المحتوى الرئيسى

صلاح لبيب يكتب: إنسانية الأوروبي والأمريكي: ينتخب يمينيين يقتلوننا ثم يستقبل مصابي الحرب بالزهور! | ساسة بوست

09/12 19:44

منذ 3 دقائق، 12 سبتمبر,2015

علي مدي الاشهر الماضيه درج كثير من الشباب العربي علي مواقع التواصل الاجتماعي علي تبادل صور لاجئين سوريين هاربين من جحيم الاسد باتجاه اوروبا املا في الحياه بين ظهراني بلاد “الحريه والرخاء” وبحثا عن “انسانيه” افتقدوها في بلادهم وبلاد “الاشقاء”.

كان تداول الشباب العربي لهذه الصور متبوعا بتعليقات مصحوبه بجلد للذات يصل الي حد القتل وكانت للتظاهرات الاخيره في مدينتي فيينا ودرسدن مفعول السحر اذا بدا شباب عربي تافه يتغني بهذه الانسانيه الغربيه “المفرطه” تجاه اناس اغراب لا يشتركون في الدين ولا اللغه والهويه!

ولكن هؤلاء الذين ينظرون للغربي وخاصه الاوروبي بعين الاعجاب والانبهار الشديد بينما ينظر لنفسه ولمن حوله نظره احتقار وازدراء شديده تخفي طابعًا من الانسحاق امام شخصيه الطرف الاخر، لما يحس به في اعماقه من العظمه المطلقه التي يملكها الطرف الاخر “الغربي”.

وتستدعي تفكيك ظاهره الانسحاق العربي امام الغربي “الانسان” في حاله اللاجئين السوريين تستدعي منا مراجعه ماذا فعلت تلك الشعوب “المشبعه انسانيا” في مراجعه مواقف حكومات بلادها تجاه قضايانا نحن “الاخرين”.

ففي عام 2004 وبعد احتلاله العراق وافغانستان صوت الامريكي “الانسان” لجورج بوش الذي حصل في انتخابات شارك فيها اكثر من 115 مليون ناخب علي اغلبيه الاصوات وعلق كبير موظفي البيت الابيض اندي كارد وقتها قائلا “انه مقتنع بان بوش فاز “باصوات اكثر من تلك التي فاز بها اي مرشح في التاريخ”.

معني ذلك ان الامريكي “الانسان” صوت لرجل احتل بلدًا اخر وشرد وقتل ملايين من اطفاله ونسائه ورجاله دون اي تانيب في ضميره ولم يرَ في صور رجال واطفال ونساء عراقيين ما يدعوه الي رفض هذا القاتل!

وبالحديث عن المواطن البريطاني “الانسان” فاننا نجده قد صوّت لصالح حزب العمال وزعيمه توني بلير لرئاسه وزراء البلاد رغم مشاركته مع حليفه الامريكي في احتلال العراق حيث حصل علي 36 % من اصوات الناخبين الامر الذي يعني شكليًّا ان كثيرًا من الناخبين كانوا يرفضون سياسته ولكن فييالنهايه حصل بلير علي الدعم لولايه ثالثه في منصبه وباصوات الناخب البريطاني “الانسان”.

وفي مجال العلوم السياسيه يصدعنا اساتذتنا المتامركون اكثر من الامريكيين انفسهم بان الانسان الامريكي والبريطاني لا يهمه سوي الوضع الاقتصادي وان قضايا السياسه الخارجيه تاتي فييهامش اهتماماته وغيرها من الاكاذيب التي لو اقتنعنا بها وامنا بها كمبررات فاننا نجد انفسنا ازاء “انسان” غربي في صوره “حيوان” لا تهمه سوي حاجاته الاساسيه التي يوفرها اقتصاد بلاده بغض النظر عن قيام الحزب المنتخب بقتل شعوب الدول الاخري وتشريدهم .

بالعوده الي الحدث السوري الذي تباري فيها “الانسان” الغربي معبرًا عن “انسانيته” المفرطه بالتظاهر دفاعا عن اللاجئ السوري الذي هرب في قوارب الموت املا في الوصول الي مناطق اكثر امنًا نجد اننا لسنا امام عرض مسرحي شبه فكاهي فاذا كانت هذه مواقف تعبر عن دعم لهؤلاء البشر الهاربين الا يستدعي هذا منكم الا تضغطوا علي حكوماتكم لوقف دعمها لبقاء بشار الاسد علي راس السلطه او الذهاب باتجاه حمله عسكريه لخلعه من منصبه ليعود السوريون الي بلادهم.

ومقارنه هذا “الانسان” الغربي الذي يعيش في بلدان الرفاهه و”الديموقراطيه” بالانسان العربي من المحيط للخليج حيث لا وجود لديموقراطيه علي غرار الدول الغربية نجد ان العربي اكثر انسانيه من هؤلاء بكثير.

فبعد قيام الثوره السوريه علي نظام مجرم الحرب بشار الاسد خرج اللاجئون السوريون الي بلدان عربيه واسلاميه املا في الامن فوفد لمصر والاردن وتركيا ولبنان وغيرها من البلدان مئات الاف من السوريين وقامت هذه الدول بعرض ما لديها من امكانات لمساعده السوري في محنته فمنها من عرض مساعدات ومنها من اعفي الطلاب من مصاريف الدراسه والعلاج.

وبالنسبه الي مساعدات الدول المذكوره اعلاه نجدها غايه من يمكن لتلك الدول الفقيره والمازومه اقتصاديا تقديمه. فهل مثلا مصر او الاردن او لبنان يمكنها تقديم شيء للسوري اكثر مما قدمته بالنظر الي اوضاعها الاقتصاديه المترديه وملايين الفقراء من شعوبها.

كما ان شعوب تلك البلدان في غالبهم كانوا متعاطفين مع السوري بقدر الاستطاعه ووجدت في مصر احتضانا للسوريين من مصريين عاديين كونوا جمعيات خيريه وفعاليات لجمع الاموال للسوريين المحتاجين واعلنت حملات لجمع التبرعات لدفع ايجارات المنازل ومصاريف البيوت.

ولكن لان العقل العربي لا يجيد الا قتل وتحطيم الذات لم ترَ مواقع التواصل الاجتماعي الا النماذج الشاذه التي اعلنت عن عنصريتها تجاه السوري فضخمتها ووصمت شعبًا كاملًا بالعنصريه تجاه السوريين وان شعبا مصريًّا باكمله يسعي لاستغلال تشريد السوريين املًا في الزواج من بناتهم كالسبايا!

ان شعوبنا العربيه والاسلاميه والتي لم تذق في غالبها الاعم طعم الحريه والرخاء ولا حتي التعليم الجيد لم تقبل يوما بظلم او قهر ولم تؤيد يوما في انتخابات عامه غير مزوره قاتل سفاحًّا كما فعل الامريكيون الذين انتخبوا جورج بوش الابن بغالبيتهم.

ولم تفعل شعوبنا العربيه كما فعل البريطانيون عندما انتخب ثلثهم قاتلًا ماجورًا هو توني بلير بعد مساندته للسفاح الامريكي في حربه علي العراق وارساله الاف الجنود البريطانيين الي العراق لقتل الرجال والنساء والاطفال.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل