوض حربًا عسكريه، ونؤمن ايمانًا قويًا بان افكارنا لا مثيل لها .. ان هذه الحرب تستهدف تغيير المدارك، وانه من المحتم الفوز فيها، وعدم الاعتماد علي القوه العسكريه وحدها”. اذًا ليس علي الولايات المتحده ان تضحي بكثير من المال والدماء لتصل الي بُغيتها، ما داموا قادرين ان يصلوا باقل التكاليف، وما دامت ادمغه الشرق المسلم حقولا خصبه لافكارٍ قال عنها مُطلق شرارتها انها لا مثيل لها.

يقول ( هاملتون جب ) المستشرق الانجليزي: “هذا التعليم هو السبيل الوحيد لتغريب البلاد الاسلاميه، لقد كان التركيز قويًا لانشاء الطبقه التي تاخذ نهائياَ بوجهه نظر لا سلطان للدين عليها، وحينئذٍ يمكن الجلاء عن ارضها وتسليم زمام السلطه فيها، لانها امتداد لفكر المحتل”

هكذا اذًا اتفقت رؤاهم وتوصلوا الي ان حرب الادمغه والافكار اشدُ فتكًا من تلك الحروب العسكريه باهظه التكاليف، والتي قد صَعُبت عليهم شيئًا ما اذ وضعتهم في موقف العدو الاول امام هذه الشعوب، فلم تفلح غاراتهم ولم ينجح غزوهم مهما طال، فكان لا بد من تغيير هذه الاستراتيجيات، والبدء اولًا بتغيير القناعات، والوقوف علي تلك العقائد والاخلاق التي كانت سدًا منيعًا امامهم في استراتيجياتهم القديمه.

ومن البدايه ارتكزت تلك الافكار علي اسسٍ صلبه، بها يقوم البناء او بالاحري اعاده البناء لتلك العقول التي ترفض الخضوع للحاكم الجديد، وتراه الهًا يعبد من دون الله، وانا هنا لا اميل لنظريه المؤامره التي شبعنا منها والصقنا بها كل ما عجزنا عنه، فالامر لا يحتاج الي مؤامره خفيه او اجتماعات سريه، فالجرائد والصحف لا تخفي شيئًا، والعاقل يستطيع تجميع الخطوط وربطها فقط لتكتمل الصوره.

فكان الاساس الاول الذي ارتكزت عليه تلك الاستراتيجيه هو العمل علي افساد اخلاق وقيم هذه الشعوب وكما يردد الشيخ البليغ (علي القرني): “ان الامه التي لا تجعل الاخلاق مِلاكها، امهٌ تتعجل هلاكها” كذلك قالها زوير – رئيس المبشرين – في مؤتمر القدس عام 1934 م: “… ونريدُ ان نخرج جيلًا لا صله له بالله، ولا صله له بالاخلاق التي تقوم عليها الامم”.

اذًا فقد اتفق  الشيخُ والمُبشر علي ان الاخلاق تُقيمُ الامم رغم اختلاف المُراد، فبات كل فاسدٍ من الاخلاق في بلادنا رمزًا للرقي والحضاره، باتت الحانات متاحه للجميع، واصبحت بلادنا متصدره لمعدلات مشاهده الافلام الاباحيه فجاءت مصر في المرتبه الخامسه وسبقتها الامارات بمرتبه شرف اعلي فجاءت في المركز الرابع والقائمه مليئه بالدول العربيه.

في حين انك ترانا في ذيل كل قائمه  تحمل اسم  “صحه” ، او “تعليم” ، او “بحث علمي”، او “ابتكارات”، وصارت ابواقنا الاعلاميه تصدح صباحَ مساء بتمجيد الملك والرئيس، وتهتم بكل تافه فقط اما ما قد يفيد هذه الامه ويوقظ وعيها فلا. حتي وصلت بنا السفاهه ان تجد اعلاميًا يُرِي المشاهدين جوده ال( Sweet ) الذي يعلن عنه ببرنامجه!

واما المراه فقد بدات ثورتها الحداثيه الغربيه علي هذا الدين بقصدٍ او دون قصد، فبداتها منيره ثابت (اول صحفيه مصريه) وكانت هدي شعرواي المثال العامل لتلك الافكار فتقدمت المظاهرات النسائيه وقامت بحرق الحجاب في الشارع، ومن ورائها رفيقاتها انسات الرقي والتقدم والحداثه، وصدرت الصحف تنافح عن تلك الحقوق المزعومه كمجلات (فتاه الشرق)، ومجلات (المقتطف)، و(المصور)، ونادي احمد لطفي السيد (رائد التنوير) بالتعليم المختلط وفرضه علي الجامعه المصريه.

وها هم الاوائل ولدينا نحن اللواحق فتري الفنانه تصرح وتقول: ان  الجنس قبل الزواج لا عيب فيه، وما اراء الدكتوره نوال السعداوي في الحجاب منا ببعيده، والباحث في الامر يجد ما قد يبرهن اكثر علي هذا الامر، والمقام لا يتسع هنا لذكرها.

وها هو الاساس الاول الذي قامت عليه هذه الافكار والتي ارتكز بشكل كبير علي نزع الشرق المسلم عن كل خُلقٍ تقوم عليه حضارهُ امه، وقد نجحت الفكره بامتياز، وكنا لها تلاميذ نجباء، وكان وكلاؤهم من بني جلدتنا خير مشرف ومتابع لهذه الفكره.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل