المحتوى الرئيسى

«أمازون» تحيي مغامرات كازانوفا

09/12 01:36

تنوي خدمه «امازون برايم» الدخول بقوّه الي الموسم التلفزيوني المقبل. فبعد اعلانها انتاج برنامج محرّكات جديد لفريق «توب غير»، وبعد تعاقدها مع وودي آلن لانتاج اوّل مسلسل له، برمجت الخدمه عدّه مسلسلات مهمّه منها «بوش»، و «المتستّر بيت». ولم تتوانَ عن تخصيص ميزانيه كبيره لمسلسل «كازانوفا»، كما يتضح اثناء متابعه الحلقه الاولي، خصوصاً انه ينتمي الي الدراما التاريخيه الوثائقيه. اعتمد صنّاع العمل علي مذكرات جياكومو كازانوفا (1725 ـ 1798) التي كتبها في اخر سبع سنوات من حياته، واستعرض فيها روح العصر في القرن الثامن عشر، بالتوازي مع مغامراته النسائيه العديده.

يحمل هذا المسلسل توقيع المخرج الفرنسي جان بيار جونيه صاحب فيلم «اميلي» (2001) الشهير، والكاتب ستيوارت زيكرمان، وبطوله الممثل المكسيكي دييغو لونا بدور شخصيه كازانوفا، والممثله الصربيه بويانا نوفاكوفيتش بدور مدام دو بومبادور، عشيقه الملك لويس الخامس عشر.

في مذكرات كازانوفا التي حملت عنوان «قصه حياتي»، توثيق شامل لكل تناقضات القرن الثامن عشر. فقد تزامن التطور الفكري والثقافي مع موجه تفلّت من القيود الاجتماعيّه والدينيّه، وتزامن افول ثقافه عصر الباروك مع انتشار ثقافه عصر الروكوكو، اضافهً الي الفوضي التي خلقتها الحرب بين فرنسا وبريطانيا انذاك. لقد كان قرناً حافلاً بالاحداث والمتغيرات، يعطيه كازانوفا معظم صفحات مذكراته.

درس كازانوفا علوماً عدّه، اتقن الكثير من المهن، واجاد اربع لغات اجنبيه. كان جندياً وكاتباً ومقامراً وساحراً وجاسوساً ومغامراً ومفكراً. حصل علي الدكتوراه في القانون وعيَّن سكرتيراً للكاردينال اكافيفا، وتنقل بين مراكز ومناصب عده، وجاب دولاً كثيره. جالَسَ اكابر القرن الثامن عشر وفقراءه. لكنه ظل مدمناً علي امر واحد لم يستطع الشفاء منه، وهو الغوايه. كانت غايه الحياه بالنسبه لديه هي الحياه ذاتها، بكل ما فيها من لذه ومتعه. وهذا ما جعل منه عرّاب الحب الشهواني، وحوّله الي اسطوره في التاريخ والادب والفن.

هذه الشخصيه بتنوعها وغناها وتقلباتها تستحق ان تكون ماده دسمه لحكايه دراميه جيده، تبدا من لحظه هروبه من السجن في البندقيه العام 1757، حيث امضي ثلاث سنوات بتهمه «الهرطقه وممارسه السحر واقامه علاقات غير شرعيه».

يهرب كازانوفا الي باريس وفي نيّته ان يكون شخصاً جديداً، ويقرِّر ان يبتعد عن النساء نهائياً؛ لكن العادات القديمه لا تموت بسهوله، وبقي الاغواء وسيلته الاولي. هكذا، يتراجع عند اول اختبار، ويوافق علي تنفيذ طلبات صديقه وزير الخارجيه في بلاط لويس الخامس عشر حينها الكاردينال فرانسوا جواكيم دو بيرني، والتي تتلخص في اغواء عشيقه الملك لويس مدام دو بومبادور، مقابل حصوله علي امتيازات تساعده علي البدء من جديد. يطلب منه ان يعمل جاسوساً لحسابه كي يستطيع السيطره علي الملك من دون منافسين. فكيف لكازانوفا ان يرفض، ما دام في الامر امراه جميله، وما دامت الخطّه ستساعده علي امتلاك المال والسلطه والاحترام؟ انها صفقه رابحه.

اما مركيزه بومبادور، فكانت راعيه الارستقراطيه في عهد الرفاهيه والتانق، وفتحت صالوناتها الثقافيه لاحتضان فناني عصرها ومفكريه، تبنّت مدرسه الروكوكو وروجت لافكارها. انها امراه تستحق ان تعيد كازانوفا الي عاداته القديمه. وهذا ما حصل بالفعل.

يبدا كازانوفا غزوته لاصطياد بومبادور واغوائها، لكنها تصدّه بحزم، فيزداد تصميماً علي الايقاع بها. وتنتهي الحلقه التجريبيه مع بدايه هذه المواجهه والمباراه بين الرجل والمراه، فمن سيفوز؟ ومن سيعلن هزيمته؟ هذه الاسئله ستبقي معلّقه في انتظار الحلقات القادمه.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل