البرلمان الأوروبي يقر خطة عاجلة لتوزيع اللاجئين

اقر البرلمان الاوروبي، امس، الاجراءات العاجله التي اقترحها رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر لتحسين توزيع استقبإل آللاجئين بين الدول الاعضاء في الأتحاد الأوروبي، واعتماد اليه توزيع دائمه، داعياً الي عقد مؤتمر دولي يجمع الاتحاد الاوروبي والامم المتحدة والولايات المتحدة ودولاً عربيه في محاوله لانهاء اخطر ازمه تواجهها اوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

ياتي ذلك، في وقت ما زال الارباك والانقسام سيدَي الموقف في تصرف الاوروبيين ازاء تدفق عشرات الاف اللاجئين الهائمين علي وجوههم، فيما تواصل الدنمارك اعتراض طريق المتجهين الي السويد، في حين اعلنت المجر عن استعدادها لنشر قوات علي حدودها.

وصوّت النواب الاوروبيون لصالح اقتراحات يونكر باستقبال 160 الف طالب لجوء سيتم نقلهم من اليونان والمجر وايطاليا، بالاضافه الي اليه توزيع دائمه وملزمه للتعامل مع حالات الطوارئ في المستقبل.

وتمت الموافقه علي القرار غير الملزم بغالبيه 432 صوتاً في مقابل 142 رافضاً، فيما امتنع 57 عن التصويت.

وقال البرلمان الاوروبي في بيان ان «اعضاء البرلمان الاوروبي رحبوا بالاقتراح الجديد للنقل الطارئ للمزيد من طالبي اللجوء من ايطاليا واليونان والمجر، بالاضافه الي اليه التوزيع الدائمه».

وكشف رئيس المفوضيه الاوروبيه، امس الاول، عن مقترحاته في خطاب في البرلمان الاوروبي في استراسبورغ، حيث دعا الدول الاعضاء الي دعم هذه المقترحات قائلاً «لقد حان الوقت لان نتعامل بانسانيه وكرامه» مع مساله اللاجئين.

وسينظر وزراء داخليه الاتحاد الاوروبي في الخطط في اجتماع طارئ، الاثنين المقبل، ولكن وسط معارضه بعض الدول الاعضاء من اوروبا الشرقيه، قد تدعو بروكسل الي عقد قمه خاصه للموافقه عليها.

وفي الوقت ذاته، دعا اعضاء البرلمان الاوروبي الي اعاده النظر في معاهده دبلن بشان اللاجئين، والتي يتم بموجبها درس طلبات اللجوء داخل اول بلد وصل اليه اللاجئ.

وقالوا انهم «مستعدون للعمل علي مشاريع قوانين لوضع سياسه هجره ولجوء صلبه للمستقبل».

ودعا هؤلاء ايضا وزيره خارجيه الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني الي عقد مؤتمر دولي حول اللاجئين «بهدف وضع استراتيجيه دوليه مشتركه للمساعدات الانسانيه»، علي ان يشمل الاتحاد الاوروبي ووكالات الامم المتحده والولايات المتحده ومنظمات غير حكوميه ودولا عربيه.

وفي ما تحوّل الي نقطه توتر في ازمه غير مسبوقه منذ عقود، تحاول الدنمارك منع وصول مزيد من اللاجئين متجهين الي السويد التي ترحب بهم رسميا.

وكانت الشرطه الدنماركيه منعت اللاجئين من الانتقال عبر عبارات من ميناء باتغارد الالماني الي ميناء رودبي الدنماركي. لكن شركه سكك الحديد اعلنت ان حركه القطارات ستستانف تدريجياً، فيما اكدت الشرطه انها ستجيز عبور اللاجئين الموجودين علي اراضيها، والذين يفضلون مواصله المسير الي السويد.

واعلنت الحكومه الالمانيه، التي تتصدر الداعين الي سياسه استقبال واسعه للاجئين، ان 450 الف لاجئ وصلوا الي المانيا منذ بدايه العام الحالي، من بينهم 37 الفا في الايام الثمانيه الاولي من شهر ايلول.

وقال نائب المستشاره سيغمار غابريال ان «هذا يثبت بصراحه ان تقاسم عبء 160 الف لاجئ في اوروبا ليس سوي خطوه اولي» مضيفاً «يمكننا القول ايضا انه نقطه في بحر».

وتتوقع المانيا استقبال 800 الف طالب لجوء في العام 2015، اي اربع مرات اكثر من السنه السابقه في ما يعد رقماً قياسياً في اوروبا.

في هذا الوقت، واصلت بودابست بوضوح رفض المشاركه في المجهود الاوروبي المشترك. واجري الجيش المجري مناورات عسكريه في جنوب البلاد استعدادا لاحتمال تكليفه بمهمه مراقبه الحدود ما ان تدخل القوانين الجديده لمكافحه الهجره حيز التنفيذ. وقال الجنرال تيبور بينكو في مقابله مع قناه «ام1» التلفزيونيه ان «واجبنا هو الدفاع عن المجر».

وسبق ان اقامت المجر سياجاً مثيراً للجدل من الشرائط الشائكه علي طول حدودها مع صربيا البالغه 175 كيلومتراً لوقف تدفق اللاجئين، بلا جدوي. كما اعلنت في تموز الماضي، بدء العمل في بناء سياج ثان بارتفاع اربعه امتار.

وذكّر كردينال بودابست بيتر ايردو بان القانون المجري يعتبر كل من يؤوي مهاجرا علي انه «مهرب للبشر».

ووصل خمسه الاف مهاجر، من بينهم لاجئون فارون من النزاعات في الشرق الاوسط خلال الساعات الـ24 الماضيه الي الحدود بين صربيا والمجر، وهو رقم قياسي كما افاد التلفزيون الصربي.

كما اعلنت الشرطه النمساويه، امس، ان اكثر من ثلاثه الاف شخص عبروا الحدود مع المجر خلال ليل امس الاول.

ويتوقع تضاعف دفق المهاجرين الذين يسعون لدخول المجر بسرعه قبل دخول قانون جديد يمنع عبور الحدود حيز التنفيذ في الخامس عشر من ايلول.

وما زال الاف المهاجرين واللاجئين يفدون الي اليونان من تركيا. فقد استقبلت جزيره ليسبوس اليونانيه الصغيره التي باتت رمزا لهذه الهجره 20 الف مهاجر ما يوازي ربع عدد سكانها.

وتدعو المستشاره الالمانيه اكثر من اي وقت مضي الي توزيع «ملزم» للاجئين. كما اقترحت عقد اجتماع لمجموعه السبع وعدد من الدول العربية لتخصيص اموال لمساعده اللاجئين في الدول المجاوره لسوريا.

وفي خطوه ملفته للانتباه، دعت 13 صحيفه اوروبيه كبري، امس، في رساله مفتوحه، الحكومات الاوروبيه الي «عمل حاسم» لمواجهه ازمه الهجره هذه، معتبره ان الاتحاد الاوروبي «يبذل اقل من المطلوب ومتاخرا».

وذكر الموقعون علي هذا النداء ان «اوروبا تواجه اسوا ازمه لاجئين شهدها العالم منذ الحرب العالميه الثانيه». واضافوا «ان اعدادا متزايده من الاشخاص يموتون خلال محاولتهم اليائسه للهرب من الحرب والاضطهاد» وخصوصا في سوريا.

واعتبرت وسائل الاعلام، وبينها «ليبراسيون» الفرنسيه، و «ذا اندبندنت» البريطانيه، و «ال باييس» الاسبانيه، و «لاريبوبليكا» الايطاليه، و «داي تسايت» الالمانيه انه «علي مر الاشهر، قامت اوروبا بالقليل وبشكل متاخر جدا» مشيره الي ان «رفض التحرك يكشف ايضا عن ازمه سياسيه خطيره».

وفي مؤشر الي ان تبعات هذه الازمه لم تعد تقتصر علي اوروبا اعلن وزير الخارجيه الاميركي جون كيري الاربعاء ان الولايات المتحده تدرس استقبال المزيد من اللاجئين السوريين. وتعهدت وزاره الخارجيه الاميركيه باستضافه 5000 الي 8000 لاجئ سوري في الولايات المتحده بحلول خريف العام 2016، فيما كانت واشنطن تكتفي باستقبال 1500 منهم منذ العام 2011.

في هذا الوقت، قال ديبلوماسيون ان مجلس الأمن الدولي يعتزم اصدار قرار يجيز للاتحاد الاوروبي التدخل في المياه الدولية في البحر المتوسط ضد سفن تهريب المهاجرين غير الشرعيين.

وكان السفير الروسي في الامم المتحده فيتالي تشوركين، الذي تتولي بلاده الرئاسه الشهريه لمجلس الامن، قال الاسبوع الماضي لدي اطلاعه الصحافيين علي برنامج المجلس ان مشروع القرار يجيز للبحريه الاوروبيه ان تتدخل ضد سفن المهربين «في اعالي البحار وليس في المياه الاقليميه» الليبيه.

وامس الاول، قال تشوركين ان مشروع القرار الدولي «محدود اكثر» من ذاك الذي طرح في بادئ الامر والذي كان يجيز كامل المهمه البحريه التي اقرها الاتحاد الاوروبي.

واضاف السفير الروسي ان مشروع القرار الذي اعدته بريطانيا «قد يتم بالفعل اعتماده خلال شهر ايلول»