المحتوى الرئيسى

ما الحكمة من تكررت الآية (فبأي آلاء ربكما تكذبان) 31 مرة؟

09/11 03:04

بقلم - د. عبدالدائم الكحيل :

هناك الكثير من الظواهر القرانيه المحيره، وهذه الظواهر كانت مدخلاً للمشككين يدعون من خلالها ان القران كتاب فيه الكثير من الايات المتكرره، لان محمداً كان ينسي ما كتبه فيكرر الايه! وسبحان الله! لو كان محمد صلي الله عليه وسلم هو من كتب سوره (الرحمن) فلماذا كرّر الايه ذاتها 31 مره، وما هي الحكمه من ذلك؟ والجواب ان محمداً لم يكتب حرفاً واحداً من القران، بل كل ايه نزلت من عند الله، ولذلك اودع الله بعض الاسرار في هذه الايات لتكون معجزه لكل ملحد في هذا العصر!

فلو تاملنا سوره الرحمن نلاحظ ايه تتكرر باستمرار، انها قول الله تعالي مخاطباً الإنس والجن: (فَبِاَيِّ الَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَان). لقد تكررت هذه الايه 31 مره في سوره الرحمن. وقد حاول المشككون جاهدين انتقاد القران بزعمهم انه يحوي تكرارات لا معني لها، فلماذا تتكرر الايه ذاتها 31 مره، الا يكفي مره واحده؟

بعد بحث طويل في هذه الايه وعدد مرات تكرارها في سوره الرحمن وجدتُ بان هنالك علاقه رياضيه مذهله اساسها الرقم سبعه، هذه العلاقه هي تاكيد من الله تعالي انه لا تكرار في كتاب الله بل اعجاز وتناسق واحكام.

والرقم سبعه له دلالات كثيره، وكما قلنا في ابحاث سابقه فان الله تعالي نظَّم حروف وكلمات كتابه بنظام عددي يقوم علي الرقم سبعه، ليؤكد لنا ان هذا الكتاب منزل من خالق السموات السبع سبحانه وتعالي.

ان العمل الذي قمتُ به انني تدبَّرتُ ارقام الايات التي ورد فيها قوله تعالي: {فَبِاَيِّ الَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَان}، فوجدتُ ان هذه الارقام تبدا بالايه 13 وتنتهي بالايه 77 كما يلي:

{الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْاَنَ (2) خَلَقَ الْاِنْسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ (4) الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ (5) وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ (6) وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ (7) اَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ (8) وَاَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ (9) وَالْاَرْضَ وَضَعَهَا لِلْاَنَامِ (10) فِيهَا فَاكِهَهٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْاَكْمَامِ (11) وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ (12) فَبِاَيِّ اَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (13) خَلَقَ الْاِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ (14) وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ (15) فَبِاَيِّ اَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (16) رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ (17) فَبِاَيِّ اَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (18) مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ (19) بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ (20) فَبِاَيِّ اَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (21) يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ (22) فَبِاَيِّ اَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (23) وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنْشَاَتُ فِي الْبَحْرِ كَالْاَعْلَامِ (24) فَبِاَيِّ اَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (25) كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَي وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْاِكْرَامِ (27) فَبِاَيِّ اَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (28) يَسْاَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْاَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَاْنٍ (29) فَبِاَيِّ اَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (30) سَنَفْرُغُ لَكُمْ اَيُّهَا الثَّقَلَانِ (31) فَبِاَيِّ اَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (32) يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْاِنْسِ اِنِ اسْتَطَعْتُمْ اَنْ تَنْفُذُوا مِنْ اَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْاَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ اِلَّا بِسُلْطَانٍ (33) فَبِاَيِّ اَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (34) يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنْتَصِرَانِ (35) فَبِاَيِّ اَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (36) فَاِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَهً كَالدِّهَانِ (37) فَبِاَيِّ اَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (38) فَيَوْمَئِذٍ لَا يُسْاَلُ عَنْ ذَنْبِهِ اِنْسٌ وَلَا جَانٌّ (39) فَبِاَيِّ اَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (40) يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْاَقْدَامِ (41) فَبِاَيِّ اَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (42) هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ (43) يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ اَنٍ (44) فَبِاَيِّ اَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (45) وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (46) فَبِاَيِّ اَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (47) ذَوَاتَا اَفْنَانٍ (48) فَبِاَيِّ اَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (49) فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ (50) فَبِاَيِّ اَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (51) فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَهٍ زَوْجَانِ (52) فَبِاَيِّ اَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (53) مُتَّكِئِينَ عَلَي فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ اِسْتَبْرَقٍ وَجَنَي الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ (54) فَبِاَيِّ اَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (55) فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ اِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ (56) فَبِاَيِّ اَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (57) كَاَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ (58) فَبِاَيِّ اَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (59) هَلْ جَزَاءُ الْاِحْسَانِ اِلَّا الْاِحْسَانُ (60) فَبِاَيِّ اَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (61) وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ (62) فَبِاَيِّ اَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (63) مُدْهَامَّتَانِ (64) فَبِاَيِّ اَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (65) فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ (66) فَبِاَيِّ اَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (67) فِيهِمَا فَاكِهَهٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ (68) فَبِاَيِّ اَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (69) فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ (70) فَبِاَيِّ اَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (71) حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ (72) فَبِاَيِّ اَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (73) لَمْ يَطْمِثْهُنَّ اِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ (74) فَبِاَيِّ اَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (75) مُتَّكِئِينَ عَلَي رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ (76) فَبِاَيِّ اَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (77) تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْاِكْرَامِ (78)}.. صدق الله العظيم.

لقد لونت الايه المطلوبه باللون الازرق ليسهل علي الاخوه التاكد من هذه الحقائق الرقميه، فلو قمنا بعد مرات تكرار هذه الايه نجدها 31 مره، وارقام الايات هي:

13 16 18 21 23 25 28 30 32 34 36 38 40 42 45 47 49 51 53 55 57 59 61 63 65 67 69 71 73 75 77

احبتي في الله! دائماً في ابحاث الاعجاز العددي نتبع طريقه محدده وهي ان نضع الارقام بجانب بعضها ونقراها دون ان نغير فيها اي شيء، اي نقوم بصفّها ونقرا العدد الناتج. والعجيب جدًا ان ارقام هذه الايات الـ 31 عندما نقوم بصفِّها فانها تشكل عددًا ضخماً وهو:

هذا العدد الضخم الذي يمثل ارقام الايات حيث وردت {فَبِاَيِّ الَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَان} من مضاعفات الرقم سبعه! اي اننا اذا قسمنا العدد علي سبعه ينتج عدد صحيح بلا فواصل. وهذا يدل علي ان الله تعالي قد وضع ارقام الايات بحيث تتناسب مع الرقم سبعه. ولكن ما هو الاثبات علي ان هذا التناسق لم يات بالمصادفه؟

الايه تتحدث عن الانس والجن وتخاطبهما وتذكرهما بنعم الله تعالي عليهما، ولو تاملنا العدد جيداً نجد ان معكوسه من مضاعفات الرقم سبعه. فلو قرانا هذه العدد الضخم والذي يمثل ارقام الايات الاحدي والثلاثين باتجاه معاكس، اي من اليمين الي اليسار لوجدنا عدداً هو:

وهذا العدد عندما نعالجه نجده ايضاً من مضاعفات الرقم سبعه! اذاً العدد الذي يمثل ارقام الايات ينقسم علي سبعه باتجاهين، وكيفما قراناه. وسؤالنا: اليست هذه النتيجه المذهله دليلاً صادقًا علي انه لا تكرار في القران, بل نظام مُحكَم ومتكامل؟

لا مصادفه في كتاب الله

ولكن قد ياتي ايضاً من يدعي بان هذه صدفه، وهذا ما دعاني لطرح السؤال: لماذا تكررت الايه 31 مره وليس 32 مره، ما الحكمه من العدد 31، وهل هناك تناسق سباعي اخر؟ ولذلك فقد قمتُ بترقيم الايات الـ 31 بشكل تسلسلي، اي 1-2-3-4-5......31 اي نبدا بالرقم 1 وننتهي بالرقم 31 ، وقد وجدتُ بانه يتشكل لدينا عدد ضخم هو:

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31

ولو تاملنا هذا العدد نجده من مضاعفات الرقم سبعه! 

ولو قمنا بعكس هذا العدد اي قراناه من اليمين الي اليسار فسوف يتشكل عدد هو:

وهذا العدد ايضاً من مضاعفات الرقم سبعه، وهنا ينتفي احتمال المصادفه اذ لا يُعقل ان تاتي جميع هذه التناسقات مع الرقم سبعه بالمصادفه!

وهنالك ملاحظه لطيفه وهي ان الكلمه الوحيده في القران والتي تشير الي الانس والجن وهما الثقلين، هي قوله تعالي: {سَنَفْرُغُ لَكُمْ اَيُّهَا الثَّقَلَانِ}.. [الرحمن: 31]، فهل هنالك علاقه بين رقم هذه الايه وبين عدد مرات تكرار الايه التي خاطب الله فيها هذين الثقلين: {فَبِاَيِّ الَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَان}؟ ان رقم هذه الايه هو 31 من سوره الرحمن! اي ان تكرار الايه التي خاطب الله فيها الانس والجن 31 مره هو ذاته رقم الايه التي خاطب الله فيها الثقلين وهما الانس والجن، فتامل هذا التناسق، هل جاء مصادفه؟

نرشح لك

أهم أخبار رمضان

Comments

عاجل