العراق: «أباتشي» أميركية تشارك في معارك الرمادي

تتجه روسيا نحو صياغه قرار في مجلس الامن الدولي للتحقيق في هجمات تنظيم «داعش» الكيميائيه في العراق، بعدما تواترت الاخبار عن استخدام مسلحي التنظيم لغاز الكلور وغاز الخردل في هجمات ضد قوات البشمركة، منذ حوالي الاسبوعين، واعلان الأمم المتحده عن نيتها التحقيق في هذا النوع من الهجمات في سوريا والعراق.

وفي هذه الاثناء، سجِّل اول دخول ميداني للقوات الاميركيه علي خط معارك مدينه الرمادي، بعدما تردّد خلال اليومين الاخيرين، وجود حشود عسكريه من قوات العشائر التي درّبتها واشنطن في قاعده الحبانيه، وترتبط بها قوات العشائر لوجستياً مقابل اعتراض علي وجود «الحشد الشعبي»، حيث قصفت مروحيات «اباتشي» تابعه للجيش الاميركي اهدافاً لتنظيم «داعش» في مدينه الرمادي، امس.

واعلنت روسيا، امس، مباشرتها بصياغه مشروع قرار لمجلس الامن الدولي للتحقيق بشان استعمال «داعش» اسلحه كيمائيه في العراق، مبيّنه ان العديد من اعضاء المجلس استجابوا لذلك المقترح. وقال المبعوث الروسي لدي الامم المتحده فيتالي شوركين ان «روسيا باشرت بصياغه مشروع قرار لمجلس الامن الدولي يسمح باجراء تحقيق في تقارير وارده عن هجمات شنّها مسلحو داعش في العراق استخدموا خلالها اسلحه كيميائيه».

واشار المبعوث الروسي، الي ان «تقارير وردت في اعقاب اتخاذ القرار 2235، تفيد بان تنظيم داعش بدا باستعمال العوامل الكيميائيه السامه بنحو متزايد في العراق»، لافتاً الي ان «اعضاء اخرين في مجلس الامن استجابوا للمقترح الروسي بتبنّي قرار بشان الهجمات الكيميائيه في العراق».

ووافق مجلس الامن الدولي، مطلع الشهر الماضي، في قراره رقم 2235 بالاجماع علي تشكيل لجنه مشتركه مع منظمه حظر استعمال الاسلحه الكيميائيه لايجاد اليه لكشف المتورطين بتنفيذ الهجمات الكيميائيه خلال الحرب الدائره في سوريا. وكانت وزارة الدفاع الأميركية، اكدت في وقت سابق ان تنظيم «داعش» استعمل الاسلحه الكيميائيه شمال العراق ضد قوات البشمركه.

وتزامناً، اعلنت السلطات في اقليم كردستان، امس، عن انها تشتبه في ان صاروخاً اطلقه مسلحو «داعش» علي قوات البشمركه كان يحتوي علي مواد كيميائيه. وقال مجلس الامن في الاقليم ان الهجوم وقع علي طول خط الجبهه شمال الموصل، وان مقاتلاً واحداً من البشمركه يتلقي العلاج نتيجه الهجوم.

ميدانياً، ذكر مصدر في قياده عمليات الانبار، ان 13 عنصراً من تنظيم «داعش»، قتلوا في قصف جوي لمروحيات اميركيه، استهدفت مواقع تابعه للتنظيم في مدينه الرمادي. وقال المصدر في حديث لوكاله «المدي برس»، ان «مروحيات الاباتشي الاميركيه قصفت، اليوم (امس)، تجمّعات تنظيم داعش في مناطق الملعب والجزيره والحي الصناعي في الرمادي، ما اسفر عن مقتل 13 عنصراً من التنظيم».

ولفت المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، الي ان «مروحيات الاباتشي تشارك الان وبشكل فعلي وكبير، في قصف تجمّعات التنظيم الارهابي بالصواريخ وبدقه عاليه في مناطق مختلفه من الرمادي».

وكان ضابط في قياده شرطه الانبار قد اكد لوكاله «الاناضول» امس الاول، ان القوات الاميركيه الموجوده في قاعده الحبانيه الجويه في الرمادي، وجهت «تحذيراً» لقوات «الحشد الشعبي» لمغادره منطقه «المضيق» شرقي الرمادي، خلال 24 ساعه. واشار الي وجود وساطات من قبل القيادات الامنيه المشتركه وبعض المسؤولين العراقيين، لتسليم المنطقه لقوات «الحشد السني»، الذين تدرّبوا مؤخراً علي يد القوات الاميركيه في الحبانيه.

ونفذ تنظيم «داعش» سلسله هجمات انتحارية في منطقه الحديثه، في الانبار امس، بحسب ما اكد مسؤولون عراقيون، ادّت الي مقتل 12 جندياً من القوات العراقية. ونقلت وكاله «اسوشيتد برس» عن مصادر طبيه وعسكريه ان الهجوم بدء عقب قصف عنيف بقذائف الهاون تعرّضت له وحدات الجيش العراقي و «الحشد الشعبي» قرب الحديثه.