المحتوى الرئيسى

منح أدونيس جائزة ريمارك للسلام يثير انتقادات في ألمانيا

09/06 15:41

يكتب الشاعر السوري ادونيس في ديوانه "اغاني مهيار الدمشقي" قائلاً:

حتي اذا صار خطوهُ حجر

ادبياً، ساهم الشاعر السوري علي أحمد سعيد اسبر المعروف باسمه المستعار ادونيس بدور ريادي في تشكيل المشهد الشعري ليس في سوريا وحدها، بل وفي العالم العربى اجمع. وباسلوبه الخاص وصف الاضطرابات الثقافيه والسياسيه العميقه، التي اعترت المنطقه منذ قرابه مائتي عام، اي منذ الاستعمار الاوروبي للمنطقه وعالجه في قصائده.

بكتاباته اصبح ادونيس نموذجاً للمثقف العربي الحداثوي المرغوب في الغرب. ومن وجهة نظر الاوروبيين بات يمثل الامل الكامن في ان تتمكن المنطقه من ان تتحرر يوماً ما من كل فروض المعتقدات وتنفتح علي ما يصفه الغرب جوهره الاساس: الالتزام بالعقل.

ولوقت طويل اعتقد البعض ان ادونيس يجسد الحداثه الادبيه والسياسيه علي حد سواء، وهو ما انعكس في الكثير من الجوائز التي مُنحت له في دول اوروبا، ومنها المانيا: ففي عام 2001 نال ميداليه غوته، وفي 2013 جائزه ﺑﺎﺗﺮﻳﺎرﻛﺎ، وفي عام 2011 نال جائزه غوته المهمه التي تمنحها مدينه فرانكفورت الالمانيه.

ومنحه جائزه فرانكفورت لم يبعث علي الكثير من السعاده فحسب، بل كان سبباً في الكثير من الانتقادات. فقد اعترض المنتقدون علي منح جائزه لشاعر قد بدا ان عهده قد مضي علي نحو مفاجئ، سياسياً علي الاقل، ولم يتمكن من مواكبه الاحداث في بلده سوريا. وهنا يبدو السؤال مشروعاً عما اذا كان ادونيس قد فهم بشكل كاف انتفاضه السوريين علي نظام بشار الاسد. في احدي المقابلات اوضح ادونيس ان الرئيس بشار الاسد قادر علي الاصلاحات، وذلك في الوقت الذي قتل فيه نظام بشار الاسد الاف الاشخاص.

وفي المقابله ذاتها قال ادونيس ان اقل شيء يمكن للاسد فعله هو التنحي. لكن هذا التصور لم يقدم الكثير، فهل اصبح ادونيس مثل مهياره، الذي ضيع خيط الاشياء؟ وهل انطفا نجم حساسيته السياسيه علي الاقل؟

ادونيس خلال منحه جائزه غوته في مدينه فرانكفورت

لكن ادونيس لم يقم في السنوات اللاحقه بما ينفي عنه هذا الاعتقاد، وانما علي العكس من ذلك فقد خرج علي الراي العام بتصريحات افقدته مصداقيته عند مواطنيه، اذ قال بُعيد انطلاق الحراك في سوريا انه لا يمكن ان يقدر ثوره تخرج من المسجد، في اشاره قيام السوريين بتنظيم احتجاجاتهم في المساجد في البدء نظراً لقله اماكن التجمعات، كما يري بعض منتقديه.

ومؤخراً نقلت صحيفه "السفير" اللبنانيه عن ادونيس قوله انه لا يتفهم ان البعض يطلق علي السوريين "شعب الثوره" وقد هاجر عن سوريا نحو ثلث سكانها.

وزادت هذه الانتقادات الموجهه لادونيس، ليس من مثقفين عرب فقط، حده بعد ان قررت مدينه اوزنابروك انها تعتزم منحه جائزه اريش-ماريا-ريماك. فقد اعتبرها مواطنوه السوريون "يوماً اسود"، كما يقول محرر DWاحمد حسو، الذي يقول ان ادونيس لم يبد اي تضامن مع مواطنيه حتي بعد خمسه اعوام من الحرب.

ويوضح حسو انه يقف مذهولاً امام قيام ادونيس، الذي يقيم في باريس منذ عقود، بالسخريه في جريده "السفير" من السوريين الهاربين من قنابل نظام الاسد وسيوف تنظيم "الدوله الاسلاميه". "في الوقت الذي تستقبل فيه المانيا الاف اللاجئين السوريين، تكرم اوسنابروك شاعراً، لم يقم بانتقاد الاسد الا ما ندر".

كما اثار منح الجائزه لادونيس غضب نافيد كرماني الحائز علي جائزه السلام لاتحاد الكتاب الالماني لهذا العام، لهذا السبب رفض الكاتب من اصل ايراني القاء كلمه تكريم لادونيس في حفل تسليم الجائزه في اوسنابروك في 20 تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل. ويقول كرماني في مقابله مع صحيفه "كولنر شتات انتسايغر" الالمانيه" انه علي الرغم من تقديره لاعمال ادونيس الادبيه، لكنه ينتقد في الوقت ذاته تجاهله للوحشيه التي يتعامل بها النظام في دمشق مع شعبه.

وفي ردها علي هذه الانتقادات قالت اداره مدينه اوسنابروك ان لجنه الحكام كانت علي معرفه بامكانيه ان يثير قرارها منح ادونيس الجائزه الكثير من الجدل. واضافت في بيان لها: "لكن تكريم ادونيس كان يهدف ايضاً الي تسليط الضوء علي اشكاليات النزاع السوري بشكل معمق وعلي امكانيات حله، وقضيه مسؤوليه وتاثير دول اخري فيه".

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل