المحتوى الرئيسى

مرصد الإفتاء: إجبار داعش للمواطنين المسيحيين على دفع ''إتاوة'' بسوريا جريمة منظمة

09/05 12:15

اكد مرصد الفتاوي الشاذه والتكفيريه التابع لدار الإفتاء المصرية ان ما يقوم به تنظيم ''داعش'' الارهابي من فرض لما يدعيه كذبًا ''بالجزيه'' علي المواطنين المسيحيين في مدينه القريتين بريف حمص الجنوبي الشرقي بسوريه ما هو الا نهب منظم وسرقه لاموال الناس بالباطل ومحاوله دنيئه منه لشرعنه هذه السرقه وهذا النهب المنظم.

وشدد المرصد علي ان الدوله في شكلها الحديث تقوم علي مبادئ المواطنه وسيادة القانون والعقد الاجتماعي، فلم تعد تفرق بين مسلم وغير مسلم، والجميع سواسيه امام القانون، وكذلك متساوون في الحقوق والواجبات، لذلك لا فرق بين مسلم وغير مسلم في تحمل الاعباء او نيل الحقوق، ومن ثم فلا يجوز فرض ''جزيه'' علي غير المسلمين بحجه حمايتهم او احتفاظهم بدينهم، فمبادئ الدولة الحديثة لا تفرق بين مواطنيها في الخدمه العسكريه او في القضاء وغيرها من الامور، كما انها لا تُكرهِ الناس علي اعتناق دين بعينه مصداقًا لقول الله تعالي: “لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي” (البقره 256).

واضاف مرصد الافتاء ان مبدا المواطنه وعدم التمييز بين المواطنين متسق مع مقاصد الشريعه العليا ولا يتعارض مع مبادئ الاسلام الحنيف في شيء، بل يمكن القول ان الاسلام قد دعا الي ما تدعوا اليه المواطنه الحديثه واكثر من حب للوطن وانتماء له والذود عنه والحفاظ علي النسيج الوطني والاجتماعي وسلامته، فحب الاوطان والحفاظ عليها من الايمان الذي حث الاسلام عليه ورغب فيه

شدد المرصد ان فرض الجزيه علي اهل الذمه في بعض الحقب التاريخيه كان مقابله حمايه ارواحهم واموالهم وتامينهم علي ذلك، وقد كان الصحابه عندما يخافون الخطر علي اهل الذمه يردون اليهم ذمتهم.

وحذر المرصد من ايذاء اهل الكتاب ومنهم المسيحيين، فقد امرنا الله تعالي ورسوله صلي الله عليه وسلم بالاحسان لاهل الكتاب وحسن معاملتهم، وتحرم الشريعه اشد التحريم ظلمهم والبغي عليهم، فقد حثّ القران علي البر والقسط باهل الكتاب الذين لا يعتدون علي المسلمين لقوله تعالي: “لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم ان الله يحب المقسطين”، فالبر اعلي انواع المعامله، حيث امر الله به في باب التعامل مع الوالدين، وهو الذي وضحه رسول الله صلي الله عليه وسلم في قوله: ''البر حسن الخلق''.

واضاف المرصد ان رسول الله صلي الله عليه وسلم حذر من ظلم اهل الذمه وانتقاص حقوقهم فقال: ''من ظلم معاهدًا او انتقصه حقه او كلفه فوق طاقته او اخذ منه شيئًا بغير طيب نفس فانا حجيجه يوم القيامه''، وقال صلي الله عليه وسلم: ''من قتل معاهدًا لم يرح رائحه الجنه، وان ريحها توجد من مسيره اربعين عامًا''.

واورد المرصد بعض اقوال اهل العلم حين اساء بعض المسلمين معامله اهل الجزيه فكان موقف العلماء صارمًا، فقد مرّ هشام بن حكيم بن حزام علي اناس من الانباط بالشام قد اقيموا في الشمس، فقال: ما شانهم؟ قالوا: حبسوا في الجزيه، فقال هشام: اشهد لسمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: ''ان الله يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا''. قال: واميرهم يومئذ عمير بن سعد علي فلسطين، فدخل عليه، فحدثه، فامر بهم فخُلوا.

واستدل المرصد بارسال الخليفه عمر بن عبد العزيز الي عامله علي البصره عدي بن ارطاه مكتوبا يوصيه فيه: ''وانظر من قبلك من اهل الذمه، قد كبرت سنه وضعفت قوته، وولت عنه المكاسب، فاجرِ عليه من بيت مال المسلمين ما يصلحه''

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل