المحتوى الرئيسى

سورية توصي ابنها باللجوء لألمانيا

09/13 13:58

تعامل غير انساني كالركل والشتم او الضرب والحجز، هذا ما يتعرض له لاجئون في طريقهم الي القارة العجوز، غير ان المال يساعد اللاجئ علي سلوك طريق اقل معاناه، كما عليه الحال عند الفتيان الثلاثه محمد واحمد وعمار.

"اوعي، الله يرضي عليك، المانيا وبس، لا تروح علي دوله ثانيه"، كانت هذه وصيه الاهل لمحمد ح. ابن السادسه عشره عاما عند وداعه في مدينه مرسين التركيه. اما احمد ش. ابن السابعه عشره فقالت له والدته عندما ودعها في اسطنبول: "اذا بدك رضا امك يا احمد، لا تروح غير علي المانيا". وحصل عامر ابن السابعه عشره من والديه علي نصيحه مشابهه: "المانيا بلد العلم والعز والمكان الذي تحقق فيه حلمك". محمد وعمار، فلسطينيان سوريان، بينما احمد سوري من حلب، وصل الثلاثه الي ازمير التركيه، هدفهم الاسيوي الاخير قبل اللجوء الي "الجنه الالمانيه الموعوده" التي يحبها الثلاثه واهاليهم ويحلمون بها كمكان نهائي للم الشمل والتمتع بحياه سعيده.

في محطه اللجوء التركيه الاخيره باتوا في الفنادق بانتظار مكان في احد القوارب المطاطيه المتجهه الي جزيره كوس اليونانيه وبجيوبهم مبالغ ماليه كبيره نسبيا. عائله محمد اعطته 4000 يورو للرحله الي المانيا، بينما حصل عامر علي 1900 يورو، واحمد علي 2700 يورو. "انتظرت ثلاثه ايام حتي حصلت علي المكان، كان القارب الصغير الذي نقلني الي الجزيره بمبلغ الف يورو، بينما يدفع المسافر في الحاله العاديه 30 يورو، مكتظا باكثر من 30 شخصا مع انه لا يتسع في الحاله العاديه لاكثر من 12 شخصا"، يقول محمد مضيفا: "انطلقنا في الرابعه فجرا ووصلنا الجزيره بين السابعه والثامنه صباحا وهناك حصلنا علي اوراق اللجوء التي تؤهلنا للاقامه والتنقل في اليونان لمده 6 اشهر". "قلت للسلطات، كما يفعل الكثير من اللاجئين بانني سوري،لان السوريين يحصلون علي اقامه يونانيه مدتها 6 اشهر، في حين لا يحصل الاخرونسوي علي 15 يوما" يتابع محمد بحزن لا تخفيه عيناه الصغيرتان ووجه الحنطي الفاتح.

بعد الحصول علي الاوراق في الجزيره اليونانيه يستطيع اللاجئ شراء بطاقه سفر عاديه علي متن احدي عبارات او سفن الركاب المتجهه الي العاصمه اثينا. في هذه المدنيه المكتظه تواصل الفتيان كل مع مجموعته علي حده مع مهربين، غالبيتهم افغان، حصلوا علي هواتفهم من المهربين الجزائريين والاتراك الذين نقلوهم من ازمير التركيه الي كوس اليونانيه. كان الطريق من اثينا الي صربيا عبر مقدونيا هو الاصعب بالنسبه الي محمد، حيث يقول "نقلنا المهرب الافغاني منصور بالسياره حتي نقطه قريبه من الحدود المقدونيه، بعدها اتلفنا اوراق اللجوء اليونانيه وعبرنا الحدود مشيا علي الاقدام. كان علينا المشي معظم الطريق في مقدونيا رغم اننا دفعنا له 700 يورو عن كل شخص". "مشينا ساعات طويله لمرات عده تخللها تنقلات قصيره بالسيارات، المهم بقينا 8 ايام حتي وصلنا الي من كوس الي الحدود الصربيه"، كنا نمشي حتي الحاديه عشره ليلا وننام حتي السادسه صباحا في الغابات والبراري"، يروي محمد. اما عمار واحمد فكانت رحلتهما من اثينا الي صربيا اسهل "لان المهربين الذين تولوا امر مجموعتهما "كانوا شاطرين وغير طماعين"، علي حد قول عمار. "انت وحظك، اذا كان المهرب تمام ما فيه داعي تمشي كتير، لانه يدفع مال ويتصل بعد قطع مسافات قصيره مشيا علي الاقدام باشخاص ياتون بسيارات لنقل اللاجئين في مقاطع الطريق الامنه من دوريات الشرطه"، يوضح عمار

وصلنا الحدود الصربيه عند الفجر، قال لنا المهرب: هناك صربيا حيث الاضواء" يقول محمد متابعا: "دخلنا الحدود مشيا بطريقه سريه تحت جنح الليل. بعد الاضواء وجدنا مسجدا بتنا فيه حتي الصباح، حيث ساعدنا الشيخ المسؤول عنه". في اليوم التالي حصلنا بالقرب من الجامع علي اوراق لجوء جديده من الشرطه الصربيه تفيد باننا من سوريا، بعد ذلك توجه محمد ومجموعته التي تضم بعض معارفه من المزيريب بالقرب من مدينه درعا السوريه الي بلغراد عاصمه صربيا قاصدين فندقا حدده لهم المهرب الافغاني منصور، لان هذا الفندق يبقي بعيدا عن اعين الشرطه. في بلغراد قرروا متابعه الطريق دون مبيت، لانهم لا يريدون المكوث في صربيا خوفا من مشاكل مع الشرطه. احد المهربين نقلهم بالباص حتي الاقتراب من الحدود الهنغاريه ومن هناك تابعوا المشي علي الاقدام. "كنا نمشي في مجموعات تضم 20 الي ثلاثين شخصا، وعندما كانت تاتينا دوريات الشرطه كنا نجمع لهم من كل شخص 20 يورو ونرشيهم كي يتركونا وحالنا"، يقول محمد الذي كان عليه الوصول مع جماعته الي الحدود الهنغاريه عند الفجر، حيث تنتظرهم في جنح الظلام سيارات نقل الي بودابست بالاتفاق بين المهربين الذي ينشطون كشبكه منظمه من جزيره كوس اليونانيه حتي الحدود الهنغاريه- النمساويه.

وصلنا الحدود الصربيه عند الفجر، قال لنا المهرب: هناك صربيا حيث الاضواء" يقول محمد متابعا: "دخلنا الحدود مشيا بطريقه سريه تحت جنح الليل. بعد الاضواء وجدنا مسجدا بتنا فيه حتي الصباح، حيث ساعدنا الشيخ المسؤول عنه". في اليوم التالي حصلنا بالقرب من الجامع علي اوراق لجوء جديده من الشرطه الصربيه تفيد باننا من سوريا، بعد ذلك توجه محمد ومجموعته التي تضم بعض معارفه من المزيريب بالقرب من مدينه درعا السوريه الي بلغراد عاصمه صربيا قاصدين فندقا حدده لهم المهرب الافغاني منصور، لان هذا الفندق يبقي بعيدا عن اعين الشرطه. في بلغراد قرروا متابعه الطريق دون مبيت، لانهم لا يريدون المكوث في صربيا خوفا من مشاكل مع الشرطه. احد المهربين نقلهم بالباص حتي الاقتراب من الحدود الهنغاريه ومن هناك تابعوا المشي علي الاقدام. "كنا نمشي في مجموعات تضم 20 الي ثلاثين شخصا، وعندما كانت تاتينا دوريات الشرطه كنا نجمع لهم من كل شخص 20 يورو ونرشيهم كي يتركونا وحالنا"، يقول محمد الذي كان عليه الوصول مع جماعته الي الحدود الهنغاريه عند الفجر، حيث تنتظرهم في جنح الظلام سيارات نقل الي بودابست بالاتفاق بين المهربين الذي ينشطون كشبكه منظمه من جزيره كوس اليونانيه حتي الحدود الهنغاريه- النمساويه.

تبلغ تكلفه نقل الشخص الواحد من الحدود الصربيه- المجريه الي بودابست 400 يورو مع ان السياره تحتاج فقط لساعتين ونصف لقطع المسافه. عندما يصل اللاجئ الي بودابست يصبح اكثر خوفا وقلقا وعصبيه، يقول محمد مضيفا: "اردت ومجموعتي متابعه الطريق الي النمسا رغم الارهاق لاننا خفنا البقاء في هنغاريا وكنا متعطشين للوصول الي المانيا". احد المهربين احضر حافله نقل صغيره لنقل محمد ومجموعته من بودابست حتي الحدود الالمانيه عبر النمسا مقابل 700 يورو للشخص الواحد. بعد دخولنا الي المانيا ووصولنا الي ميونيخ شعرنا "وكانَ حجرا ثقيلا ازيح عن صدورنا"، يروي محمد. بعد الوصول الي ميونيخ تم نقلهم الي مركز لتسجيل اللجوء ومن هناك الي احد مراكز استيعاب اللاجئين، وبعدها بايام الي مركز اخر علي بعد اكثر من 600 كيلومتر في منطقه شبانداو في العاصمه الالمانيه برلين.

في المركز، حيث يسكن كل لاجئين اثنين في غرفه، تعرّف محمد علي عمار واحمد وعلي فتيان اخرين دون سن البلوغ من سوريا وافغانستان وسيراليون والعراق. هنا في برلين يقضي الفتيان معظم وقتهم سويه بعد درس اللغه الالمانيه صباح كل يوم. اما احاديثهم فتدور حول ما شاهدوه في رحلتهم الي الغربه وحول احلامهم في موطنهم الجديد. محمد يريد التعلم والعمل واحضار والديه واخوته الي المانيا من بيروت، حيث لجئوا هربا من نار الحرب السوريه. وبدوره يحلم كل من عمار واحمد بالدراسه والعمل ولم شمل عائلتهما التي تفرق شملهما بين حلب وحماه واسطنبول وبرلين بعيدا عن يوميات الحرب المرعبه.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل