المحتوى الرئيسى

ما هي أشهر الحيتان في العالم؟ - BBC Arabic

09/03 11:09

تبدو بعض الحيتان مذهله للغايه الي حد يجعلها تحظي بالشهره. وفي الاونه الاخيره، اسر ظهور مثير لحوت نادر ابيض اللون مخيله والباب الكثيرين علي شبكة الإنترنت. وبالرغم من ان الحيتان قد اثارت انتباه واهتمام الكثيرين، الا ان بعضاً منها فقط بات في مصاف النجوم.

وفي السطور التاليه؛ نتحدث عن تسعه من اكثر الحيتان شهره علي مر التاريخ.

يُطلق علي هذا الحوت الغامض اسم "الحوت الاكثر شعورا بالوحده في العالم"، لانه يصدر اصواتا شبيهه بالغناء؛ بذبذبه لا يصل اليها صوت اي حوت اخر. ومنذ عام 1989، يجري تسجيل نداءات هذا الحوت؛ التي تنطلق حينا وتصمت حينا اخر.

وما من احد يعلم الي اي نوع من انواع الحيتان ينتمي ذاك الحوت الوحيد، وذلك لانه لا يوجد من راه من قبل قط. ورغم ان "اغانيه" تتشابه كثيرا مع تلك التي تطلقها الحيتان المنتميه لنوع "الحوت الأزرق"، فانها لا تتطابق معها تماما في الوقت نفسه.

وربما يكون ذلك الكائن الغامض حوتا هجينا؛ اي نتاج تزاوج بين حوتين، من نوعيّ "الحوت الازرق" و"الحوت الزعنفي".

ويقول علماء الاحياء البحريه انه لا يوجد دليل دامغ يثبت ان هذا الحوت يعاني من الوحده. ويشيرون الي ان "غناءه" غير المالوف ربما لا يشكل مؤشرا علي كونه كائنا منبوذا.

يختلف الامر بالنسبه لـ" ميغالو"؛ فهو حوت يمكن مشاهدته بالفعل، وينتمي الي نوع "الحوت الأبيض". في بادئ الامر، كان يُعتقد ان "ميغالو" هو ذاك الحوت الذي رُصد مره اخري مؤخرا، رغم وجود لبس بشان هويه ذلك الكائن.

علي اي حال، فـ"ميغالو" حوت أحدب ابيض اللون تماما. وعندما عُثر عليه كان الحوت الوحيد المعروف بهذا الشكل في العالم. رغم ذلك فان هناك عددا محدودا من الحيتان الاخري التي يغلب عليها اللون الابيض.

وقد رُصد للمره الاولي عام 1991 قرب خليج بايرون بولايه نيو ساوث ويلز الاستراليه. واشتُق اسمه من كلمه بلغه السكان الاصليين لاستراليا تعني " الرجل الابيض"، او الرجل الغريب عن هؤلاء السكان.

وسرعان ما اصبح "ميغالو" الحوت المفضل بالنسبه لهواه مراقبه الحيتان، الي حد دفع الحكومه الاستراليه لان تعلن عام 2009 اقامه منطقه حظر حوله، للحيلوله دون ان يتعرض لاي ازعاج.

وفي عام 2012، اكتشف علماء - عكفوا علي دراسه مكونات الحمض النووي لهذا الحوت - ان لديه تحورا في جين يُعرف باسم "تايروسيناز"، وهو من بين العوامل المسئوله عن تكوين الالوان التي يصطبغ بها الجلد. وادت هذه الطفره الجينيه الي وقف عمل هذا الجين بشكل كامل، مما يفسر سبب ذاك اللون الابيض البراق الذي يصطبغ به جلد "ميغالو".

في يوم الخميس التاسع عشر من يناير/كانون الثاني 2006، تلقي غطاسون بريطانيون تقارير عن وجود حوت يسبح عكس اتجاه مجري نهر التايمز، ويقترب تدريجيا من لندن.

وسبح الحوت البالغ طوله خمسه امتار، وهو من نوع "الحوت الشمالي ذو الانف الشبيهه بالزجاجه" (هيبرودون امبيولاتس)، عكس التيار صوب منطقه باترسي، والتي مكث فيها الي ان حوصر في نهايه المطاف، مع حلول اليوم التالي.

وعلي مدار الايام التاليه، تابع الملايين في مختلف انحاء العالم الجهود الراميه لانقاذ الحوت علي شاشات محطات التليفزيون الاخباريه، وعبر اثير الاذاعه وكذلك من خلال شبكه الانترنت. كما تدفق الاف اخرون علي ضفتي نهر التايمز لمشاهده عمليه الانقاذ المثيره وهي تمضي قدما.

وكانت هذه هي المره الاولي التي يُشاهد فيها هذا النوع من الحيتان في التايمز منذ بدء تسجيل مثل هذه المشاهدات عام 1913.

وبُعيّد الساعه السابعه بتوقيت غرينتش من مساء الحادي والعشرين من يناير/كانون الثاني من ذلك العام، نفق الحوت – وكان انثي - جراء الاصابه بتشنجات انتابته خلال عمليه الانقاذ. وعُرض جسد ذلك الحوت في متحف التاريخ الطبيعي ببريطانيا، في بلده ترينغ بمقاطعه هارتفوردشير.

نعلم جميعا ان (موبي ديك) هو عمل روائي من وحي الخيال، ولكنه مستوحي من قصه مثيره تناولت مواجهه ماساويه ذات ابعاد ملحميه (بولغ فيها بلا ريب) بين حوت وصيادي حيتان.

وقد نشر هيرمان ملفيل روايته (موبي ديك) عام 1851، ولكن قبل عقود من ذلك؛ هاجم حوت امهق عملاق من نوع "حوت العنبر" – قيل ان طوله يصل الي 85 قدما – مركبا لصيد الحيتان، حملت اسم (اسيكس).

وغرق المركب، تاركا بحارته في مراكب صيد اصغر حجما تتقاذفها الامواج لنحو ثلاثه الاف ميل قبل ان يصلوا لسواحل امريكا الجنوبيه، بعد نحو 80 يوما. ولم ينج من افراد الطاقم البالغ عددهم 21 بحارا، سوي ثمانيه اشخاص فحسب.

اما الحوت المُهاجم، والذي اُطلق عليه اسم (موكا ديك)، فقد اصطيد في نهايه المطاف وقُتل عام 1838، وقيل انه كانت علي جسده علامات علي عشرات الهجمات الاخري.

نتحدث هنا عن حوت، مجهول الهويه، ظهر علي شاشات التليفزيون في منازل ملايين البشر في مختلف انحاء العالم.

ينتمي هذا الحوت الي نوع "الحوت الازرق"، الذي تشكل حيتانه الكائنات الاضخم التي تعيش علي وجه الارض علي الاطلاق. وقد ظهر ذلك الكائن البحري، الذي يزيد طوله علي 30 مترا، في السلسله الوثائقيه ذات الطابع الملحمي "ذي بلو بلانيت" (الكوكب الازرق)، التي انتجتها (بي بي سي ايرث).

وقد قام هذا الحوت، وحده، بالكثير من اجل كشف النقاب عن عجائب اعماق المحيطات امام جموع غفيره من المشاهدين.

ولكن ثلاثه من اشهر الحيتان في العالم ليست حيتانا من الاصل بحسب التصنيف الاحيائي، ولكنها من نوع "الحوت القاتل"، المعروف باسم "دلافين الاُركه"، وهي في واقع الامر النوع الاضخم من الدلافين الذي لا يزال باقيا حتي الان علي قيد الحياه.

ظل صيد الحيتان نشاطا اقتصاديا رائجا خلال معظم فترات القرن التاسع عشر. وفي نفس الحقبه التي عاش فيها حوت "موكا ديك"، ولكن علي الجانب الاخر من العالم؛ تحديدا قباله سواحل استراليا، كان هناك كائن ينتمي الي نوع "الحوت القاتل" يعيش حياه مختلفه تماما. فبدلا من ان يكون هو عرضه للصيد، كان يساعد الصيادين علي اصطياد الحيتان الاخري.

فقد ساق "توم العجوز"، ومجموعه حيتان قاتله اخري كانت تتبعه، الحيتان الي المياه الواقعه قباله منطقه "ايدٍن باي" حيث كان يتم اصطيادهم وقتلهم من جانب الصيادين المنتظرين هناك. وكان "توم" ومجموعته ينالون مكافات سخيه علي جهودهم تلك، اذ كان الصيادون يمنحونهم شرائح من لحم الحوت اللذيذ لالتهامها، بما في ذلك اجزاء من شفاه الحيتان والسنتها. واُطلق علي هذه المقايضه اسم "قانون اللسان". ولا يزال "توم العجوز" باقيا في الذاكره بكثير من الود، كما ان هيكله العظمي لا يزال محفوظا في متحف "الحوت القاتل" في منطقه ايدِن الاستراليه.

ربما يكون كيكو هو اكثر الحيتان القاتله شهره علي الاطلاق.

فقد وجد هذا الكائن البحري، الذي اصطيد عام 1979 وهو في نحو الثانيه من العمر، طريقه الي الشهره عبر المشاركه في فيلم ذي طابع عائلي اُنتج عام 1993 وحمل اسم "فري ويلي". وبعد ذلك، تصاعدت الضغوط الشعبيه لاطلاق سراح "كيكو" واعادته الي الحياه في بيئته الطبيعيه.

وفي عام 1996 بدات عمليات تدريبه علي العوده الي هذه البيئه. وبعد عام 2000، بدا مدربوه في اقتياده الي المحيط ليسبح في مياهه المفتوحه، بهدف تحضيره لمواجهه متطلبات الحياه خارج الاسر.

ولكن "كيكو" لم يتفاعل سوي نادرا مع الحيتان القاتله الاخري. كما لم يندمج قط في اي تجمع لها. فضلا عن ذلك، عاني "كيكو" كثيرا فيما يتعلق بتعلم كيف يصطاد فرائسه ليعيش، وظلت غطساته اقل عمقا وعددا من تلك التي يقوم بها اقرانه.

وفي نهايه المطاف، ورغم الجهود المضنيه التي بذلها مدربوه، لم يستطع "كيكو" التخلص من حاجته للاتصال بالبشر، وداب علي ملاحقه القارب الذي يستقله مدربوه، او العوده اليه. وفي عام 2003؛ نفق هذا الحوت القاتل وهو لا يزال قيد الاسر تقريبا.

وفي عام 2009، نشرت دوريه (علوم الثدييات البحريه) دراسه اجراها علماء امريكيون ودنماركيون لتوثيق المحاولات التي بُذِلت لاعاده "كيكو" للعيش في مياه المحيط.

هو حوت قاتل ذكر، او بالاحري احد دلافين الاُركه. ورغم انه لا يحظي بالشهره ذاتها التي نالها "كيكو"، فان "تيليكوم" بات شهيرا بدوره جراء افعاله، وما اعقبها من انتاج فيلم وثائقي بشانها عام 2013 باسم "بلاك فيش" (السمكه السوداء).

ففي عام 2010، هاجم "تيليكوم" – وهو يعيش في الاسر - مدربه وقتله، في متنزه ترفيهي للالعاب المائيه تابع لشركه (سي وورلد)، بمدينه اورلاندو في ولايه فلوريدا الامريكيه، وذلك في حادث حظي بتغطيه واسعه من قبل وسائل الاعلام الدوليه. وبحسب الفيلم الوثائقي الذي انتج عن هذا الحادث في وقت لاحق، فان "تيليكوم" سبق له وان قتل مدربيه من قبل. وقد ذهب بعض الخبراء للقول ان مثل هذا السلوك يشكل نتيجه مباشره للظروف التي يُحتجز في ظلها.

ولا يزال "تيليكوم" يؤدي عروضه حتي الان، ولكن في اطار منظومه تختلف عن تلك التي كانت مطبقه قبل شنه الهجمات القاتله علي مدربيه.

ويمكن القول انه من النادر للغايه ان تشن "دلافين الاُركه" مثل هذه الهجمات القاتله علي البشر في بيئتها الطبيعيه. فخلافا للتصور الشائع، ورغم وجود هجمات موثقه في هذا الصدد بالفعل؛ فانها لم تؤدِ لاصابه احد بجروح مميته.

فخلال مهمه عمل في القطب الجنوبي، تعرض باحث في جمعيه تُعني برصد ومراقبه الثدييات البحريه، يدعي كريس بيربوينت لهجوم بدا مخططا ومحكما الي حد ما من قبل مجموعه من الحيتان القاتله.

ففي تلك المنطقه، كانت "دلافين الاُركه" الفتاكه تتضافر لاصطياد فرائسها عبر السباحه معا صوب الفقمات المستلقيه علي قطع الجليد الطافيه لنيل قسط من الراحه.

وتعرض بيربوينت لهجوم من هذا النوع بينما كان علي احد النتوءات الجليديه في القطب الجنوبي.

وفي ستينيات القرن الماضي وقع حادث شهير من هذا النوع، عندما اُسقِطَ احد ممارسي رياضه ركوب الامواج من علي لوحه، لكنه خرج سالما، ولم يُطبق "الاُركه" فكيه عليه.

وفي عام 2008، وتحديدا في منطقه الاسكا، وصف طفل كان يسبح في البحر كيف اتجه اليه حوت قاتل باقصي سرعه وعلي نحو مباشر، قبل ان يتراجع عما بدا هجوما وشيكا في اللحظه الاخيره.

وهناك من يقولون ان الحيتان القاتله ربما لا تستطيع ادراك انها تتجه صوب انسان ما، وذلك لان الفقاقيع الهوائيه التي تنبعث من سترات الغطس المصنوعه من المطاط الصناعي، قد تشوش علي قدرتها علي تحديد مواقع ما حولها عبر صدي الصوت.

نرشح لك

أهم أخبار تكنولوجيا

Comments

عاجل