المحتوى الرئيسى

المخدرات في القدس: الظاهرة التي خلقتها وتراعيها دولة الاحتلال الإسرائيلي - ساسة بوست

09/07 12:23

منذ 20 دقيقه، 7 سبتمبر,2015

مدينه مقدسه، يباح فيها بيع المخدرات علنًا في كل الاوقات، فيها خدمه توصيل المخدرات الي المنازل، وفيها مراكز البيع يعرفها الكبير والصغير.

انها القدس، المدينه التي يسمح فيها الاحتلال الإسرائيلي لبائع المخدرات ان يبيع كيفما يريد ولمن يريد علي الا يقترب من  اليهود، سكان الشطر الغربي من المدينه.

في هذه المدينه يحمي الاحتلال ايضًا تجار المخدرات الاسرائيليين بل تمنح المدمن اذا ما ثبت ادمانه راتبًا شهريًا، وتقاضي اهله اذا ما حاولوا منعه من تعاطي المخدرات، والنتيجه اليوم وجود اكثر من 20 الف مقدسي يتعاطي المخدرات، من بينهم حوالي 6 الاف مدمن.

ما هي الاسباب التي ادت الي استفحال ظاهره المخدرات في القدس؟

مقارنه مع باقي الاراضي الفلسطينيه المحتله عام 1967، فان اعداد متعاطي المخدرات في القدس كبيره جدًا، حيث تظهر احصائيه صادره عن وزاره الصحه الفلسطينيه ان من بين 55 الف متعاطٍ للمخدرات في الضفه الغربيه والقدس يوجد في القدس وضواحيها عشرون الف شابٍ متعاطٍ للمخدرات، مع الاشاره الي ان الارقام في تزايد، حيث سجلت خلال السنوات الـ4 الماضيه 120 حاله وفاه نتيجه تعاطي جرعات زائده من المخدرات.

وفي قراءه للاسباب التي تقف خلف الظاهره، يمكننا التاكيد علي ان مدينة القدس تعاني من اكتظاظ سكاني كبير، فعائلات كبيره تعيش في دكاكين او بيوت ذات مساحه صغيره، وذلك بسبب سياسه سحب الهويات والامتناع عن اصدار رخص البناء للمقدسيين من قبل دوله الاحتلال الاسرائيلي.

وتذكر دراسه “دائره الدراسات والابحاث في الهيئه الوطنيه العليا للحد من انتشار افه المخدرات” ان من اسباب انتشار المخدرات بين المقدسيين الاختلاط الكبير بين الاسرائيليين والمقدسيين، وحاله القمع وانتهاك حقوق المقدسي من قبل الاحتلال وحسب الدراسه فمن الاسباب ايضًا: “عدم اهتمام اسرائيل بتعقب ومعاقبه تجار ومروجي المخدرات، واعطاء المقدسي المدمن للمخدرات راتبًا شهريًا ضمن قانون الضمان الاجتماعي، اضافه الي غياب المؤسسات التثقيفيه والتطوعيه خاصه في مجال التوعيه والارشاد والتنبيه من خطر المخدرات، وسهوله تداول المخدرات في جميع احياء المدينه”.

وتعد منطقه الرام وضاحيه البريد والعيزريه من اكثر المناطق انتشارًا للمخدرات، وذلك كونها مناطق يلجا اليها فقراء مدينه القدس للسكن فيها بسبب انعدام اماكن السكن في المدينه، مع الاشاره الي ان المخدرات تنتشر ايضًا في صفوف الطبقه المتوسطه والاغنياء من المقدسيين.

كيف عملت دوله الاحتلال ضمن خطه ممنهجه لاغراق القدس بالمخدرات؟

مرت اعوام كثيره، والاحتلال الاسرائيلي يعمل بصمت لتحويل مدينه القدس لبؤره سكنيه تعاني من افات اجتماعيه واقتصاديه ونفسيه جمه، وكما يقول مدير مركز اعلام القدس محمد صادق ان “مخابرات الاحتلال اعدت خطه مُحكمه خلال اكثر من 40 عامًا لترويج وبيع المخدرات بين المقدسيين، وذلك بهدف صناعه جيل يكره المقاومه ويساعدها امنيًا، عبر الاستيلاء علي العقل والوجود الانساني الفلسطيني”.

ويدلل صادق علي قوله بان مروجي المخدرات في القدس معروفون وتُفرض عليهم حمايه امنيه من قبل الاحتلال، حيث وضعت علي مراكز البيع المعروفه كاميرات مراقبه؛ بهدف التدخل السريع لحمايتهم من اي استهداف فلسطيني، بل حسب صادق فرض الاحتلال كذلك قوانين تمنع الاباء من تاديب من يتعاطي المخدرات من ابنائهم، وقد يدفع الاب غرامه تصل الي50  الف شيكل ان ضرب ولده المتعاطي، وقد يعتقل لفتره من 3-10 اعوام ان تكرر الاعتداء.

من جانبه، يؤكد منسق الدائره الاجتماعيه التابعه لمؤسسه المقدسي لتنميه المجتمع عصام جويحان: “ان القدس تتعرض لحرب غير تقليديه وتستخدم في تلك الحرب اسلحه غير تقليديه، والهدف منها تفريغ القدس واشغال اهلها باي امر غير موضوع السياسه ومقاومه الاحتلال”، ويتابع القول: “المخدرات هي من الاسلحه التي يستعملها الاحتلال والاستعمار حتي يحكم قبضته علي الانسان العربي في القدس والذي يعتبر حجر عثره في وجه سياسه الاحتلال تجاه القدس”.

ويشدد حويجان علي انه: “فعليًا اثرت المخدرات كثيرًا علي الوضع الاجتماعي في القدس، وحطمت البنيه الاجتماعيه وسببت فقدان التماسك العائلي، فشردت العائلات، وازداد العنف والجريمه من سرقات واغتصاب وقتل، اضافه الي سقوط كثير من الشباب في براثن المخابرات الصهيونيه التي تستغلهم لتنفيذ اغراضها الاجراميه”.

كيف اغري القانون الاسرائيلي المواطن المقدسي بالادمان؟

تشجع دوله الاحتلال الاسرائيلي الشباب المقدسي تحت طائله القانون علي تعاطي المخدرات، حيث ينص القانون الاسرائيلي علي منح الشخص الذي يتناول الهيروين لمده 3 ايام متواصله راتبًا شهريًا بمعدل 2000 شيكل (507 $) للاعزب، و4000 شيكل (1000 $) للمتزوج.

وهناك فرق كبير بين تطبيق هذا القانون علي الاسرائيليين وبين تطبيقه علي المقدسيين، اذ انه يمنح الاسرائيلي هذا الراتب اذا ما ثبت ادمانه علي اي مخدر سواء  كحول، او غيره، اما في ما يتعلق بالفلسطينيين في القدس الشرقيه فلا يمنح هذا الراتب الا للمدمنين علي الهيروين، هذا القانون دفع الشباب المقدسي الذي يعاني الكثير من الضائقه الاقتصاديه للاقدام علي الادمان من اجل الحصول علي المال.

ما هي المخدرات القانونيه التي بدات تروج في القدس؟

مؤخرًا بدا يروج في القدس نوع جديد من المخدرات تحت اسم “مخدرات قانونيه”، في استهداف واضح للفئه التي لم تقدم علي تعاطي المخدرات وبقيت متماسكه، فقد قدمت حجه انها مرخصه قانونيًا وبعبارات مكتوبه علي الغلاف كي تصبح هذه المخدرات شرعيه ومسموحه، تُصنّع هذه المخدرات من توليفه هندسيه كيماويه لمواد طبيعيه معينه تندمج مع بعضها البعض لتعطي نتيجه تؤثر علي الجهاز العصبي، وتوضع في مغلفات منمقه كتب عليها 100% قانوني، تباع للاعمار ما فوق الثامنه عشر.

يقول مدير مركز المقدسي للتّوعيه والارشاد عصام جويحان: “من خلال عملنا في اوكار المدمنين لاحظنا دخول نوع جديد من المخدرات ينتشر بين الشّباب الصغار، هذه المخدرات ذات اثر خطير تؤدي الي الاصابه بامراض عقليه او نفسيه او عضويه”. ويشير جويحان الي ان رخص سعر هذا النّوع من المخدّرات بالمقارنه مع انواع اخري من المخدّرات، دفع الشّباب الي استخدامها دون وجود ايه عوائق وبالتّالي ازداد وارتفع عدد المدمنين.

لماذا لا تقوم السلطه الفلسطينيه بدورها في محاربه ظاهره المخدرات في القدس؟

معروف ان الاتفاقيات السياسيه مع دوله الاحتلال الاسرائيلي قسمت الاراضي الفلسطينيه الي مناطق “ا”، و”ب”، و”ج”، وهذا التقسيم يعني ان السيطره الامنيه الفلسطينيه تنحصر فقط في مناطق “ا”، اما مناطق “ب”، و”ج” في الضفه الغربيه فهي تابعه امنيًا للاحتلال مع وجود للسلطه الفلسطينيه.

وباعتبار القدس الشرقيه مصنفه كمنطقه “ب” فهذا جعل من الصعوبه ضبط عمليه ملاحقه تجاره المخدرات فيها من قبل السلطه الفلسطينيه، فالشرطه الاسرائيليه التي تعمل علي مدار الساعه لمنع انتشار المخدرات في القدس الغربيه تكبل اي دور للسلطه الفلسطينيه في محاربه المخدرات في القدس الشرقيه، وفي نفس الوقت لا تقوم بواجبها لحمايه اهل القدس من المخدرات ومكافحتها.

ويقر مسؤول ملف القدس في حركه التحرير الفلسطينيه (فتح) حاتم عبد القادر بان نسبه تعاطي المخدرات في القدس من اعلي النسب في العالم، ويقول: “معالجه الظاهره في القدس يحتاج لدعم عربي واسع، نحن بحاجه لجهود استثنائيه لمواجهتها بالوقايه والارشاد والعلاج، فالخطر داهم لا علي هويه القدس العربيه فحسب بل علي سكانها”.

هل تعمل الجمعيات المقدسيه من اجل مقاومه ظاهره المخدرات؟

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل