المحتوى الرئيسى

شيخ الأزهر يرد على سؤال حول موقف الإسلام من الأضرحة المدفون فيها الأولياء: جسد الإمام على بن أبى طالب ليس فى مكانه الذى يزوره الشيعة.. ويكفى فصل مواقع القبور فى المساجد عن القبلة بأى حاجز ملائم

09/13 08:46

رد الامام الاكبر الدكتور احمد الطيب، شيخ الأزهر، علي سؤال حول موقف الاسلام من الاضرحه المدفون فيها الاولياء، قائلا: "الاصل انَّ الدفن يكون في المقابر، وانَّ هذه المقابر عرفها الانسان منذ ان علَّم الغراب القاتل من ابني ادم كيف يواري سوءه اخيه، وعرفت الامم تكريم انواع من الاموات الذين يقتلون في سبيل قضايا عامَّه، او يكون لهم مواقع متميزه لدي اممهم وشعوبهم ان تحتفل بهم".

واوضح ان تميِّز قبورهم ببعض العلامات نوعًا من التكريم، واحيانًا تكون للاهانه، امَّا اماكن العباده من مساجد وبيع وصوامع وكنائس فيفترض ان تكون اماكن للعباده لا لدفن الموتي، والاسلام قد حرص الحرص كله علي ان يميِّز منذ البدايه بين المقبره والمسجد؛ لانَّ الدروس التي اخذها من بعض الامم وذكرها القران المجيد: انَّ القبر حينما يكون في المسجد قد يؤدي الي بعض المشكلات، فالناس كلها تري في امواتها اخيارًا يستحقون التكريم، وميت بني فلان لا يكون اكرم عند الله من ميت بني علان، فلمَ يدفن ميتك في مسجد، ويذهب بميتي الي المقبره، ففتح هذا الباب فتح لباب ينفي المساواه بين الاموات التي عائدها علي الاحياء، وهو مدعاه لاثاره فتن وتنافس.

واضاف شيخ الازهر:" اذا اختلط المسجد بالمقبره فقد ياتي زمن لا يفرق الناس فيه بين ما هو مسجد وما هو مقبره، وقد ذكر لنا القران انَّ هناك من اله بعض الصلحاء؛ لانَّه وجد في قبورهم صورًا لهم واسماء معلقه في معابد: ﴿وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ الِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا﴾ (نوح:23)، وتلك جريمه وخطا كبير. وقد يعظم الناس اصحاب قبور لا يستحقون التعظيم، والعكس من ذلك، فنحن نعرف انَّ طاهر ابن الربيع مدير شرطه المامون الخليفه العباسي الذي قتل اخاه الامين وسحل جثته من الرصافه الي الكرخ، هذا الشرطي طاهر بن الربيع بني الناس علي قبره مسجدًا اسمه مسجد الامام طه، في منطقه باب الشيخ في بغداد، وهو لم يكن الا طاهر بن الربيع شرطي المامون، الذي قتل اخاه الامين".

وتابع الامام الاكبر:"ونعرف كذلك انَّ الامام علي بن أبي طالب -رضي الله عنه وارضاه- نتيجه ظروف الفتنه دفن سرًا وليلًا في وادي الغري الذي هو في منطقه النجف، وانَّ موقع قبره لم يحدد بحسب المكان الذي دفن فيه جسده الطاهر، بل ترجح كثير من المصادر انَّه مدفون في وادي الغري الفسيح، ولكن ليس في ذلك المكان الذي يزوره الناس اليوم، والامام فخر الدين الرازي المفسر الشهير الذي توفي سنه 606 هجريًّا حينما حضرته الوفاه امر طلابه وابناءه بان يدفنوه ليلًا وسرًا خوفًا من ان تنبش الكرَّاميَّه قبره ويحدث له ما يحدث، ويعرف انَّه دفن في هراه في افغانستان الي جانب جبل، لكن لا يستطيع احد تحديد ذلك الجبل وذلك القبر".

واشار الي ان القصص كثيره جدًا في هذا الامر؛ ولذلك فانَّ الاولي ان يدفن الناس في مقابر المسلمين، ووفقًا للسنَّه النبويَّه المطهره، وان لا تتخذ القبور مساجد، وفي الوقت نفسه لئلا تثار فتن جديده نحن في غني عنها فيمكن ان يقطع الجزء الذي فيه قبر داخل مسجد عن المسجد، ويلحق بمقبره وتقطع صلته بموقع الصلاه، خروجًا من مخالفه النص القراني الظاهر: ﴿وَاَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ اَحَدًا﴾ (الجن:18)، فالمسجد ينبغي ان يكون مسجدًا، والمقبره مقبره، ويمكن فعل ما ذكرنا وفي الاماكن التي يمكن ان تنقل فيها القبور الي مقابر المسلمين دون عنت او مشقه يجري نقلها بكل احترام وتقدير الي مقابر المسلمين، ويبقي المسجد مسجدًا، خالصًا لذكر الله: ﴿فِي بُيُوتٍ اَذِنَ اللَّهُ اَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْاصَالِ * رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَهٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَاِقَامِ الصَّلَاهِ وَاِيتَاء الزَّكَاهِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْاَبْصَارُ﴾ (النور:36-37)، امَّا اذا كانت هناك صعوبات، ويخشي من الاستغلال، ووقوع فتن ومشاكل، فيمكن بناء الجدر الفاصله بينها وبين المسجد، وان تكون لها مداخل للزائرين تخصها خارج المسجد، يدخل الزائرون منها ويخرجون كما حدث في مسجد السيده زينب في مصر

واوضح ان جسد سلمان الفارسي وحذيفه بن اليمان من اصحاب رسول الله (صلي الله عليه واله وسلم)، نقلا من مدافنهم في العراق بالقرب من بغداد في عشرينيَّات القرن الماضي، وهي قصه شائعه بين علماء بغداد حيث وافقت لجنه من العلماء علي حفر القبرين ونقل الجثمانين الي قبور جديده بعد ان وصلت مياه دجله الي قريب من القبرين، وخاف الناس ان تذهب المياه بجثتيهما -رضي الله عنهما، والله اعلم.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل