المحتوى الرئيسى

"نصف السماء" يفتح ملف سنوات القمع المغربية

09/12 21:46

مستدعيا ذاكره جيلٍ من مناضلي اليسار المغربي، قدم المخرج عبد القادر القطع امام نقاد السينما والصحافيين فيلمه الجديد "نصف السماء"، والذي يستعرض تداعيات الاعتقالات السياسيه في حقبه "سنوات الرصاص"، التي امتدت من الستينيات الي نهايه الثمانينيات من القرن الماضي.

وفي محاوله لاستدعاء فصول الذاكره الاليمه، عرض القطع معاناه تلك المرحله من خلال سيره الام ومكابدات من هم خارج السجون، فابناء وزوجات واباء المعتقلين ظلوا يعيشون علاقه توتر مستمره، يحصون الايام في انتظار طويل لحريه رجال دفعوا غالياً ثمن اختياراتهم السياسيه والفكريه.

عبد القادر القطع، السينمائي المعروف بتوجهاته الحداثيه المناصره للحريات وحقوق الإنسان، يعيد سرد الحكايه بصرياً. وهو ليس الاول في ذلك، فقد انفتحت السينما المغربيه قبل سنوات علي مساله ماضي انتهاكات حقوق الانسان وواكبت اتجاه الدوله والمجتمع نحو المصالحه مع هذه الذاكره الجريحه، من خلال العديد من الافلام علي غرار "جوهره بنت الحبس" لسعد الشرايبي، و"درب مولاي الشريف" (احد اشهر المعتقلات السياسيه المغربيه) لحسن بنجلون، و"ذاكرة معتقلة" لجيلالي فرحاتي وغيرها.

الجديد في فيلم عبد القادر القطع هو عرض احداث الاعتقال بصوت الزوجه المناضله الصابره والقابضه علي الجمر من اجل استعاده زوجها للحريه. انه صوت جوسلين، بدمعها وصمودها، وانتظارها الطويل الي حين فتح الباب الحديدي الذي خرج منه زوجها الشاعر والروائي وعضو منظمه "الي الامام" اليساريه الماركسيه انذاك بعد حوالي 12 سنه من الاعتقال.

فيلم القطع مبني علي سيناريو شارك في كتابته المخرج مع الشاعر عبد اللطيف اللعبي، عن مذكرات جوسلين اللعبي، الفرنسيه التي وجدت نفسها منخرطهً في نضالات اليسار المغربي من اجل الديموقراطيه بعد اقترانها بالشاعر، الذي كان قد اصدر مجله يساريه باسم "انفاس".

يبدو الفيلم وكانه يقتل درامياً حضور عبد اللطيف اللعبي كي تبرز الشخصيات التي لا يقف عندها التاريخ طويلا، ومنهم الزوجه الصابره: كيف واجهت القيود والتهديدات، كيف اعتنت باطفال صدمهم اختفاء الاب فجاه، وكيف قادت عمليات التنسيق والتضامن مع عائلات المعتقلين للضغط من اجل اطلاق سراح ابنائها.

لعبت دور جوسلين الممثله سونيا عكاشه، الاكتشاف المتاخر في السينما المغربيه، والتي كانت قد فازت بجائزه احسن ممثله في المهرجان القومي للسينما عن دورها في فيلم "زيرو" لنور الدين الخماري.

وجسد دور اللعبي الممثل الشاب انس الباز، في فيلم تضمن لحظات قويه لامست قلوب المشاهدين الذين عاشوا تلك الحقبه السوداء عن قرب.

يعود عبد القادر القطع للسينما المغربيه بعد غياب طويل، وهو الذي قدم انطلاقا من 1992 "حب في الدار البيضاء"، و”بيضاوه" (1998)، و"الباب المسدود" (2000و)، "وجها لوجه" (2003)، و”ياسمين والرجال" (2007)، والوثائقي التلفزيوني "بين عشق وتردد".

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل