المحتوى الرئيسى

هل فيلم "الشعلة" الهندي يوازي "حرب النجوم" الأمريكي؟ - BBC Arabic

09/02 08:32

حقق فيلم "الشعله" الهندي نجاحا يفوق اي فيلم اخر. وفي الذكري السنويه الاربعين لاول عرض له، يتساءل راهول فيرما عن سبب تاثير هذه الفيلم علي الثقافة الشعبية.

يحتفل الهنود في الخامس عشر من اغسطس/اب بيوم الاستقلال، لكن هناك احتفاليه سنويه اخري تحظي باهميه ثقافيه هائله، اذ يشهد العام الحالي مرور 40 عاما علي اول عرض لفيلم "الشعله"، الذي يعد احد اعظم الافلام الهنديه علي الاطلاق.

عُرض "الشعله" خمس سنوات متتاليه بسينما "مينيرفا" ذائعه الصيت التي تتسع لـ 1500 متفرج بمدينه مومباي بعد اول عرض له عام 1975. ولا يزال الفيلم يحتل الصداره عند استطلاع اراء الجمهور والنقاد. في عام 2005، منحته مجله "فيلمفير" لقب "افضل فيلم خلال الخمسين عاما الماضيه"، كما حصل علي المركز الاول في استفتاء مجله "تايم اوت" عن "افضل 100من افلام بوليوود"، وهو الاستفتاء الذي اجري في يناير/كانون الثاني من العام الجاري.

تدور احداث الفيلم، وهو من اخراج راميش سيبي، في 204 دقيقه من المغامرات واللقطات السريعه التي تجعل المتفرج يحبس انفاسه من الاثاره. يحكي الفيلم قصه رئيس سابق للشرطه، تاكور (يجسده سانجيف كومار) الذي يستعين بلصين نزيهين، "جاي" (اميتاب باتشان) و"فيرو" (دارمندرا ) للقبض علي قاطع طريق يدعي جبار سينغ (امجد خان).

يعتقد راجيندر دودرا، الذي يلقي محاضرات عن السينما الهنديه بجامعه مانشستر، ان فيلم الشعلة يحتل مكانه خاصه بسبب تاثيراته علي عده مستويات، قائلا: "فيلم الشعله هو افضل فيلم هندي يدمج الدراما بالكوميديا بالرومانسيه بالاحداث المثيره والامور العائليه بشكل رائع. علاوه علي ذلك، نجد ان الجانب الفني لمشاهد الحركه رائع بشكل لا يُصدق، وخاصه في مشهد القطار في بدايه الفيلم، وهو المشهد الذي اثار اعجاب اولاد اخوتي المراهقين، بالرغم من انهم معتادون علي رؤيه اللقطات الحديثه التي تعتمد علي الكمبيوتر."

واضاف: "انها ليست مجرد لقطات ترفيهيه مثيره، لكنها تزيد وعي الجمهور بالقانون والنظام والعداله والانتقام ـ انها تعكس القلق الذي كان يشعر به المواطن خلال فرض حاله الطواري في الهند بين عامي 1975 و1977. كانت هناك اضطرابات اجتماعيه وسياسيه واقتصاديه، اضافه الي شعور بعدم الثقه تجاه الدوله."

شهدت تلك الحقبه المثيره للجدل من تاريخ الهند ـ عندما اعلنت رئيسه وزراء الهند انديرا غاندي حاله الطواريء في جميع انحاء البلاد – شهدت حاله من القمع للمعارضه السياسيه وفرض رقابه علي وسائل الاعلام.

كان لحاله الطواريء تاثير مباشر علي فيلم "الشعله"، اذ اصرّت الرقابه علي اعاده تصوير اللقطات النهائيه من الفيلم. يقول دودرا: "تدخلت الدوله واعربت عن قلقها فيما يخص حاله الطواريء في البلاد والرساله من وراء تطبيق المواطن للقانون بنفسه." وبالفعل اعيدت نهايه الفيلم عندما عُرض مره اخري عام 1990.

تقول انوباما شوبرا، ناقده بارزه للافلام السينمائيه الهنديه ومؤلفه كتاب "الشعله: صناعه فيلم كلاسيكي"، ان الفيلم ما زال يحتفظ بنجاحه بفضل قصته الرائعه وشخصياته الفاتنه واغنياته التي تاسر القلوب. وتضيف: "الفيلم لا يفقد بريقه بمرور الزمن، علاوه علي انك تكتشف شيئا جديدا كلما تشاهده. كل شخصيه لها جاذبيتها الخاصه، حتي الشخصيات الهامشيه لا تُنسي، مثل حصان "باسانتي" اللعين، دانو."

ضم الفيلم كل نجوم الفن الكبار؛ فريق مثالي لكتابه السيناريو هما "سالم خان" و "جاويد اختر" (والدا النجمين الحاليين في السينما الهنديه سلمان خان وفرحان اختر)، علاوه علي اعظم ممثلين (سانجيف كومار، دارمندرا وهيما ماليني) اضافه الي النجم الصاعد انذاك اميتاب باتشان) ـ المعروف بلقب "بي الكبير"، الذي لا يزال حتي 2015 يزداد شهره وهو بعمر 72 عاماً ويُعتبر احد اعظم النجوم في بوليوود.

مع ذلك، وجد الفيلم ذو التكاليف الباهظه صعوبات خلال الاسابيع الاولي لعرضه، للدرجه التي جعلت طاقم العمل يعرب عن استعداده لاعاده تصوير مشاهد النهايه بسبب ردود الفعل السلبيه من جانب المشاهدين. تقول تشوبرا: "واجه الفيلم انتقادات كبيره في البدايه من جانب النقاد والمجلات، وقالوا ان المخرج القدير كان بامكانه صنع فيلم افضل بتمويل اقل."

واضافت: "ان يواجه الفيلم انتقادات في البدايه ثم يصبح الاكثر شهره في تاريخ السينما الهنديه هو امرٌ لا يصدق. حتي في عالم صناعه السينما في يومنا هذا، لن تصادف شخصا لم يشاهد فيلم الشعله، الذي اصبح بمثابه الكتاب المقدس لمخرجي الافلام."

امتد تاثير الحوار والاغاني لما هو ابعد من الشاشه الصغيره. تقول شوبرا: "الجُمل التي قالها الشرير جبار سينغ هي اكثر العبارات التي لا تُنسي ولا زالت تستخدم حتي اليوم، مثل ’كم رجلاً كان هناك؟‘، او ’ماذا سيحل بك، كاليا؟‘. انك تفتح عالما باكمله عندما تنطق جمله واحده من جمل الفيلم."

تعد اغنيه "يه دوستي" او (هذه الصداقه) هي اهم اغنيات الفيلم وتعكس الصداقه القويه بين جاي وفيرو، حيث يتغني كل من هذين الخارجين عن القانون ببعضهما البعض. اتخذت الاغنيه معني ثقافياً اعظم منذ اطلاق الفيلم قبل 40 عاماً.

يتذكر بوبي فريكشن، المذيع ومقدم الاغاني بشبكه بي. بي. سي الاسيويه والذي ترعرع في غرب لندن، هذه الاغنيه باعتزاز ويقول: "كمراهق، اتذكر اصدقاءً وهم يغنون ’يه دوستي‘ في المتنزهات، واذكر سماعها في الحفلات العائليه مع والدي واصدقائهما. في اواخر التسعينيات من القرن الماضي، كنت اقدمها عندما اعمل كمقدم للاغاني المسجله في النوادي الليليه في لندن. واليوم، وفي حفلات الاعراس الهنديه، عندما تُقدم هذه الاغنيه فتلك اشاره للعريس واصدقائه لكي يحتلوا صاله الرقص ـ لقد اصبحت رمزاً للصداقه بين الرجال الاسيويين."

ويقول دودرا ان هذه الاغنيه تغني ايضاً من قبل مشجعي المنتخب الهندي للكريكت اثناء المباريات، واصبحت النشيد الرسمي للمشجعين الذين يطلقون علي انفسهم "جيش بهارات". لكن السؤال هو: لماذا صمدت هذه الاغنيه؟ يقول دودرا: "وطّدت ’يه دوستي‘ مكانه المحتالين المحبوبين لفيلم الشعله، جاي وفيرو، في افلام السينما الهنديه والثقافه الشعبيه لجنوب اسيا."

ويضيف: "جاي وفيرو رجلان يتسمان بالاناقه الي حد كبير ـ يبدو اميتاب رائعاً بملابس الجينز الباهره، علاوه علي ان لكليهما ملامح صارمه وبنيه مثيره للاعجاب. لقد اصبحا رمزين لرجوله اهل الجنوب الاسيوي. دعونا لا ننسي انه بالنسبه للاسيويين الجنوبيين في بريطانيا والولايات المتحده في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، لم تكن مشاهد مثل تلك متوفره في وسائل الاعلام الرئيسيه. كانت العنصريه جزءا من الحياه اليوميه."

وكان الفيلم متحررا بشكل لافت للنظر، وربما حتي هداما. ويشيد دودرا بكيفيه تخطي علاقه فيروو بحبيبته باسانتي (هيما ماليني) للروابط العائليه لتنمو بعيداً عن المجتمع، ويقول: "انها مدينه فاضله للعشاق الشباب". لقد افتتنت شوبرا "بمحاولات تاكور النشطه للتوفيق بين نجلته الارمله بالمجرم جاي لادراكه بانها ستجد السعاده معه."

يبرز فريكشن المسحه النسويه في الفيلم والمتجسده في باسانتي، تلك الشابه الصادقه بكلامها، المتواضعه والمعتمده علي نفسها، والتي تمارس عملاً يقوم به الرجال من خلال قياده عربه وحصان. وتتسم شخصيتها بالصلابه والقوه التي تبرز عندما ترقص علي زجاج مكسور لتنقذ حياه حبيبها.

ويضم الفيلم ايضاً شخصيه تعد رمزا للاشرار وهي شخصيه جبار سينغ، التي يجسدها امجد خان. هذه الشخصيه تخيف وتلهم فريكشن في نفس الوقت. وعن ذلك يقول: "انها مثل شخصيه دارث فيدر في فيلم حرب النجوم؛ شرٌّ مطبق، مرعب تماماً وشرير قاسي القلب. عندما كنت اقدم اغاني مسجله في نوادٍ ليليه، كنت احاول ان ابدو مثله ـ سافرت الي الهند وطلبت خياطه بدله قتاليه خضراء، كما اطلقت لحيتي."

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل