المحتوى الرئيسى

كيف استطاعت الصين بسط نفوذها في إفريقيا؟ - ساسة بوست

09/02 18:22

منذ 4 دقائق، 2 سبتمبر,2015

مع ارتفاع درجات النمو الإقتصادي للصين، وتوسع حجم استثماراتها البالغه مليارات الدولارات في جميع انحاء العالم في مجموعه متنوعه من الجهود، ظلت القارة الإفريقية التي تخترن حوالي 12% من احتياطي النفط العالمي، ونحو 10% من اجمالي احتياطيات الغاز الطبيعى العالمي. ناهيك عن الموارد الطبيعيه التي يزخر بها باطن القاره، حلم الامبراطوريه الاكبر في توسيع هذه الامبراطوريه.

عبر السنوات السابقه، سعت الصين لتعظيم نفوذها في القاره الافريقيه، من خلال سلسله غزوات اقتصاديه وتنمويه للقاره السمراء، اصبحت من خلالها اللاعب الرئيسي فيها، وحجمت من حجم النفوذ الامريكي في افريقيا.

خلال السطور التاليه، تشرح “ساسه بوست” اليات الصين في توسيع حجم النفوذ الصيني في القاره الافريقيه، والوسائل التي اعتمدها في سبيل توسيع مجالات التعاون مع القاره الافريقيه.

ماهو حجم النفوذ الصيني في دول افريقيا؟

اصبحت الصين منذ عام 2009 اكبر شريك تجاري لافريقيا واكبر مستثمر خارجي وتجاوز عدد الشركات الحكوميه الصينيه في افريقيا اكثر من 700 شركه، وقفز حجم التبادل التجاري بين الجانبين من عشره مليارات دولار عام 2000 الي اكثر من مائتي مليار دولار حاليًا.

كذللك بلغ حجم الاستثمارات الصينيه المباشره والمعلنه في دول القاره اكثر من 21 مليار دولار.

كما اعلنت بكين عن تاسيس صندوق التنميه الصيني-الافريقي بموازنه وصلت الي خمسه مليارات دولار. مدعومًا بحزمه من البرامج والالتزامات الصينيه تجاه الدول الافريقيه حتي عام 2015.

تمثل جنوب السودان 5 بالمئه من واردات الصين من النفط الخام وتحمل شركه البترول الوطنيه المملوكه للحكومه الصينيه 40 بالمئه من الاسهم في ثلاثه من اكبر حقول النفط في جنوب السودان. علاوه علي ذلك، عززت الصين بهدوء مساعداتها الانسانيه، متعهده بتقديم ما تزيد قيمته عن 21 مليون دولار من الاغاثه العاجله في اكتوبر 2014.

تعتمد الصين كذللك في ثلث وارداتها النفطيه علي افريقيا، ويشكّل السودان مثلاً اكبر قاعده انتاج صينيه خارج اراضيها، واصبحت انغولا تصدّر نحو مليون وربع المليون برميل نفط يوميًا الي الصين.

كذلك تعد شمال افريقيا سوقًا رئيسيًا للصين، فاكثر من 35% من الصادرات الصينيه الي القاره مخصصه لهذه المنطقه. ولذلك يخلق التغيير في حكومات شمال افريقيا فرصًا تجاريه، خاصه لشركات البناء الصينيه.

ماهي وسائل نجاح الصين في كسب القاره الافريقيه؟

حرصت الصين في تطبيق سياستها تجاه افريقيا علي اقامه محطات تعاون مُشتركه مع الشعوب الافريقيه بالتوازي مع علاقاتها الاقتصاديه مع الحكومات ورجال المال، من خلال تاسيس مشاريع لتحسين الاوضاع داخل القاره الافريقيه، لتثبيت اسس القوه الصينيه علي الاراضي الافريقيه، واكتساب حمايه من الشعوب الافريقيه لاستثماراتها.

حيث وقعت الصين مع 48 دوله افريقيه اتفاقيات بشان اموال المساعدات لها، وزادت المساعدات المقدمه الي الدول الافريقيه؛ ووقعت الصين مع 22 دوله افريقيه علي اتفاقيات اطاريه بشان قروض بشروط ميسره، لدعم 33 مشروعا.

كذلك حرصت الصين علي اعفاء 32 دوله افريقيه من ديونها المتاخره لديها، وتدريب 10916 مسؤولا وفنيا من الجانب الافريقي، واختيار 100 من كبار الخبراء الزراعيين الصينيين، وارسالهم لنقل الخبره الصينيه في مجال الزراعه الي افريقيا.

كذللك ازدادت عدد مشاريع المراكز الفنيه الزراعيه النموذجيه التي كان من المقرر ان تقام في افريقيا، وارتفع عدد المستشفيات التي تساعد الصين في بنائها في افريقيا الي 50 مستشفي، وتزويدها بالاجهزه الطبيه.

كذللك علي صعيد دعم الصين لمحاربه الامراض المنتشره في افريقيا، فقد قدمت الصين ادويه مقاومه ضد الملاريا، الي 33 دوله، وتاسيس 33 مراكز طبيه لعلاج الملاريا، وارسال مجموعه من الخبراء الطبيين لعلاجها، وتاسيس مئات المدارس في كافه انحاء افريقيا.

كذللك حرصت الصين علي بناء 519 مشروعًا من المرافق الاساسيه تتضمن 375 من المرافق الاجتماعيه العامه، و144 من المرافق الاساسيه الاقتصاديه. وتاسيس شبكه سكك حديديه في العديد من الدول الافريقيه، وتقديم نحو 18 الف منحه دراسيه مجانيه للطلبه الافارقه.

وتعهدت بكين بانها ستضخ تريليون دولار كاستثمارات وقروض تفضيليه خلال الفتره حتي عام 2025 وستستخدم نصفها في البنيه التحتيه لدول افريقيا كالسكك الحديديه والطرق والموانئ. وكذلك نقل التكنولوجيا الصناعيه الصينيه الي الدول الافريقيه.

ماهي ابرز التحديات الجديده امام توسيع مصالح الصين في افريقيا؟

مع اتساع رقعه مصالح الصين في افريقيا، وتوسع حجم استثماراتها في شتي مجالات الحياه، وجدت بكين نفسها مضطره للانغماس في نزاعاتها المسلحه؛ فقد تكررت عمليات اختطاف الرعايا والمواطنين الصينيين او مهاجمه المصالح والمواقع والمنشات الصينيه في بعض بؤر التوتر كان اخطرها في اقليم اوغادين عام 2002 عندما سقط 9 صينيين قتلي واختطاف مجموعه اخري تم اطلاق سراحهم لاحقًا، وحادثه اخري مماثله في كردفان عام 2007، وحادثه ثالثه في اكتوبر 2007 اختُطف فيها 9 صينيين سقط 4 منهم قتلي.

كيف واجهت الصين هذه التحديات الجديده؟

واجهت الصين هذه التحديات من خلال استراتيجه قائمه علي محورين اساسيين: من خلال زياده حجم المساعدات الاقتصاديه المُوجهه لهذه الدول، وتوسيع عمليه التنميه التي تتبناها الحكومه الصينيه في افريقيا، وكذلك اتخاذ اجراءات عمليه للتعامل مع مثل هذه التحديات الناشئه كتشكيل ادارات وفرق خاصه في وزاره الخارجيه الصينيه. وتعزيز مشاركتها في قوات حفظ السلام الدوليه حيث بلغت نسبه قواتها المرابطه في افريقيا حوالي 80% من مجمل قواتها في مختلف مناطق العالم.

كما زادت من نسبه مشاركتها العسكريه في مكافحه عمليات القرصنه في خليج عدن حيث تمر نحو 1300 سفينه بضائع صينيه تعرض نحو 20% منها لعمليات قرصنه خلال عام 2008 وحده، واضطرت لاول مره الي ارسال سفن وقطع عسكريه خارج اراضيها لاجلاء اكثر من سته الاف عامل من ليبيا خلال ثوره فبراير/شباط.

كذلك دخلت الصين كشريك عسكري مهم عبر التدريب والتسليح والمساعده التقنيه للاعبين اصحاب وزن ثقيل في المنطقه مثل الجزائر وانجولا ونيجيريا.

هل يعد التدخل العسكري احد انماط القوه الصينيه في افريقيا؟

مع بدايه توسع حجم العلاقات الاقتصاديه بين الصين وافريقيا، اعتمدت الصين علي تغليب مبدا عدم التدخل العسكري في شؤون الدول الاخري، وهذا ما تجلي في عدم امتلاكها لوجود عسكري ولوجيستي دائم في افريقيا، خلافًا لاستراتيجيه الدول الغربيه في التعامل مع هذه الدول.

يوضح هذا الامر، المتحدث الرسمي باسم الحكومه الصينيه، الذي ينتقد التدخل الغربي وشروط الديمقراطيه الليبراليه تجاه الدول الافريقيه، معتبر ان التنميه هي الوسيله الفاعله لدول افريقيا وليس حريه الراي كما يحاول الغرب ان يتشدقوا بذلك.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل