المحتوى الرئيسى

نيويورك تايمز: “ترقيم” اللاجئين يعيد إلى أوروبا ذكريات النازية

09/07 20:13

نيويورك تايمز: تتشدد المجر تجاه اللاجئين وتنسي ان 200 الف لاجيء خرجوا منها بعد الحرب العالمية الثانية

نيويورك تايمز – ريك لايمان – ترجمه: محمد الصباغ

خدع مئات المهاجرين في المجر عندما احاط بهم رجال الشرطه المسلحون، ووضعوهم في قطار مع وعدهم بالحريه ليجدوا انفسهم في معسكر “استقبال”. وفي جمهورية التشيك، اخرجت الشرطه اكثر من 200 مهاجر من احد القطارات، ودونت علي اذرعهم ارقاما تعريفيه بطريقه لا يمكن محوها، وتوقفوا عن فعل ذلك فقط عندما اشار احد الاشخاص بان ما يفعلونه اشبه بالاوشام التي كان يطبعها النازيون علي سجناء معسكرات الاعتقال.

ارتفعت الاسلاك الشائكه علي الحدود بين دول اليونان، وبلغاريا، والمجر، وفرنسا. ورفع بعض القاده السياسيين شعارات قوميه وصوروا المهاجرين علي انهم خطر خارجي، وان ثقافتهم الاجنبيه ودينهم الاسلام سيطغي علي تقاليدهم الغاليه.

قال كبير حاخامات المجر، روبرت فروليش: ”كان مرعبا ان اري صور الشرطه وهي تضع ارقاماً علي اذرع الناس. ذكّرني ذلك باوشفيتز –معسكر اعتقال نازي. ثم يؤخذون في قطار يحرسه مسلحون الي معسكر مغلق؟ بالطبع انها تبدو كاصداء الهولوكوست”.

يعاني الاوروبيون من اسوا الازمات الانسانيه في القاره منذ الحرب العالميه الثانيه، ويبدو ان الكثيرين يتعامون عن الصور التي تذكرنا باحلك اوقات تاريخنا.

ازمه المهاجرين ليست اباده جماعيه. وتبحث القاره باكملها الان كيفيه تسجيل وتسكين واعاده توطين اواعاده تاهيل مئات الالاف من المهاجرين واللاجئين، وهو تحدي لوجيستي رهيب. ومنذ حصار ألمانيا النازية لليهود لم تخرج صور من اوروبا كتلك التي تخرج الان لاشخاص محتجزين في قطارات، واطفال يتم تمريرهم عبر اسلاك شائكه، ورجال يرتدون عتادا عسكريا يقودون امامهم حشود كبيره من رجال ونساء واطفال في حاله مزريه.

في نفس الوقت، قد تفصح تلك الصور عن الحقيقه الاعمق حول اوروبا وعدم استعدادها الظاهر للتعامل مع ازمه مازالت مستمره: وبينما يكثر الحديث عن حقوق الانسان والانسانيه، تبقي اماكن كثيره رافضه للهجره والتنوع.

ونتيجه لذلك، يتصرف البعض هنا بطرق تعيد الي الاذهان اسوا فترات القاره.

ويعلق المدير التنفيذي لمنظمه “هيومان رايتس ووتش”، كينيث روث، قائلاً ”لابد انهم غير واعيين بما يفعلون.. لا يمكن لاي شخص لديه ذاكره تاريخيه ان يفعل ذلك.  الامر عجيب حقاً. وبالتحديد صور القطارات التي تذكرنا بكوابيس الهولوكوست”.

كان الحاخام فروليش بالتحديد في حاله ذهول من الاكاذيب التي يتم ترويجها لخداع  المهاجرين. وقال: ”اخبروهم ان القطار متجه الي النمسا ثم اخذوهم الي معسكر. لا اعتقد ان الشرطه تلقت تعليمات من الحكومه بفعل ذلك، لكن هذا مشابه تماماً لما حدث مع اليهود في فتره الاربعينيات“.

اما جان مونك، رئيس الطائفه اليهوديه في براج، فكان اكثر كرماً في تفسيره لما يحدث. فقال ”اتفهم الاسباب التي جعلت الشرطه تقوم بترقيم المهاجرين، هم تحت ضغط كبير وبكل بساطه لم يدركوا دلالات ما فعلوه. بالنسبه لي ذكرتني بارقام اوشفيتز، لكنني اعلم ان الامر لم يحدث لهدف ما“.

بالنسبه لاخرين، يبدو ترقيم المهاجرين بلا هدف امر مخيف للغايه، ويظهر ان الكثير من المناطق التي شهدت اثار الهولوكست باتت في حاله انفصال عن التاريخ الذي جري فيها.

يقول المدير الوطني لرابطه مكافحه التشهير بنيويورك، جوناثان جرين بلات: “قد يكون صحيحا انهم لا يعرفون بالامر، لكن التبلد والجهل الذي ظهر في  الصور كان صادماً ومقززاً“.

ليست الهلوكوست هي من تم نسيانها او تجاهلها. هناك نصب تذكاريه تقريباً في كل مدن القاره الكبري. وفي هذا الصيف، صدّق الرئيس الروماني علي مشروع قانون يجعل نفي الهولوكوست ورفع شعارات فاشيه جريمه. وحتي محطة القطارات المزدحمه بالمهاجرين في مدينه “سيجد” المجريه بها نصب تذكاري يعود لعقود ويخلد ذكري ضحايا الحرب العالميه الثانيه. والنصب عباره عن سلسله من عربات القطارات بها اذرع تتوسل من النوافذ للمساعده. وفي بودابست، تحديدا في محطة قطار كيليتي، التي تحول محيطها الي مخيم رث للمهاجرين، جاء اول قطار لنقل المهاجرين البائسين يوم الخميس ظاهرياً الي الحدود النمساويه، بينما اتجه فعليا الي معسكر اعتقال. وتواجد المهاجرين خلف محطه القطارات بينما كانت احدي العربات مكتوب عليها شعار “1989 اوروبا بلا حدود”.

وفي يوم الجمعه، مرر البرلمان المجري النصف الاول من مجموعه المراجعات علي قوانين اللاجئين التي قد تسمح بخلق ما يسمي بمناطق عبور بطول الحدود الصربيه. وسيقتصر وجود اللاجئين الجدد علي تلك المناطق، التي يجب ان تكون في حدود 60 متراً، حتي يتم الوصولالي حل لموقفهم، ويستغرق الحل ثمانيه ايام، وهناك ثلاثه ايام اخري للطعون المحتمله.

واذا تقرر انهم عبروا دوله تعتبر امنه خلال رحلتهم الي المجر، وفي الغالب سيكون حدث، سيتم اعادتهم مره اخري بموجب القانون.

لكن مع قدوم المهاجرين بنسبه 3 الاف شخص يومياً، ففي خلال 10 ايام سيصل تعداد من بالمعسكرات الي حوالي 30 الفا.

يقول جابور جيولاي، منسق برنامج اللاجئين بلجنه هلسنكي لحقوق الانسان ببودابست، انه لا يستطيع ”اعتبار الامر اي شئ سوي معسكرات اعتقال. يصل هؤلاء اللاجئين في ظروف مرعبه، ثم يتم وضعهم في تلك المعسكرات“.

من المتوقع ان يصدر البرلمان دفعه جديده من القوانين المتعلقه باللاجئين خلال الاسبوع المقبل، وسيعطي للشرطه والجيش سلطه اوسع، ويشمل ذلك الحق في دخول اي منزل والبحث عن المهاجرين الذين قد يكونوا مختبئين.

ويري الكثير من المناصرين لقضيه اللاجئين ان ذلك يعد فقدانا للذاكره التاريخيه، حين تقوم تلك الدول بالتشدد مع اللاجئين رغم انها اكثر الدول التي عانت خلال الحرب العالميه الثانيه وخرج منها اكبر عدد من اللاجئين.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل