المحتوى الرئيسى

شريف البنداري.. 3 منح لرحلة في الجغرافيا والروح

09/12 09:05

قبل 3 ايام علي انتهاء الدوره الـ 72 (2 ـ 12 ايلول 2015) لـ «مهرجان البندقية السينمائيّ (لا موسترا)»، تنتهي ورشه «فاينال كات فينيسيا»، الهادفه الي دعم مشاريع سينمائيه عربيه. مدّه الورشه يومان اثنان، يتمّ خلالهما عرض نسخ من افلام مختاره امام منتجين وصنّاع افلام وموزّعين ومبرمجي مهرجانات سينمائيه مختلفه. مع نهايه الورشه، يُعلَن فوز «علي معزه وابراهيم» للمخرج المصري شريف البنداري (مواليد القاهره، 29 ايلول 1978) بـ 3 منح ماليه مُقدّمه من 3 جهات فرنسيه مختلفه، علماً ان قيمه كل منحه تساوي 10 الاف يورو: اولي يُقدّمها «المركز الوطني للسينما (CNC)»، تُصرف في مرحله ما بعد الانتاج؛ وثانيه تمنحها شركه Knightworks لتنفيذ مؤثّرات بصريه وخاصّه متنوّعه؛ وثالثه تدفعها شركه Titra TVS لتصحيح الالوان الرقميه وشريط DCP الخاصّ بالفيلم، بالاضافه الي ترجمته الي اللغتين الفرنسيه والانكليزيه.

جديد شريف البنداري (تاليف احمد عامر، عن قصّه سينمائيه للمخرج ابراهيم البطوط) منطوٍ علي حكايه تمزج شيئاً من غرائبيه المواقف الظاهره، وحساسيه المُبطَّن في قصّه حبّ تدفع احد طرفيها، الشاب علي، الي القيام برحله في الجغرافيا والروح، تحقيقاً لتوصيه من «مُعالِج روحانيّ». رحله يرافقه فيها ابراهيم، الذي يكاد يقع في الجنون، بسبب كثره الاصوات الغريبه التي يسمعها وحده. رحله تكشف عوالم مخفيه، وتفاصيل تتناول الذات بمتاهاتها واحلامها وكوابيسها وتامّلاتها، وتعاين مواقع التمزّقات المختلفه للفرد. لن تكون الغرائبيه عنواناً واحداً لمسارات الحكايه. فاسلوب البنداري في اقتفاء اثار شخصيات افلامه، المستلّه من الواقع الحيّ، راسماً ملامحها السينمائيه بمزيج بصري جميل بين الحقيقيّ والمتخيّل المطلق، يمتلك نبضاً انسانياً يُساهم في تحويل السرد السينمائيّ الي منافذ تفضح وتكشف وتقول. في افلامه القصيره السابقه، يتحوّل الحصار المكشوف لشخصيات حيويه الي ما يُشبه مرايا تُحرّر الذات من سطوه ضياعها (او بالاحري: تحاول تحريرها)، قبل دفعها الي التامّل في احوالها ومسائلها واوجاعها. افلام شريف البنداري تصنع من الكاميرا السينمائيه عيناً تتلصّص علي الذات، وتنفتح معها علي متاهاتها والامها وتمزّقاتها واسئلتها.

بمناسبه فوز «علي معزه وابراهيم»، يقول المنتج المصري محمد حفظي (شركه «فورتريس فيلم كلينك»)، المُشارك في انتاج المشروع، ان في هذا الاخير «قدراً لا باس به من المجازفه». يقول ان سعادته بالفوز نابعهٌ من قدره المشروع علي نيل اعجاب ممثلين عن المهن المختلفه في صناعه السينما، وان هذا دليلٌ علي «اننا نسير في الاتجاه الصحيح». يُشير حفظي ايضاً الي ان المنح الماليه تمنح فريق العمل طاقه جديده للتقدّم «خطوه اضافيه» باتّجاه الانتهاء من تحقيق الفيلم «بالطريقه التي نرغب فيها». الي جانب محمد حفظي، هناك «ترانزيت فيلمز» لحسام علوان المُشارك في الانتاج ايضاً، و MAD Solutions بالنسبه الي التوزيع.

الذات وحصارها والتامّل بها وبمحيطها، امور تحدث في «صباح الفلّ» (2006، مُقتبس عن مسرحيه للايطالي داريو فو)، وفي «ساعه عصاري» (2008، الماخوذ عن قصّه لابراهيم اصلان). بعدهما، يُشارك شريف البنداري في الفيلم الجماعي «11 يوم» (2011)، ضمن مجموعه من 10 مخرجين مصريين يُقدّمون 10 افلام قصيره تتناول جوانب مختلفه من لحظه «25 يناير» (2011). يُقدّم البنداري «حظر تجوّل». يُلحقه بعد اشهر عديده بوثائقيّ يحمل من سمات البنداري بعض خصوصيه تعبيره السينمائي، المتمثّل بالتطرّق الي احوال الافراد: «في الطريق لـ ... وسط البلد» (2012). في «صباح الفلّ»، تظنّ المراه/ الام (هند صبري) ان اليوم «يوم عمل عادي»، قبل ان تنتبه الي انه «عطله نهايه الاسبوع». الاختصار هذا ركيزه دراميه للبحث في مسائل الذات وعلاقتها بنفسها، وسط حصار القلق والتمزّق والتوهان. في «ساعه عصاري»، يتالّم الرجل العجوز (صلاح مرعي) بصمتٍ حارقٍ الحصارَ المقيم فيه داخل منزله، رفقه زوجته (سهام عبد السلام). الابن القادم اليهما (باسم السمره) في زياره مفتاح اضافي للغرق في عالم الشقاء الروحيّ، والالم الذاتيّ. مع احمد فؤاد سليم، يُقدّم البنداري «حظر تجوّل»: جدّ وحفيده «محاصران» في الشوارع الخاضعه لمنع التجوّل، وهما يبحثان عن منفذ ما لبلوغ المنزل. اما الوثائقيّ، فبحث بصريّ متماسك في بيئه ينعكس حضورها الواقعيّ في مراه الكاميرا، وتنكشف بواطن ناسها امام عدسه تروي جزءاً من حكايه المصريين مع بلدهم.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل