المحتوى الرئيسى

«حياة منزلية» لمنصور الهبر.. الخطّ والرسم أولاً

09/07 01:02

الناظر إلى لوحات منصور الهبر، المعلّقة لدى «غاليري جانين ربيز» حتى 23 أيلول 2015، سيتذكّر أعمالاً سابقة له، لا لأن ما ننظر إليه يتماثل، من حيث موضوعاته، مع ما علق في ذاكرتنا، بل نظراً إلى أن أسلوباً محدّداً صار ملكاً للفنان، يتميّز به عن سواه. عليه، قد يكون الحكم صادراً عن واردات ذهنية تخطر لمن يعرف منصور الهبر على نحو واف، يمكّنه من إقامة التماثل المذكور بين ما سبق أن صنعه، وما نراه الآن أمامنا.

إذا كانت أعمال الفنان استقت موضوعاتها، سابقاً، من واقع معين، فهي لم تحد عن هذا المبدأ في «حياة منزلية»، مع ما يمكن تسجيله من تطوّر في النظرة إلى المسألة التشكيلية، وفي طريقة التعامل معها. في المعرض الحالي، نرى أناساً يعيشون حياة عادية، مع ما يمكن أن يتداخل في هذه الحياة من أوضاع بسيطة في مدلولاتها وفي حركتها الفيزيائية، وما يمكن أن تتضمنه من إشارات سيكولوجية، ترتبط بحياة العائلة، وبدور كل من أفرادها ضمن الحيز المكاني: المنزل، الذي يمكن أن يتسع أو يضيق بحسب مشيئة الصانع ومقاصده.

على أن هذا الحيز يبقى بعيداً عن التحديد والحصر. لم يشأ منصور الهبر، أكان في أعماله الحالية أم في أعماله السابقة، اللجوء إلى المنظور الهندسي الذي من شأنه دفع المضمون التشكيلي إلى التموضع ضمن مساحة محددة، وهو الدور الذي تلعبه، عادة، الجدران أو سواها، في إقامتها الحدّ الفاصل بين ما يدور ضمن خطوط المنظور، وما يمكن أن يحدث في الجهة الأخرى منه. هكذا، تتفاعل شخصيات منصور الهبر ضمن مساحة مفتوحة، لا يقفلها سوى إطار اللوحة. فهي تسبح بحرية على القماش، ويكون الأثاث المنزلي حاضراً كحقيقة مادية ترتاح عليها القامة البشرية، كي تتّخذ لنفسها موقعاً في الحيّز التشكيلي. هذا، مع الإشارة إلى أن شخصيات اللوحة نادراً ما تقترب من بعضها البعض إلى حد الإندماج، فهي تبدو كعناصر مستقلة في ذاتها، ومترابطة مع بعضها البعض في الوقت نفسه.

Comments

عاجل