لهذه الأسباب.. تصدر الأصالة والإسلاميين "بلديات المغرب"

كشف وزير الداخليه المغربي محمد حصاد، في الساعات الاولي من صبيحه اليوم السبت، عن النتائج الاوليه للانتخابات المحليه بتربع حزب الأصالة والمعاصرة (معارض) علي عرش الانتخابات المحليه محافظا بذلك علي مركزه في الانتخابات المحليه لسنه 2009، ومتراجعا من حيث عدد المقاعد بخساره ما يقارب 1000 مقعدا.

وارجع المراقبون فوز الاصاله والمعاصره في القري الي اعتماد الحزب علي الاعيان وشيوخ القبائل، في حين ذهب اخرون للقول بان فوز الاصاله والمعاصره في القري يضعها في موضع تشكيك في استعمالها المال والنفوذ واستغلال جهل شريحه واسعه من ساكنتها، حسب قولهم.

فقد حصد حزب الجرار (الرمز الانتخابي لحزب الاصاله والمعاصره) 5064 مقعدا اي بنسبه 20.77 % مقابل حصوله في السنه الماضيه علي ازيد من 6000 مقعد.

في حين حل حزب العدالة والتنمية ثانيا ب4187 مقعدا بنسبه 17.17 في المائه، مسجلا بذلك تقدما ملحوظا بثلاث اضعاف انتخابات 2009، حين احتل الحزب انداك المرتبه السادسه ب1500 مقعد ونسبه 5.5 في المائه فقط.

وابانت الارقام التي اعلن عليها وزير الداخليه في الندوه الصحفيه التي عقدت بمقر وزاره الداخليه بالعاصمه الرباط، عن تراجع حزب الإستقلال من المرتبه الثانيه في انتخابات 2009 الي المرتبه الثالثه ب3924 مقعدا، بنسبه 16.09.

فيما حل حزب التجمع الوطني للاحرار رابعا بعدد مقاعد بلغ 3343 مقعدا (بنسبه 13.71 في المائه)، متبوعا بحزب الحركه الشعبيه الذي حل خامسا بـ2347 مقعدا (بنسبه 9.62 في المائه)، ثم سادسا حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بـ2008 مقعدا (بنسبه 8.23 في المائه).

اما حزب التقدم والإشتراكية فاحتل المرتبه السابعه بـ1312 مقعدا (5.38 في المائه)، متبوعا بالاتحاد الدستوري الذي احتل المرتبه الثامنه بـ1124 مقعدا (4.61 في المائه).

واكد وزير الداخليه ان الارقام المعلن عليها لحد الان تخص 24 الف مقعدا من اصل 31 الف مقعدا المتنافس عليها في الانتخابات المحليه، اي لا تزال هناك 7 الاف مقعد لم يتم الاعلان عنها بعد، من الممكن ان تخلق المفاجاه وتقلب الموازين بعد الاعلان النهائي عن النتائج مساء هذا اليوم.

هذا ولم يعلن بعد عن نتائج الانتخابات الجهويه الي حين الانتهاء من فرز اصوات الانتخابات الجماعيه والاعلان عن النتائج النهائيه.

اما فيما يخص نسبه المشاركه علي الصعيد الوطني في الانتخابات الجماعيه والجهويه فقد بلغت 52.36 بالمائه مقابل نفس النسبه تقريبا خلال الانتخابات الجماعيه لسنه 2009 والتي بلغت نسبه المشاركه 52.4 في المائه.

وفي اول ردود الافعال عن النتائج الاوليه للانتخابات المحليه والجهويه في المغرب، قال عبد الاله بنكيران الامين العام لحزب العداله والتنميه ان النتائج التي حصل عليها حزبه "ايجابيه وطيبه وتنم عن حب المغاربه وثقتهم في الحزب الذي يحرص علي نظافه اليد.." حسب قوله.

وفي مقابل ذلك اجتمع زعماء احزاب المعارضه الثلاثه بما فيهم الحزب الحاصل مبدئيا علي المرتبه الاولي (الاصاله والمعاصره، الاستقلال، الاتحاد الاشتراكي) اجتمعوا في مقر حزب الاتحاد الاشتراكي بالعاصمه الرباط، واجمعوا علي وجود مخالفات بالجمله في هذا الاستحقاق الانتخابي.

وقد ذهب ادريس لشكر الامين العام لحزب الاتحاد الاشتراكي (المعارض) الي التهديد باللجوء الي الطعن السياسي في نتائج الانتخابات برمتها.

وردا علي ذلك قال منار السليمي، مدير مركز الدراسات والابحاث الاستراتيجيه، ان مثل هذه التصريحات ترجع بنا الي عهد الثمانينات ابان التزوير السياسي للانتخابات، الذي قطعت معه المغرب منذ عقود خلت.

ودعا السليمي زعماء الاحزاب الي مراعاه الظرفيه التي تحتاج لرجالات دوله تفكر في مصلحه الوطن وليس في النجاح الفردي" حسب قوله، معتبرا ان هذه الانتخابات هي فوز للديمقراطيه وللمغرب في مشروع تنزيل الجهويه المتقدمه.

وطالب منار السليمي من زعماء الاحزاب في حال تسجيلهم لمخالفات انتخابيه، تقديم طعونهم للقضاء الاداري المشهود له بالنزاهه والسرعه.

وتجدر الاشاره الي ان زعيما حزب الاستقلال حميد شباط، والاصاله والمعاصره مصطفي الباكوري، كانا قد ربطا نتائج الانتخابات ببقائهما كامناء عامين لحزبيهما، وبعد فوز الاصاله والمعاصره بات الكل ينتظر تقديم الامين العام لحزب الاستقلال لاستقالته.

هذا وقد ابانت النتائج الاوليه فوز العداله والتنميه الكاسح في مدينه فاس ونواحيها مما يعلن نهايه عهد شباط الذي كان يشغل منصب عمده المدينه وخساره حزب الاستقلال للجهه التي ظل مسيطر عليها لعقود من الزمن.

رغم فوز حزب الاصاله والمعاصره حسب النتائج الاوليه الرسميه بالمرتبه الاولي الي ان فوزه كان في القري والبوادي، في حين اكتسح حزب العداله والتنميه عدد من المدن الكبري واطاح بقيادات بارزه بها ظلت محافظه علي كراسيها لولايات متعدده.

ويرجع حسب المحللين هذا التباين في النتائج الي عده اسباب اهمها، ان عدد مقاعد الجماعات المحليه في العالم القروي اكثر من 24 الف (لنحو 40 بالمائه من سكان المغرب)، في حين يخصص للمدن نحو 6700 مقعد (60 بالمائه من سكان المغرب).

كما اعزي المراقبون فوز الاصاله والمعاصره في القري الي اعتماد الحزب علي الاعيان وشيوخ القبائل، في حين ذهب اخرون للقول بان فوز الاصاله والمعاصره في القري يضعها في موضع تشكيك في استعمالها المال والنفوذ واستغلال جهل شريحه واسعه من ساكنتها، حسب قولهم.

في حين ارجعوا فوز العداله والتنميه في المدن الي اتساع شعبيته وجماهيريته بها، مما منحه فوزا بنسب مرتفعه في عدد من المدن بواته تسير عدد من المقاطعات والجماعات دون الحاجه للدخول في تحالفات.

ومن بين هذه المدن نذكر مدينه اكادير (جنوب المغرب) التي حسم حزب العداله والتنميه في عموديه المدينه، بحيث حصد ما مجموعه 33 مقعدا من اصل 65، وبذلك تكون مدينه اكادير قد ودعت قبضه حزب الاتحاد الاشتراكي عليها لمده ثلاث عقود من الزمن.

وفي العاصمه الاقتصاديه الدار البيضاء، حقق حزب العداله والتنميه اكتساحا كبيرا في الانتخابات الجماعيه والجهويه، فقد فازت العداله والتنميه ب74 مقعدا من بين 147 مقعدا،  مما يضاعف حظوظ الحزب للفوز بعموديه المدينه بعد تحقيقه اكثر من نصف المقاعد في انتظار النتائج النهائيه.