المحتوى الرئيسى

مع ارتفاع نسبتهم، أبرز 6 أمور توضح لك العلاقة بين المسلمين والهندوس في الهند - ساسة بوست

09/11 09:07

منذ 1 دقيقه، 11 سبتمبر,2015

اواخر الشهر الماضي، نقلت وسائل الاعلام العربيه والدوليه، علي راسها وكالة رويترز الاخباريه، خبر ارتفاع نسبه المسلمين في الهند، وانخفاض نسبه الهندوس من تعداد السكان للمره الاولي منذ استقلالها عن بريطانيا عام 1947 الي اقل من نسبه 80% (79.8%(، ما زاد القلق لدي اعضاء الحزب الهندوسي من وراء ذلك.

فما طبيعه العلاقه بين المسلمين والهندوس؟ وكيف تبدو نظره الهندوس اليهم؟ وكم يشكل المسلمون المتواجدون داخل البلاد؟ فضلا عن الوقوف علي ابرز التحديات التي تواجهها “الاقليه المسلمه”؟

(1)  جذور العلاقه بين المسلمين والهندوس في الهند

في معظم دول العالم التي تضم اقليات داخل اراضيها تبرز العديد من المشكلات، في محاولات لتحقيق معادله” الصراع من اجل البقاء”، فتنتج عنها عواقب دينيه وسياسيه وحتي اقتصاديه، كما جري خلال القرون الماضيه بين المسلمين والهندوس.

وترجع الصدامات بين المسلمين والهندوس الي جذور تاريخيه قديمه ارتبطت بدخول الاسلام الي شبه القارة الهندية، حيث سيطر حينها المسلمون علي معظم اجزاء المنطقه ودخل الهندوس في الاسلام حتي شكلوا أقلية مسلمة كبيره ضمت حوالي ثلث سكان شبه القاره الهنديه قبيل استقلال المنطقه عن بريطانيا.

وشكل الدخول في الاسلام بدايه خيبه امل وتحد من قبل الهندوس؛ حيث بقي في تلك الفتره المسيحيون في الهند اقليه صغيره جدًّا مقارنه بالمسلمين، وكذلك الامر بالنسبه للطائفه “السيخيه” التي انشقت عن الهندوسيه وشكلت ديانه خاصه جمعت بها بين بعض الاسس الهندوسيه والتعاليم الجديده التي اخذت بعضها من الاسلام.

وبالتالي، حكم المسلمون الهند سته قرون وتشكلت صوره الهند عالميًّا عبر حكامها المسلمين من “الغوريين والخلجيين وال تغلق والمغول”، الذين لم يتركوا الساحه للاحتلال البريطاني الا في منتصف القرن التاسع عشر.

والجدير ذكره انه عند تقسيم شبه القاره الهنديه عام 1947 هاجر عدد كبير من المثقفين المسلمين وموظفي الحكومه والاطباء ورجال القانون الي باكستان، ما ادي الي حدوث تغيير في البنيه الاجتماعيه للمسلمين، وتردي اوضاعهم بشتي مضامينها.

ذلك العام  شب صراع دموي علي”الجغرافيه المقدسه” للبلاد، بعد ان افضي الاستقلال الي تكوين دولة اسلامية في فضاء جغرافي يسميه القوميون في الهند بـ”التراب الهندوسي المقدس”، حيث قامت باكستان (الغربيه انذاك) في ذات الارض التي جاءت منها واستقرت فيها قبائل هندوسيه.

ولكن، لم تلعب” الاقليه المسلمه” منذ تقسيم الهند عام 1947 اي دور من ادوار جماعات الضغط والمصلحه، وليست لها تنظيمات حزبيه او سياسيه فاعله، فهي منشغله بازمه الهويه والمواطنه والدفاع عن نفسها ضد الاتهامات الهندوسيه، حتي يومنا هذا.

(2)  محددات نظره بعض الهندوس الي المسلمين في الهند

حالات الصراع والنزاع بينهما لا زالت فصولها مستمره، ويشكو المسلمون في الهند من تعرضهم لاشكال من التمييز الديني، ووفقـًا للمصادر فان هناك جمله من الامور استقاها الهندوس كتبرير في التمييز ضد المسلمين:

ان مسلمي الهند لا يتطلعون الي الهند كوطن لهم بل الي باكستان، الدوله المتاصله في العداء للهند، التي يراها الهنود دوله ذات الفكر السياسي المتحجر وانها تتشكل من مجتمع سكاني يحكمه متطرفون . تعتبر الهند تحول قريه باسرها وهي قريه “ميناكشيبورام” ذات الالف نسمه الي الاسلام عام 1981م، حاله طبيعيه لما يفعله المسلمون في الهند مستغلين الدولارات النفطيه لتحويل الطبقات الهندوسيه الفقيره عن دينها. يعزوا الهندوس الي التطور الاقتصادي في بعض ولايات الهند خلال الثمانينات من القرن الماضي الي التحيز الذي اتبعته الدول العربية السلفيه في استقدام العماله المسلمه “غير الهندوسيه”، ما ادي الي تهديد السلم الاجتماعي في البلاد. يتعاون المسلمون مع المخابرات الباكستانيه لتنفيذ اعمال ارهابيه علي الاراضي الهنديه سواء في المدن الكبري ام من خلال التعاون مع التنظيمات الكشميريه المسلحه التي  تقدرها السلطات الهنديه بالعشرات، وفي مقدمتها حركه المجاهدين، وجبهه تحرير كشمير، وحركه الانصار، وغيرها.

5- ينظر الهندوس الي المسلمين علي انهم طائفه منشقه تستحق نفس السحق الذي لقيته حركه الانشقاق السيخيه في عام 1984م.

(3)  نسبه تشكيل المسلمين في الهند من مجموع السكان

زاد عدد سكان الهند خلال العقد الاخير 181 مليون نسمه، وهو ما يعادل تقريبًا نصف اجمالي سكان العالم العربي، ويجعل منهم ثالث اكبر كتله ديموغرافيه اسلاميه في العالم “بعد اندونيسيا التي تبلغ 240 مليون نسمه وباكستان التي تبلغ 176 مليون نسمه”.

الا ان المسلمين فيها مع ذلك لا يمثلون اكثر من 14% من اجمالي سكان الهند البالغ عددهم 1.17 مليار نسمه وهي نسبه لا تخولهم تجاوز وضعيه الاقليه العدديه خاصه اذا عرفنا ان هذه الاقليه لم تلعب منذ التقسيم اي دور من ادوار جماعات الضغط والمصلحه.

اما اليوم فقد انخفض اعداد  الهندوس في الهند الي اقل من 80 في المئه من تعداد السكان للمره الاولي منذ استقلال الهند عن بريطانيا عام 1947م، واظهر التعداد الاخير حسب وكاله “رويترز” ان عدد الهندوس انخفض الي 79.8 في المئه من عدد السكان البالغ 1.2 مليار نسمه عام 2011 من 80.5 في المئه منذ عشر سنوات.

فيما ارتفع نصيب المسلمين الي 14.2 في المئه من 13.4 في المئه عام 2001 وكانت الطائفه الدينيه الوحيده التي تشهد زياده، وبقي المسيحيون عند نسبه 2.3 في المئه، بينما انخفضت اعداد السيخ الي 1.7 في المئه من 1.9 في المئه.

والجدير ذكره ان اول تعداد اجري بعد ان قسمت بريطانيا الهند التي كانت تستعمرها الي دولتي باكستان والهند عام 1947 كان الهندوس يشكلون 84.1 في المئه من السكان، لكن علي الرغم من تباطؤ نمو عدد السكان توقعت الامم المتحده ان تصبح الهند اكبر دول العالم سكانـًا بحلول عام 2022 وان تتخطي الصين.

(4)  بعض الممارسات التمييزيهبحق مسلمي الهند

الاضطهاد الديني من خلال اتهام الشباب المسلم بخطف فتيات هندوسيات واجبارهن علي اعتناق الاسلام، وشن حملات علي مستوي الولايه ضد الزواج المختلط بين الطوائف وضد اعتناق الهندوس للاسلام. تعبئه الهندوسيين علي مقاطعه اقتصاديه للمنتجات والخدمات الاسلاميه وتوزيع ملصقات ناصعه اللون تحمل علامه OM “والتي ترمز الي الهه الهند الكبري براهاما وفيشنا وشيفا”، علي سيارات “الريكشا”، وهي سيارات النقل الشعبي الصغيره الحجم”. اغلاق المدارس الدينيه التي تعمل بشكل مواز للتعليم الهندي و”ترضع” ابناء المسلمين الافكار الانعزاليه وتمثل “مفارخ للارهابيين”. تبجيل واحترام الرموز الهندوسيه الاساسيه وفي مقدمتهم الاله”رام” وتبجيلهم كابطال لحضاره البلد الذي يعيشون فيه، وليس مجرد النظر اليهم كشخصيات دينيه هندوسيه. الاقرار بان حكام المسلمين (الغزاه) قاموا خلال الفتره من 1000الي 1875 بتدمير اعمده الحضارة الهندية وخاصه المعابد الهندوسيه في مختلف ارجاء البلاد. سحب كافه الادعاءات حول الاحقيه في خصوصيات دينيه مثل الخضوع لقوانين اسلاميه خاصه بمجال الاحوال الشخصيه او مطالبه الدوله بمنح ماليه لدعم مؤسساتهم التعليميه فضلا عن حظر ذبح الابقار.

(5)  طبيعه تواجد المسلمين داخل الولايات الهنديه

لا يتركز المسلمون في ولايات بعينها فيمثلون مصادر خطر انفصاليه علي نحو ما هو موجود في تايلاند او الفلبين او روسيا او اوكرانيا، بل هم منتشرون في كافه ارجاء الولايات الهنديه، حيث لا يشكلون الاغلبيه سوي في ولايه جامو وكشمير وجزر لاكشدويب.

اضافه الي ان نسبتهم المئويه تتباين  ما بين 1-2 % في ولايات مثل ناجالاند وارونشتال براديش، و20-22 %  في ولايات مثل غوجرات وكيرلا، بينما يشكلون في المتوسط نحو  10% في اغلب ولايات الهند.

بينما تواجدهم علي الخارطه السياسيه، فيبدو انه ليس بحوزتهم مطامع سياسيه في حكم الهند او في التنظيمات السياسيه داخل المعترك الحزبي المعاصر، بل هم اقرب الي الانضواء في حزب المؤتمر صاحب منهج القوميه العلمانيه كبديل لا مفر منه في ظل تهديدات الاحزاب اليمينيه الشوفينيه وغيرها من الاحزاب المتارجحه بين اليمين واليسار.

 (6) طبيعه الجماعات الاسلاميه في الهند

تتواجد داخل الهند الجماعات السلفيه والوعظيه والوسطيه، والتي تتنوع انشطتها بين الدعوي والتعليمي والتثقيفي والطبي والاغاثي، لذلك فان الحركات الاسلاميه الهنديه الكبري يكون لها افرع محليه في الولايات، كما ان بعض المنظمات الاسلاميه تكون منظمات محليه او اقليميه تنشط في ولايه واحده فقط او في عدد من الولايات المتجاوره.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل