لماذا تربح شارابوفا وفيدرير مالا أكثر من الأسطورة سيرينا؟ ..أنت تعرف السبب

كوارتز: ويليامز تعيد كتابه تاريخ التنس فيما يهضم حقها اعلانيا وتسويقياً لصالح الشقراوات

كوارتز – مارك بين – ترجمه: محمد الصباغ

يمكن لـ سيريرنا ويليامز ان تدخل تاريخ لعبه التنس اذا فازت ببطولة امريكا المفتوحة التي بدات يوم 31 اغسطس. في حال فوز ويليامز ستكون قد حققت 22 لقبا في البطولات الكبري او “الجراند سلام” لتتساوي مع عدد الالقاب التي احرزتها لاعبه التنس السابقه شتيفي جراف لتصبح ثاني لاعبه تحرز هذا العدد من الالقاب بعد ماجريت كورت التي تحتل المركز لاول. وبسبب مهارتها يقول البعض انها اعظم رياضيه في التاريخ، وحالياً هي الابرز في الولايات المتحده من بين كل الرياضيين من الجنسين. وقالت عنها كاترينا ادامز، رئيسه الاتحاد الامريكي للتنس، انها الرياضيه الاعظم علي الاطلاق.

لن يوافق الجميع علي تلك النقاط خاصه الاخيره، لكن لا جدال علي ان ويليامز من بين الرياضيين الاعظم علي كوكب الارض منذ سنوات. ومؤخراً، جاءت ويليمز في الترتيب رقم 47 في قائمه اكثر الرياضيين دخلا، وشملت القائمه 7 لاعبين تنس، كانت ويليمز اقلهم دخلال بـ 13 مليون دولار من عوائد استخدام اسمها تسويقيا.

سيحصل هذا العام اللاعب الاكثر ربحاً روجيه فيدرر علي حوالي 58 مليون دولار. اما اللاعب المصنف رابع عالمياً في التنس كي نيشيكوري واللاعبه ماريا شارابوفا فيحصلون علي عوائد اكثر من سيرينا رغم ان اللاعبه شاربوفا لم تعد حتي منافسه قويه لويليامز في ملاعب التنس بالسنوات الاخيره. لا يوجد لهذا الفارق الكبير تفسير منطقي، عدا انه يتم النظر الي الرياضيات وفقاً لاحكام مسبقه وتوقعات الناس لمظهرهن.

لا توجد صيغه واضحه لتحديد نسبه تلك الاموال التي تضاهي قيمه الرياضي، وهناك الكثير من الجدل حول الفارق بين ما تجنيه ويليامز من عقود الرعايه وبين الرجال الاخرين بالقائمه.

قد تميل لتفسير الفجوه بينها وبين فيدرر بالقول ان السويسري سيطر علي رياضه التنس لسنوات، وعدا ذلك لم يفعل شيئا. فاز فيدرر بـ 17 بطوله “جراند سلام”، بينما ويليامز حصلت علي 21 من  تلك البطولات الاكبر في منافسات التنس. يمتلك فيدرر رقما قياسيا ببقائه متصدراً لتصنيف التنس لمده 302 اسبوع. اما ويليامز فامضت 250 اسبوعا، ومن المحتمل ان تكسر رقم فيدرر. كما انها تمتلك اكثر نسبه فوز في المباريات. وخلال مسيره فيدرر فاز بـ 1041 مباراه، وخسر 234، اي بمعدل خساره كل 4.4 مباراه. ويليامز الان في رصيدها 732 فوزاً و122 خساره اي تخسر مباراه بعد ان تفوز في سته.

في الواقع، لو فازت ويليامز ببطوله امريكا المفتوحه ستكون الشخص السادس في التاريخ الذي يفوز باربع بطولات كبري رئيسيه، وهي استراليا المفتوحه، وفرنسا المفتوحه، وويمبلدون، وامريكا المفتوحه في عام واحد. وهو حدث لم يتكرر في رياضه التنس منذ قامت به شتيفي جراف عام 1988.

ويبقي جمع الرجال في التنس لاموال اكثر غير مفسر. قد يزعم البعض ان مباريات التنس للرجال يشاهدها عدد اكبر، لذا يكون الرعاه قادرين علي دفع اموال اكثر للرجال. لكن الفجوه كبيره جداً بين ويليامز لتتماشي مع هذا التفسير. في الحقيقه، خلال العامين الاخيرين كانت المباريات النهائيه للسيدات ببطوله امريكا المفتوحه لديها معدلات مشاهده تلفزيونيه اكبر من نظيرتها للرجال، وفي هذا العام، كان الجمهور في شده السعاده وهم يتابعون ويليامز وهي تعيد كتابه تاريخ التنس وبيعت كل تذاكر نهائي السيدات لاول مره (البطوله بدات يوم 31 اغسطس ولم يتحدد اطراف النهائي بعد).

يقول الخبراء ان الرياضيين من الذكور تسويقياً افضل لانهم يساعدون المعلنين في الوصول الي الفئه العمريه بين 16-30 عاماً من الذكور. يجب ان تعلم شركات الملابس الرياضيه انه باقناع المراه بشراء منتجاتهم سيحققون تقدماً. فالمراه تتحكم في 29 تريليون دولار من القوه الشرائيه حول العالم وتاخذ 64% من قرارات الشراء الاسريه. تقدمت شركه “سكتشرز” للاحذيه الرياضيه الي المركز الثاني في الولايات المتحده، وجزء من ذلك يعود لتسويق منتجاتها للنساء، بينما تعتقد شركه “نايكي” انه باستهداف النساء يمكن ان تضيف ملياري دولار كمبيعات سنويه بحلول عام 2017.

لكن ايضاً ماريا شارابوفا تحصل علي ارباح اكثر بكثير من ويليامز، ومن المحتمل ان يكون سبب ذلك هو قوامها الممشوق ولانها بيضاء وشقراء، في حين ان ويليامز يشار اليها باستخفاف باعتبارها سيده سمراء بعضلات رياضيه بارزه.

هذا الزعم لا يساوي شيئاً، ولا يثير جدلاً من حوله. في احد مقالات “نيويوركر”، تطرق الي السبب الذي يجعل عشاق الرياضه لا يحبون ويليامز بالشكل المطلوب، وجاء به ”جزء من ذلك يعود الي الحكم المسبق للامريكيين، والتمييز الجنسي، والعنصريه. ويظهر كل ذلك عندما يقوم المشاهدون، ومعظمهم رجال، بالتعليق علي جسم ويليامز بطريقه يمكن وصفها في افضل الحالات بالمزعجه“.

في يونيو بحثت “فوربيس” عن الاسباب التي تجعل ارباح ويليامز اقل من شارابوفا هذا العام. وتساءل المقال: ”هل العرق والتحيز المؤسسي له دور جزئي في هذه الفجوه؟ بجميع الاحتمالات، نعم“.

تعلم ويليامز ذلك، وهي التي واجهت عنصريه صريحه وتحيز جنسي. وقالت مؤخراً لـ”نيويورك تايمز”: ”اذا كانوا يريدون التسويق لشخص ابيض واشقر، فهذا اختيارهم. لدي الكثير من الشركاء السعداء بالعمل معي“.

يبدو ان الرياضيات يمكن تسويقهن جيداً طالما كانت لهن هيئه محدده. هذه الهيئه تعكس معياراً للجمال يفضله الرجال الذين يجدون الشقراوات جذابات والنساء اللواتي لا يستطعن التعامل مع رياضي اسود من كومبتون، كاليفورنيا.