المحتوى الرئيسى

محمد وفيق زين العابدين يكتب: رابعة.. ورابعة | ساسة بوست

09/06 16:35

منذ 3 دقائق، 6 سبتمبر,2015

اوجه الشبه بين رابعه العدويه “الشخصيه” وبين رابعه العدويه “المكان” غريبه، لو قُدر لجاحد ـ فضلًا عن مُقر ـ ان يتاملها بعنايه لتيقن بصوره واضحه ان تقدير الله ـ عز وجل ـ اختيار المكان للاحداث التي جرت، لم يكن مجردًا من الحكمه او ضربًا من العبث!

فرابعه “الشخصيه” كامراه عالمه عابده برزت وسط عمالقه العلم واساطين الحكمه في زمانها بصوره عجيبه مُلفته للنظر والاعتبار، حتي ان علماء الحديث في زمانها – امثال سُفيان الثوري وشُعبه وحماد وصالح المري وشيبان- كانوا يكتبون عنها ويُبجلونها ويوقرونها توقيرًا شديدًا، ولم يكن هذا من السهوله بمكان.

كذلك كان حال رابعه “المكان” الذي خلد ذكري فتيات لم يكن في حُسبانهن – لو عشن- او حُسبان ذويهن ان تُخلد ذكراهن او ان تُسجل بطولاتهن حتي يصرن مضربًا للامثال في الشجاعه والصبر والتضحيه، او ان يكن سببًا للمعره والخذلان والانتكاس لقاتليهن والساكتين عن الحق!

رابعه “الشخصيه” كانت زاهده عابده شديده الحكمه والفطنه والذكاء، الصق غُلاه الصوفيه بها تهمهم زورًا وبُهتانًا، قال الذهبي في السير: (اما رابعه فقد حمل الناس منها حكمه كثيره وحكي فيها سُفيان وشعبه وغيرهما ما يدل علي بطلان ما قيل عنها).

ولم يُعرف عن رابعه “الشخصيه” ايه معجزات او كرامات الا ما نُقل عنها من كلام الزهد والحكمه، اما القول المنسوب لها: (ما عبدت اللّه خوفًا من اللّه ولا حبًّا للجنه ولكني عبدته حبًّا له وشوقًا اليه)، لم يصح اي خبر بنسبه هذا القول اليها، بل هو من قول ابن الموفق كما نقل ابن ابي يعلي في طبقات الحنابله وابن الملقن في طبقات الاولياء وابن الجوزي في صفه الصفوه.

كذلك كان حال رابعه “المكان” اُلصقت به التهم زورًا وبُهتانًا وقد اجمع كل من ذهب اليه بانه انما كان تجمع ايمان وعباده وحب ورحمه وكرامه وعزه واباء لا يجلب للقلب الا السعاده والاطمئنان. اما الاعلام الكاره الحاقد فقد جعله بؤرهً للارهاب والقتل والتعذيب، وجعل منصته منصه للارتياب والقلق وبث الكراهيه، وهم ببث الكراهيه والقلق والارتياب اولي!!

رابعه “الشخصيه” عاشت ثمانين سنه، ورغم انه لم يكن لها اي كتب او عمل في الحديث كشان علماء عصرها، الا ان سيرتها ظلت باقيه في التاريخ محفوظه، وكلماتها لم تزل بين الصدور والسطور محفوره.

وكذلك حال رابعه “المكان” الذي تحول لرمز للحريه والصمود يعرفه الصغير والكبير ايًّا كانت لغته او جنسه او جنسيته!

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل