المحتوى الرئيسى

في عيون «أورينت»... غسان عبود «ملاك»

09/07 01:02

ما الفائده من ان يؤسس رجل اعمالٍ ثري قناهً تلفزيونيه، ويتحمّل تكاليفها و«الم الراس» الذي تستدعيه مصاعب العمل الاعلامي، ان لم يستطع ان يجلس في النهايه امام احدي كاميراتها، ليقصَّ حكايته مع موسيقى تصويريه مناسبه؟ ذلك هو السؤال الذي يستدعيه اللقاء الذي بثته قناه «اورينت» مع غسان عبود رجل الاعمال السوري، مالكها ومؤسسها، ضمن برنامج «تغيرنا» قبل ايّام، حيث بدا عبوّد كجدٍّ يعيد الحكايات ذاتها، ولا خيار امام احفاده سوي الاصغاء.

يعدّ البرنامج ويخرجه عبدو مدخنه ويشارك في اعداده وكتابة السيناريو الخاص به محمد حاج بكري، واستضاف سابقاً شخصيّات سياسيّه وثقافيّه من امثال يوسف بزي، وأحمد قعبور، وسميح شقير، وبرهان غليون، كي يقصوا ذكرياتهم مع عرض صور ولقطات ارشيفيه من مراحل تاريخيه معينه في حياتهم. لكن وبالرغم من الطابع الموحد الذي يسم حلقات البرنامج، كان للحلقه التي استضافت عبود وقعٌ مختلف، مع غياب مبرّر لاستضافته، ان استثنينا المقصد الترويجي والدعائي بالطبع. امتدت الحلقه علي 49 دقيقه، كانت مثقله بالعبارات التفخيميه والشاعريه التي صدّرت عبود كشخصيه مُلهمه ومؤثره، انطلاقاً من الحديث عن ولادته في محافظه ادلب «ذلك المكان الهادئ الذي تفتّق فيه وعيه»، و«صقل شخصه اليوم».

يروي رجل الاعمال تفاصيل طفولته وزيارته المتكرّره لدكان والده؛ يتحدَّث عن جارته الخاله ثريا التي كان يقرع بابها حينما يحس بالجوع، وعن والده ابو غسان الذي كرس في ذهن ولده «ثقافه مجتمعيه» عبر دعوته اياه لسماع احاديث الناس في مجالس الكبار، ما «فتح امامه وعياً علي الحياه».

ولكي لا تشذ الحلقه عن توجهات «اورينت» العامه، كان هناك وقفه مع «الذكريات المظلمه» في طفوله غسان عبود حين قرا الخوف علي وجه والديه عند بدء احداث الثمانينيات في سوريا. يروي عبود مشاهداته علي الطريق الي الفرن بعدما ارسله والده لشراء الخبز، عندما راي شبان الحي يضربون من قبل الجنود وشاهد ايضاً اجساد بعض القتلي. عند هذا المفصل في اللقاء، لا يكتفي البرنامج بسرد الوقائع علي لسان الضيف، بل يعاد تمثيل بعض المشاهد، بحيث نري طفلاً يحمل ربطه من الخبز ويحضنها خائفاً.

وفي محورٍ اخر من الحلقه يتحدَّث عبود عن معارضه والده لرغبته في دخول قسم الصحافه، لانَّه لم يرد لابنه ان يعمل في مؤسسات الاعلام الرسمي السوري. ويكمل ليرسم صوره الحياه الجامعيه التي عاشها حين تعرّف للمره الاولي علي اناس من طوائف ومحافظات اخري. لكن استعراض تلك المراحل لا يمرّ من دون تكريس رسائل سياسيّه مباشره يمليها صوت المعلّق ميشيل جبلي، حين يقول بان «الحياه الجامعيه كانت تكشف امام غسان كل يومٍ ستاراً جديداً اغفلته الحياه في ادلب بسبب الرهبه والخوف المزروعين في حياه الناس». وللمفارقه، يستعيد عبود ذكريات الحياه الطلابيّه بصوره تشبه طريقه معالجه «اورينت» للحدث السوري، من منظور قائم علي التركيز علي البعد الطائفي والديني. فعبود يري ان حياه الطلبه السوريين كانت قائمه علي المناطقيه والشلليه، وتلك ظواهر، بالرغم من وجودها، لا يمكن تعميمها كسمه وحيده في الحياه الطلابيه في سوريا، خصوصاً في قسم الاعلام الذي جمع في ذلك الوقت طلاباً من مختلف المحافظات السوريّه.

في الجزء الاخير من اللقاء يسرد مؤسس «اورينت» تفاصيل بحثه عن عمل داخل سوريا ولبنان، وصولاً الي حادثه وفاه زوجته الاولي وجنينها في احد المستشفيات السوريه التي لم تملك في ذلك الحين اوكسجيناً لانقاذها، ما دفعه للسفر الي الخليج.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل