المحتوى الرئيسى

ماذا عبد أسلافنا في الشرق الأوسط؟

09/13 00:58

قيل عن الشرق الاوسط انه مهد الديانات السماويه. رغم صحه هذه المقوله، فان اصحابها تجاهلوا ان المنطقه كانت ايضاً مهداً لديانات الارضيه.

ورغم اختلاف مسمي المعبودات وبعض الشعائر الدينيه من حضاره الي اخري، فان هناك قدراً من التشابه بين الديانات القديمه، حتي ادعي البعض ان ديانات الشرق الاوسط اثرت في ديانات المناطق الاخري من العالم.

رغم اعتبار البعض الهندوسيه اقدم ديانه حتي الان، فان الديانة المصرية القديمة تعد الاقدم، بناءاً علي الاثار والدلائل الموجوده، والتي يعود عمرها الي 4000 الاف قبل الميلاد.

تطورت الديانه المصريه القديمه، من مجرد كونها ديانهً تقدس معبودات محليهً كثيره، الي تقديس عدد اقل من الالهه والمقدسات مع الوقت، حتي وصل الامر بالقدماء المصريين الي الاتجاه نحو عباده اله واحد، وهو اله "اتون" الذي اعلن عنه الملك اخناتون، واعتبر الشمس رمزاً له، الا ان اتون سرعان ما رجع مره اخري لمكانته كاحد الارباب المصريه.

بحسب الاثار الموجوده، فان نظريه الخلق عند القدماء المصريين انه في البدء كان المحيط فقط، ثم ظهر “رع” من زهره كانت علي سطح الماء، وقام “رع” بولاده 4 ابناء، هم “شو” اله الهواء، و”تفنوت” اله النار، ثم “جيب” و”نوت”، حيث يمثل “جيب” الارض و”نوت” السماء.

اخذت الديانه المصريه القديمه في الوهن والضعف، خصوصاً مع قدوم العصر البطلمي، حيث اصبحت البلاد مجرد مقاطعه رومانيه، لكن رغم ذلك انتشرت بعض العبادات المصريه في انحاء الامبراطوريه الرومانيه مثل عباده الالهه "ازيس"، ولكن مع ضعف الامبراطوريه، تراجع النفوذ الديني، وانتشرت المسيحيه مع الوقت في مصر.

وبحلول القرن الـ 4 الميلادي، تاكلت المعتقدات الدينيه القديمه امام الديانة المسيحية الاخذه في الانتشار والتوسع بعد ان اعتنقها عدد من الملوك والاباطره.

الفرعون اخناتون وعائلته يتعبدون لاتون

مصطلح يشير الي الاديان والمعتقدات للحضارات المختلفه المتعاقبه في منطقه ما بين النهرين او كما تسمي الان "بلاد الرافدين” في العراق، كالحضاره السومريه والاكاديه والاشوريه والبابليه.

تميزت الديانات في حضاره ما بين النهرين، بتعدد الالهه، ومع الوقت استمرت هذه الاديان في انحدار تدريجي، حتي ماتت تقريباً ما بين عامي 300 و400 بعد الميلاد.

تعد الديانه السومريه، هي الملهمه للحضارات اللاحقه، وتمثل الالهه السومريه قوي الطبيعه والكون، ويتمحور تقديس السومرين حول 4 الهه هم “ان”، “نينماه”، “انليل”، و”انكي”.

وتوصف الالهه "نامو" في الديانه السومريه، بانها ام الالهه، وهي الهه البحار البدائيه، ووفقاً للمعتقدات السومريه، فان “نامو” تزوجت من "ان"، وقامت بولاده الارض والجنه، كما انجبت الاله "انكي"، الذي خولته لاحقاً خلق خدم للالهه، والذي ساعدها بعد ذلك بمساعده "نيماه" في خلق الانسان.

بجانب الـ 4 المذكورين، فان هناك 3 الهه اخري وفقاً للمعتقدات السومريه، مسؤولون عن تحديد وتقرير المصائر.

ضعفت الديانه مع انهيار الدوله السومريه، خصوصاً بعد استيلاء العموريين علي موقع "اور" جنوب العراق، بعدما فشل الملك "شوسين" ملك “اور”، بالدفاع عنه بعد ان اقام سوراً دفاعياً ليحمي البلاد من هجمات العموريين، الا ان الديانه السومريه اثرت في الحضارات اللاحقه في منطقه ما بين النهرين.

هو اسم الديانات التي اعتنقها الكنعانيون الذين عاشوا في بلاد الشام القديمة، منذ اواخر العصر البرونزي حتي عصر ولاده المسيح عيسي، وتصور الكنعانيين الالهه كانها عشيره مقدسه، يراسها الاله الاعلي، المسمي بـ “ال”.

تطورت الديانه الكنعانيه مع الوقت، حيث كان “ال” والالهه "عشيره" مهمين في العصور الاولي، لكنهم تراجعوا لاحقاً من ناحيه الاهميه لصالح "بعل" والهه اخرين.

يعد “بعل” هو اهم اله عند الكنعانيين، وكانوا يعتبرونه الاله المحارب، لهذا صوروه مسلحاً. وكان الفينيقيون يعتبرونه اله الشمس، وقد نقلوا معهم عبادته لقرطاج بشمال افريقيا حيث اطلقوا عليه الاله “بعل هامون”.

وكان الكنعانيون يعتقدون، ان "ال" و"عشيره" هم من خلق جميع المخلوقات، والبشر والعالم كله، حتي الفجر والغسق.

هي الاديان الموجوده في منطقه ايران الكبري، والتي تضم ايران الحاليه وكل الاراضي العليا المحيطه بدولها، والتي تمتد من القوقاز الي نهر السند، وخضعت لسيطره الامبراطوريات الايرانيه المتعاقبه او علي الاقل تاثرت كثيراً بنفوذها.

فرافاهار – رمز الديانه الزرادشتيه

بدات مسيره الاديان الايرانيه، ببعض الاديان الهندو-الايرانيه، والتي اثرت فيما بعد في المعتقدات اللاحقه، كالزرادشتيه، والهندوسيه والبوذيه والسيخيه.

تلي الاديان البدائيه الهندو-ايرانيه، الديانه الزرادشتيه، وهي ديانه وفلسفه ايرانيه قديمه، كانت الدين الرسمي للامبراطوريات الاخمينيه والبارثيه والساسانيه.

تعود الزرادشتيه الي اسم مؤسسها، زرادشت، وللزرادشتيه كتاب مقدس اسمه "افستا"، وتدور الزرادتشيه حول الصراع الكوني بين، "اهورا مزدا"، وهو الاله الاوحد، متناهي القدره، وخالق الكون، والذي يمثل الخير عند الزراداشتيين والذي يخالفه دائماً اله الشر “اهريمان”.

ويعد "اهورا مزدا" عندهم اله النور والخير ويتحلي بصفات النور والعقل والطيبه والحق والسلطان والتقوي والخير والخلود. اما اهرامان فهو مسبب الجرائم والخطايا والشرور ومصائب الحياه ويتحلي بصفات الشيطان كلها.

ويدعو زرداشت اتباعه الي ان يعيشوا عيشه فاضله، من خلال عباده "اهورا مازدا" والاسهام في انتصار الخير علي الشر، مدعياً ان المعبودات الفارسيه القديمه لا تستحق العباده، ويجب اعتبارها ارواحاً تدميريه.

ويدعي زرادشت ايضاً ان ميزان المعركه اصبح في صالح "اهورا مازدا" منذ ولاده زرادشت نفسه، وفي النهايه فان اهورا مازدا وفقاً للمعتقد الزرادشتي سينتصر علي الشر وعلي عدوه، وسيستعيد النظام الكوني باكمله.

ضعف تاثير الديانه الزرداشتيه مع بزوغ الفتوحات الاسلاميه وتدهور الدوله الساسانيه بدايه من القرن السابع الميلادي، ويقدر عدد الزرادشتين اليوم بحوالي 2،6 مليون نسمه، يعيش معظمهم في ايران والهند، وحالياً يعتنق بعض الاكراد الزرادشتيه، والتي يرونها اقرب اليهم من الاسلام.

كانت معتقدات العرب قبل الاسلام مرتكزه علي اساس الشركيه الوثنيه، فالمعبودات كانت تشمل عدداً من الالهه وانصاف الالهه وقوي الطبيعه والجن.

وكان للعرب العديد من الاضرحه والمعابد التي كانوا يعبدون فيها الهتهم، مثل الكعبه، التي خصصت للاله "هبل"، وهو اعظم الالهه عند العرب، يتخذ صوره انسان له يد مكسوره، ثم ركب العرب له يد من ذهب لاحقاً، وكانت تقام المراسم الاجتماعيه امام “هبل”، كختان الاولاد واقامه حفلات الاعراس والماتم، كما كانوا يميزون عنده صريح النسب من المشكوك في نسبه.

ويؤمن العرب بان "الله" او الاله الاكبر علي الاطلاق بالنسبه لهم، له ثلاث بنات، او كما يطلق عليهم البعض الثالوث الالهي العربي، وهم الاول هو "اللات"، وهي الالهه الام والمعبود الرئيسي لقبيله "بنو ثقيف"، والذين كانوا يمتلكون ضريحاً هاماً في مدينه الطائف بالحجاز، وكانت تعرف "اللات" بانها المسؤوله عن خصوبه التربه في الطائف وما حولها في منطقه الحجاز.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل