المحتوى الرئيسى

ضع بصمتك.. قبل الغروب

09/13 17:42

العذراء.. الصليب.. الكنيسه.. بيتهم الهرم.. لا يعرف شيئا من هذا.. كل ما يدركه هذا الطفل الجورجي باحد الازقه الجانبيه للمدينه العتيقه بالعاصمه تبيليسي.. ان والده سيدخله البيت عند غروب الشمس.. لذلك يسعي جاهدا للاستمتاع بما بقي له من لحظات.. واللعب دون او برفقه اصدقائه..

قليله هي محطات الحياه.. التي تترك اثرا وتغير وجهه او مصيرا.. وكل منا استفاد دروسا وعبرا من اخطائه.. لكن الاكيد ان حجم التغيير والاثر النفسي الذي تتركه الاحداث.. ليس مقترنا بمدي قربك او علاقتك بها.. وانما بتاملك وتفكرك في معانيها..

وجدت الوقت خلال اخر ايام اجازتي للتمعن في خبر وفاه البراء اشرف.. وانا الذي صادفته مره او مرتين.. يترشف قهوه علي اعتاب الجزيرة نت.. لم تتجاوز دردشتنا حينها السلام والسؤال عن العمل ومجرياته.. لكنها تخطت ذلك بكثير.. وانا اطالع كتاباته التي شاركها الجميع بعد فراقه.. عما اراد من العالم قبل بلوغ الثلاثين.. وعن عمله الذي دمر حياته.. وغيرها من التدوينات التي عكست كثيرا مما يلوج بخاطري.. وكثيرا مما ترددت في نشره .. ولم اري جدوي من مشاركته.. لاقف مجددا مع نفسي واطرح جمله من التساؤلات.. بدا اغلبها بـ "ماذا لو.. ؟"

الا يطمح كل منا لترك بصمه اين ما حل؟ اليست الحياه قصيره لنؤجل فرحتنا واستمتاعنا بها وتذمرنا وياسنا منها؟ ايحجب الحرص علي المثاليه بعضنا عن اطلاق عنان الابداع والتعبير عندهم ؟

كل ضباط الجمارك (الديوانه) بالمعابر الحدوديه التي مررت بها دققوا بصوره جوازي، وسالوني "اهذا انت ؟" حتي ان احدهم استوقفني لاكثر من 10 دقائق ليتاكد.. نفس السؤال تبادر لذهني عندما راجعت كتاباتي بـ2011.. فليست ملامحي وحدها التي تغيرت خلال اخر اربعه سنوات.. بل قل، مالذي بقي علي حاله خلال هذه الفتره ؟ التغير بنظر البعض هو التعلم الذي يساعد علي مواكبه الجديد والانتقال من التبعيه والتقليد الي الاستقلال والاجتهاد.. وهو تناقض وانفصام عند البعض الاخر.. وهو بالنسبه لي حاله اعيشها كل يوم.. فلا تجدني ثابتا متعصبا لاي راي او فكر او شخص.. فتتقلب مواقفي حسب المكان والزمان والظروف.. لكنها قد تتكرر.. لثبات تلك العوامل..

نعم اتغير.. واسعي ان اكون مثل ذلك الطفل الصغير.. منطلقا دون حسابات.. مدركا لحقيقه ان العمر وان طال قصير.. وان الحياه مهما غلت رخيصه ولا تستحق.. نعم قد تغرب شمس كل منا قبل ان يضع بصمته في الحياه.. ولن يفعل ما دام خائفا ثابتا جامدا تابعا.. نعم علمتني الحياه

نرشح لك

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل