المحتوى الرئيسى

النهضة الثقافية العربية بدأت مع "آفاق"

09/11 15:19

تحفيز الفكر النقدي، تعزيز التنوع والتفاهم المتبادل، تنميه المجتمعات، اعاده بناء الهويه، حلّ النزاعات، معالجه الصدمه النفسيه، نشر الديمقراطيه الثقافيه، توعيه الرأى العام، تعزيز المساواه بين الجنسين، توفير فرص عمل، الحفاظ علي التراث...

هكذا يشارك الصندوق العربي للثقافه والفنون "افاق" في اعاده احياء الهويات العربيه الاصيله، التي شوهتها الصراعات، واعطاء الامل لشعوب المنطقه بمستقبلٍ افضل، من خلال تامين الدعم المادي والمهني لمشاريع ثقافيه ناشئه من اكثر الاماكن الحساسه في المنطقه. اما انتم، فيمكنكم المشاركه في ذلك من خلال اقتراح مشروع ثقافي بنّاء او دعمه.

بعد مرور 8 اعوام و800 منحه و150 محكّماً، تشعر افاق انها بالكاد انطلقت في مهمتها في تنميه وتعزيز الثقافه والفن في البلاد العربية. ويقول اسامه الرفاعي، المدير التنفيذي في افاق، انها "مهمه تركّز علي المناطق التي هي اكثر حاجه للدعم، وتحدّد الاولويات الثقافيه، التي قد تشكّل ركيزه لحوارٍ بناء بين مختلف الثقافات داخل البلاد وخارجها".

كما ان دعم الانتاج الثقافي المستقل بالنسبه الي الحريصين علي ايصال رساله افاق، هو مهمه من شانها المساهمه في تغيير العالم العربي اليوم، او ارجاعه الي اصله قبل تشتّته في الصراعات الثقافيه والسياسيه. بكلمات اخري توزع المؤسسه علي الافراد والمؤسسات الداعين للسلام والداعمين لها، القبعات الزرقاء الفعاله التي في امكانها تغيير الصوره الوحيده التي تنقلها وسائل الاعلام عن المنطقه، او التي تحددها الحكومات الهالكه بين النزاعات.

علماً ان مصدر تمويل مستدام للانتاج الثقافي والفني والابداعي، هو الزامي للوصول الي تحقيق الاهداف في الدول العربية الـ22، والتاثير علي قطاعات كبيره منها. لذلك عمل الحريصون علي افاق علي توعيه الحس الثقافي لدي مانحين لم يكونوا مهتمين يوماً بتاثيرات الانتاج الثقافي علي المجتمعات العربيه. وبذلك تمكنت من زياده عدد الداعمين 6 اضعاف من خلال اطلاق برنامج يستقطب التمويل بطريقه شفافه.

وهذا الامر اشبه بتحويل الساحه العربيه من دعم وتمويل الحروب بطريقه لا واعيه، الي استثمار واعٍ وبناء في التعبير الابداعي والثقافي.

تحرص افاق علي الحفاظ علي تنوع مصادر تمويلها لضمان استقلاليتها، ولانشاء بيئه حاضنه لدعم فنون ورسائل وقضايا متنوعه. من فلسطين والعراق واليمن وسوريا وليبيا، وغيرها من الدول التي تحتاج الي التعبير الفني المستقل.

تلك الرسائل تسلّمها نحو 9 ملايين فرد من انحاء العالم، من خلال 800 مشروع عملت افاق علي دعمها في اقل من عقد. والمسؤوليه كبيره علي الحريصين علي ايصال صوت الشباب العربي في منطقتنا، المشتته في الصراعات القاتله للهويات والثقافات العربيه المختلفه. 

تعمل افاق علي ارشفه صور ولحظات وصرخات ودموع وثورات ونهضات المنطقه، لترسخ في ذاكره التاريخين العربي والعالمي. وتحدد المشاريع التي تتبناها وفق 3 اقسام مرتبطه بالدور الاجتماعي والثقافي للمشاريع المختلفه، وهي:

تلك المشاريع تهدف الي كشف الغطاء عن شؤون اجتماعيه معينه لخلق وعيٍ حقيقي حول جوانب عده من الهويه العربيه، وتحديد العوائق التي تقف امام نمو المجتمعات. بعض هذه المشاريع:

انجبت 69 امراه علي الحواجز الاسرائيليه بين عامي 2000 و2006، وفق منظمه الصحه العالميه، وما زالت الحوادث المماثله تقع حتي اليوم. لم تصدّق سمر وجود مشهد تضطر فيه امراه ان تلد وتصرخ وتنزف امام جنود اسرائيليين غير مبالين من دون ان يؤمنوا لها مساعده طبيه او يسمحوا لها بعبور الحدود نحو اقرب مستشفي. وبهدف اظهار حقيقه دوله اسرائيل، والمساهمه في فرض ضغط دولي عليها، عملت الفنانه علي توثيق ابحاث حول الموضوع، من خلال صورٍ مؤثره التقطتها لنساء تعرضن لحوادث شبيهه، ولاطفال ناجين واخرين لم يتمكنوا من التمسك بالحياه، علماً ان مصير معظمهم هو الموت قبل عبور الحواجز الاسرائيليه.

تسلط اميره الضوء علي فئه من النساء اليمنيات، اللواتي تمكن من تحقيق ذاتهن، بالرغم من تهميشهن في مجتمعٍ ذكوري تقليدي قاسٍ مع المراه. في مجتمعٍ يحدّد قوانينه القضاه الدينيون والقبليون. من خلال سلسله صور التقطتها في اليمن، والجزء الاصعب في المشروع بالنسبه اليها، كان اقناع الرجال بالتقاط صورٍ لنسائهن، حتي لو عرضت عليهم اخفاء هويتهن ووجوهن. تلك الصور تظهر دور النساء في قياده تغيير اجتماعي جريء، واعطاء الامل لنساء مهمشات ومعنفات بمستقبلٍ انثوي اكثر ازدهاراً واماناً.

تشكل العماله الوافده الي الكويت اكثر من ثلثي المجتمع، ومعظمهم يتقاضون دخلاً منخفضاً، ويعيشون حياه قاسيه اقتصادياً واجتماعياً. ينظر اليهم المجتمع علي انهم نوادل المطاعم وفتيان تحضير الشاي وعمال انشاءات وميكانيكيون، بينما هم في الواقع يحرصون علي تحقيق احلام الطبقه العليا من المجتمع، من خلال بناء المدينه وتطوير خدماتها. في هذا المشروع، يدخل فيصل عالم العمال الخاص، والاماكن الجماعيه التي يتعايشون فيها ليلتقط صوراً حقيقيه للوضع غير الانساني الذي يعيشونه، واظهار معاناتهم.

تقدم مشاريع هذه الفئه حلولاً بديله لمشاكل تواجهها المجتمعات العربيه، وتسمح بتلاقي وجهات النظر المختلفه، لابتكار مستقبلٍ افضل. هي مشاريع في مجالات الرقص والمسرح والموسيقي والادب وغيرها، اليكم بعضاً منها:

يعود ياسر الي السودان بعد 20 عاماً من الاغتراب في سوريا، ليكتشف وضع الفنون البائس في بلاده بسبب الطغيان السياسي، فيقرّر اعاده احياء فن المسرح من خلال اقامه حوارات ولقاءات مع فنانين محليين لايجاد حلٍ للازمه الفنيه في بلدهم.

لا يوجد حريه تعبير في السودان، والفنون الوحيده المدعومه هي تلك التي تخدم السلطات مباشره، من هنا عمل ياسر علي انشاء مسرح تجريبي مستقل مع زملائه، يقدم منصه فنيه جريئه لفناني السودان، ومساحه للتعبير الحر والابتكار، واطلاق الخيال والتساؤلات الوجدانيه لمجتمعٍ افضل.

الشرق معروف بابتكار الاساطير الخياليه، منذ الحضارات القديمه، لكن النقطه الفاصله بين كل الاساطير، ان فئه منها تم تجاهلها واخفاؤها لاسباب اجتماعيه وسياسيه ودينيه، خصوصاً العربيه منها. مشروع فني عباره عن تمثيل بصري لاساطير عربيه من عصر الجاهليه، هدفه القاء الضوء علي تاريخ العرب، الذي همّشه تاريخ الاستعمار الطويل للمنطقه، وكشف النقاب عن العديد من القراءات والحقائق تاريخيه.

فيلمٌ يتعمق في تساؤلات اجتماعيه عده حول حياه العراقيين اليوميه، كيف يعيش الثنائيون والعائلات والافراد علاقاتهم، وكيف يجددونها ويحافظون عليها وسط الحاله العنفيه الكارثيه في العراق؟ كيف ينظرون بعضهم الي بعض، وكيف يعيشون بثقه رغم هلاكها؟ ما الذي يساعدهم علي البقاء احياء وعلي التمسك بهوياتهم الاجتماعيه؟ من هم العراقيون اليوم وبماذا يفكرون؟ انها قصه العراقيين الحميمه التي يعيشونها في منازلهم ليلاً، محاولين تجاهل اصوات الهاون المتطايره بين حيٍ واخر.

لا يمكن ان تشفي المجتمعات العربيه الا من خلال مشاريع ثقافيه ملهمه، تشمل الجماعات المختلفه وتقربها بعضها من بعض، وتساعد الافراد علي التفكير بحريه والتعبير بجراه، والحلم بمستقبلٍ افضل. من مشاريع هذه الفئه:

عمل ساره الفني البصري يركز علي العلاقه بين التقاليد الحرفيه المغربيه من جهه، والعمل الفني المعاصر من جهه اخري. في محاوله منها للتمعن في الهوية الثقافية العربيه، ومكانتها في العالم المعاصر اليوم. مبادره فرديه حاولت من خلالها الفنانه المساهمه في تطوير الساحه الحرفيه في المغرب، من خلال اقناع الحرفيين ولو بطريقه صعبه،  في ادخال تقنيات فنيه معاصره الي التقنيات التقليديه، لانشاء حوار ثقافي حول الهويه المغربيه وسط العولمه.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل