المحتوى الرئيسى

مترجم: أسوأ بلاد العالم للنساء - ساسة بوست

09/09 18:00

منذ 1 دقيقه، 9 سبتمبر,2015

حتي وان لم يكن ثّمَّ تهديد من جماعه بوكو حرام، فان فتيات شمال نيجيريا يحيَين حياه بائسه، ويواجهن تحديات قاسيه.

ابوجا، نيجيريا — عندما بلغت (امينه) هذا العمر، كان من المفترض ان تشغل الفتاه النيجيريه مقعدها بالصف الدراسي. وبدلًا من هذا، جلست امينه علي مقعدها بكوشه الزفاف، عروسٌ تبلغ من العمر اربعه عشر ربيعًا. وبعد ست سنوات من الفقر المدقع، لا تزال امينه تتحمل العواقب الاليمه لعمليه ولاده مطوله، ادت الي وفاه طفلها اثناء الولاده.

الشائع في ثقافه الهوسا القرويه بشمال نيجيريا، ان المراه تضع حملها في المنزل. وان اي امراه تصرخ اثناء الوضع، يرونها ضعيفه. ولكن عندما ساءت حاله امينه، اضطر اشقاؤها ان يسوقوها الي المستشفي. وحينما وصلت كانت طفلتها قد فقدت للابد.

وتسببت عمليه الولاده المتعسره المطوله في اصابه امينه بالناسور، وهو مرض يسبب انتقال البول والغازات عبر المهبل. تقول امينه التي تعيش في ولايه برنو: “وضعت جنينًا ميتًا واصبت بالناسور في نفس الوقت، ولا يزال الامر يغضبني”. ومع هذا فان معاناه امينه ليست حاله فريده.

يقول الدكتور والتر ايبام، الذي قضي حوالي عامين يعالج مرضي الناسور في مدينه كيفي شمالي نيجيريا: “ان الناسور المهبلي يعد شائعًا بين الفتيات في عمر المراهقه، ويحدث في اغلب الحالات للفتيات اللواتي لم تنضج احواضهن بعد، بما يسمح بعمليه وضع الطفل. وهو عباره ثقب بين قناه الولاده والمثانه او المستقيم، او كليهما معًا، ينتج عن الولاده المطوله التي تحدث في غياب التدخل الطبي الفوري، والذي يترك ضحاياه في نهايه الامر يحيون حياه بائسه”.

ولدي نيجيريا اعلي معدل انتشار للناسور المهبلي في العالم، فحوالي 400 – 800 الف امراه نيجيريه تعاني من المشكله، وما يقرب من 20 الف حاله جديده كل عام. وتترك تسعون بالمائه من هذه النسبه بلا علاج، ما يؤشر الي ان 55 امراه تبتلي بالناسور المهبلي كل يوم.

ويزيد حمل المراهقات من سوء المشكله التي تنتج عن زواج الاطفال. تقول تقارير حديثه لصندوق الامم المتحده للسكان ان الفتيات اللاتي يصبحن حوامل قبل ان يتممن خمسه عشر عامًا في الدول ذات الدخول المتوسطه والمنخفضه، لديهن احتماليه مضاعفه للاصابه بالناسور المهبلي او التعرض لوفيات الامومه بالمقارنه مع النساء ذوات الفئات العمريه الاكبر.

في نفس السياق، يذكر تقرير الامم المتحده ان نسبه كبيره من حمل المراهقات تنتج عن الجنس القسري، ومعظمها يدون في خانه الزواج المبكر.

ويعد زواج الاطفال امرًا شائعًا في منطقه شمال نيجيريا، ويعتقد هؤلاء الذين يؤيدونه او يمارسونه ان الفتاه عندما تتزوج في سن مبكره، لا تصبح لديها فرصه للفسق او الانحلال الاخلاقي. ويؤمن كثيرون من اهل المنطقه ان الرجال يمكنهم الزواج من طفله في عمر الحاديه عشره، مادام الزوج لن يعاشرها حتي تصل لسن البلوغ. لكن في كثير من الحالات لا يعتبر هذا الشرط ملزمًا، والعرائس الصغيرات يعاشرهن ازواجهن بعد الزواج مباشره. وفي كثير من الحالات يحدث ذلك نتيجه ضغط شديد من الازواج وكذلك اهل الزوج من اجل اثبات خصوبه العروس.

ووفقًا لما ورد عن صندوق الامم المتحده للسكان، فان 84% من الولادات الاولي للفتيات النيجيريات المراهقات تحدث خلال الزواج. وبكل تاكيد، فان 62 % من الفتيات اللاتي تزوجن في عمر 15-19 عامًا، قد انجبن بالفعل. وحوالي واحده من كل اربع فتيات متزوجات انجبن قبل سن الخامسه عشر عامًا.

فكثير من الفتيات تزوجن بدون ابداء موافقتهن الكامله بحريه. وتضع الاتفاقيات الدوليه السن القانوني المتعارف عليه للزواج عند ثمانيه عشر عامًا. وانْ لم يتم تعديل توقيت الزواج المسموح به في نيجيريا، فانّ اكثر من مائه مليون فتاه ستتزوجن وهن لا يزلن اطفالًا خلال العشره الاعوام القادمه.

واعتبرت الحكومه النيجيريه زواج الاطفال غير قانوني في عام 2003، ومع هذا تشير بعض الشخصيات من منظمه فتيات ولسن عرائس الي ان 17% من فتيات نيجيريا يتزوجن قبل ان يبلغن خمسه عشر عامًا. وفي المنطقه الشماليه الغربيه، ترتفع تلك النسبه لتصل الي 76%.

قانون حق الطفل لعام 2003 وضع اقل سن قانوني عند 18 عامًا، بيد ان القانون الفيدرالي ربما يطبق بصوره مختلفه علي مستوي كل ولايه. فحتي الان ثلاث وعشرون ولايه فقط، من اصل ولايات البلد الست والثلاثين، بداوا في تطوير احكام لتنفيذ القانون.

وواجهت المحاولات الداعيه الي القول بعدم قانونيه زواج الاطفال، نقدًا شديدًا من اعضاء البرلمان الذين يمثلون شمالي نيجيريا، فهم يقولون ان هذا الامر يتنافي مع المبادئ الدينيه والثقافيه لاهل نيجيريا. وبكل تاكيد يعد زواج المراهقات امرًا شائعًا بين الساسه النيجيريين.

وقد اصبحت القضيه مثارًا للجدل الشديد بالبلاد بعد ان فشل مجلس الشيوخ بالجمهوريه الفيدراليه النيجيريه منذ سنتين، من تعديل الجزء المثير للجدل بدستور البلاد، الذي يحدد سن البلوغ للفتيات.

واقنع السيناتور احمد يريما، ممثل المجلس عن ولايه زمفره الشماليه مقاطعه غرب الولايه، زملاءه في الشمال من اجل هزيمه الاصوات التي تنادي بحذف بند بالدستور قد يفسر تفسيرًا يعني ان الفتيات اللواتي لم يبلغن 18 عامًا يمكن اعتبارهن بالغات بمجرد ان يتزوجن. وكان يريما تصدر الصحف في العام 2010 بعد زواجه من فتاه مصريه تبلغ من العمر 13 عامًا. وتناول السيناتور القضيه علي القنوات التلفزيونيه النيجيريه قائلًا ان الشريعه الاسلاميه تسمح للفتاه بالزواج مادامت قد بلغت سن البلوغ واعتبرها والداها ناضجه.

غير انه مع وجود العديد من العرائس الصغيرات – اللاتي لم يجدن راحه في الزواج المبكر – هربوا من عشش الزوجيه، فان اخريات طبقوا القوانين باياديهن وهن يواجهن الان القصاص من اجل ما ارتكبن.

وعلي سبيل المثال، تم القبض علي ميمونه عبد المعيني في عام 2007 عندما كانت تبلغ من العمر ثلاثه عشر عامًا، وكانت التهمه التي وجهتها اليها المحكمه هي حرق زوجها، البالغ من العمر خمسه وثلاثين عامًا، حتي الموت. وبعد مرور خمس سنوات، ادينت الفتاه بالقتل وحكم عليها بالاعدام. وفي العام الماضي حكمت محكمه بان الحكم يعد خرقًا لحقوقها، لكن شيئًا لم يتغير ولا تزال الفتاه في انتظار عقوبه الموت.

وفي العام الماضي، اعترفت وسيله تاسيئو البالغه من العمر اربعه عشر عامًا بقتل زوجها عمر صاني البالغ من العمر خمسه وثلاثين عامًا بعد ان اجبرت علي الزواج منه. وكما حدث مع عبد المعيني، اتُهمت الفتاه بالقتل وطالبت النيابه باعدامها.

ووفقًا لما ورد في محضر الشرطه، اعترفت تاسيئو بوضع سم فئران في الطعام بعد مرور اسبوعين علي زواجها في ابريل 2013 في قريه انجوار يانصورو النائيه، القريبه من مدينه كانو، ثاني اكبر مدينه في نيجيريا.

وبعد ان تم القبض عليها، ذكرت صحيفه الجارديان ان تاسيئو اخبرت محاميها ان زوجها ربطها في الفراش واغتصبها ليله الزفاف. وعندما مثلت تاسيئو امام قضاء محكمه جيزاوا العليا لاول مره في الخريف الماضي، استطاعت بالكاد ان تنطق اسمها، ثم استدارت واعطت ظهرها للمحكمه عندما قرا القاضي الاتهامات، واجهشت بالبكاء.

لحسن حظ تاسيئو تمكن الضغط الذي احدثته جماعات حقوق الانسان من اجبار المحكمه علي سحب التهمه الموجهه اليها، وقد حاولت تلك الجماعات ان تبرهن علي ان الفتاه كانت قاصرًا وفي حاجه الي اعاده تاهيل، ولا يمكن اتهامها بالقتل باعتبارها بالغه.

وتوضح تلك التطورات الصعوبات التي تمر بها الفتيات في نيجيريا. فبعد ان اختطفت مائتان من فتيات المدارس العام الماضي من مدارسهن، واشارت الاحصاءات ان اكثر من 90% من الفتيات لا يذهبن الي المدرسه الثانويه، ففي تلك المنطقه ان تكون فتاه يعد تحديًا كبيرًا.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل