المحتوى الرئيسى

«ديناصورات» تحكم إفريقيا: أبرز 9 حكام أفارقة حكموا بلدانهم لأكثر من عقدين - ساسة بوست

09/01 20:27

منذ 1 دقيقه، 1 سبتمبر,2015

في خطاب هو الاوّل من نوعه لرئيس امريكي امام الجمعيه العامّه للاتّحاد الافريقي، دعا الرئيس باراك أوباما، في 27 من يوليو الماضي، قاده وزعماء الدّول الافريقيه “المخضرمين” الي التّنحي عن السّلطه بعد انتهاء ولايتهم، واحترام قواعد الديمقراطيه وعدم تعريض بلدانهم للخطر، وقال اوباما بان: “لا احد يجب ان يبقي رئيسًا مدي الحياه”.

حديث اوباما، الذي تزامن مع انتخابات بوروندي، التي شهدت اعاده انتخاب بيير نكورونزيزا رئيسًا للبلاد لولايه ثالثه، خلّف موجه استياء عارمه في صفوف “ديناصورات السّياسه” في القارّه السّمراء، الذين راوا فيه تدخلًا سافرًا في شؤون الاخرين وجهلًا فظيعًا بخصوصيّه كل بلد علي حده، ومن هؤلاء الزعماء اصدقاء مقربون من الولايات المتحده والغرب عمومًا.

في هذا التقرير نضع بين يدي القارئ قائمه تضم ابرز تسعه رؤساء افارقه حكموا بلدانهم لاكثر من عقدين من الزمن، وفيهم من لم تعرف البلاد رئيسًا غيره، وقد صنفتهم المنظمات والهيئات الدوليه العامله في مجال حقوق الانسان في مراتب متدنّيه كاكثر الانظمه فسادًا وانتهاكًا للحريات.

1- تيودورو اوبيانغ نجيما مابوسو: (غينيا الاستوائيه)

ياتي رئيس غينيا الاستوائيه تيودورو اوبيانغ نجيما علي راس القائمه، ليحلّ محلّ الزّعيم الليبي المقتول معمر القذافي (امضي 42 سنه في الحكم)، نجيما يحتفل هذا العام بمرور الذكري 36 لتوليه مقاليد حكم المستعمره الاسبانيه السابقه، بعد اطاحته بنظام الحاكم السابق، واول رئيس لغينيا الاستوائيه بعد استقلالها عن اسبانيا، فرانسيسكو ماسياس نغوما سنه 1979 في انقلاب دموي انتهي باعدامه رميًا بالرصاص.

تحول نجيما، مع مرور السنوات، الي ديكتاتور شرس لا يتورّع عن قمع معارضيه ورميهم في غياهب السجون دون محاكمات، بالاضافه الي سجلّه الاسود فيما يتعلق بحقوق الانسان والتضييق علي حريه الصحافه والفساد الاداري، ليُصنّف حسب المراقبين والمهتمّين بالشّان الافريقي كاحد اسوا انظمه الحكم في افريقيا واكثرها فسادًا.

يتهمه خصومه باختلاس مبالغ ماليه كبيره فاقت 700 مليون دولار من المال العام، هي في الاصل عائدات بيع النفط الخام الذي تتوفر عليه البلاد بكميّات معتبره، وقد تم تحويلها باشراف شخصي منه الي حسابات سرّيه في بنوك اجنبيه من خلال شركات وهميه اسّسها لهذا الغرض. وقد تم انفاق مبالغ هامه منها في شراء عقارات في اوروبا وامريكا، بالاضافه الي سيارات فخمه وطائره.

وكانت السلطات الفرنسيه قد حجزت سنه 2011 مجموعه من السيارات الفارهه، كانت بحوزه ابن الرئيس تيودورين، قُدّرت قيمتها بحوالي 17,8 مليون يورو، في حين يعيش المواطن الغيني في فقر مدقع بدخل يومي لا يتعدي دولارين اثنين، في ثالث بلد منتج للنفط الخام افريقيًّا بعد نيجيريا وانغولا، والذي يفترض ان تقارب فيه حصه الفرد من الناتج الداخلي الخام نظيرتها في اسبانيا.

2- جوزيه ادواردو دوس سانتوس: (انغولا)

استلم حكم انغولا سنه 1979، بعد اربعه اسابيع فقط علي تولي نجيما حكم غينيا الاستوائيه، ليكون بالتالي ثاني اقدم رئيس في القاره.

ما يجمع بين الاثنين هو توفر بلديهما علي احتياطات كبيره من النفط الخام، تتولي استغلاله شركات امريكيه واخري صينيه. وهو ما سمح للرئيس دوس سانتوس بتثبيت اركان حكمه في بلد عاش حربًا اهليه ضاريه دامت 27 سنه، خرجت منها البلاد منهكه اقتصاديًّا واجتماعيًّا. يعد المسؤول عن تعيين مجلس الوزراء والوزراء. كان الرئيس ينتخب بدون منافسين في ظل نظام الحزب الواحد، ليتم تعديل الدستور سنه 1992 الذي حدد ولايه الرئيس في خمس سنوات قابله للتجديد. وتم اجراء اول انتخابات تعدديه في تاريخ البلاد، الت نتائجها لصالح دوس سانتوس.

ينتهج دوس سانتوس سياسه قمعيه رهيبه عبر فرض قيود صارمه علي التجمعات والمظاهرات ولا يتردد في اللجوء الي القوه والعنف لردع معارضيه حسب ما جاء في تقرير لمنظمه العفو الدوليه: “فُرضت قيود علي حريه الاجتماع في شتي انحاء البلاد، واستخدمت الشرطه القوه المفرطه في بعض الحالات لتفريق المظاهرات والقبض بصوره تعسفيه علي متظاهرين وصحفيين”.

وتشهد البلاد، منذ سنه 2011، حركه احتجاجيه مستمره للتنديد بسياسه الرئيس القمعيه والاوضاع الهشه التي تعيشها البلاد لكنها غالبًا ما تنتهي بسرعه بسبب اعتماد النظام علي شرطه فعاله وسريعه لمنع كل محاوله للتظاهر في انغولا.

يحكم بيا قبضته علي الكاميرون منذ سنه 1982، بعدما تمكن من السيطره علي المعارضه واقصائها من المشهد السياسي الكاميروني. قام بتعديل الدستور لمرتين (1972 و1996) حتي يضمن لنفسه الاستمرار في رئاسه البلاد.

يمضي معظم وقته في الخارج بعدما تمكن من مراكمه ثروه طائله فاقت 200 مليون دولار، رغم الازمه الاقتصاديه الخانقه التي تعيشها البلاد، التي تصنف ضمن البلدان الاكثر فسادًا في العالم حسب منظمه الشفافيه الدوليه. اعيد انتخابه سنه 2011 لولايه سادسه بنسبه اصوات بلغت 77,9 بالمائه قابلها معارضوه بالتشكيك في نزاهتها ومصدقيتها.

جاء الي الحكم علي ظهر دبّابه سنه 1985، بعد اطاحته بحكم الجنرال تيتو اوكيلو. ومنذ ذلك التاريخ وموسيفني هو كل شيء في اوغندا، فهو: رئيس البلاد ووزير الدفاع وقائد الجيش. اعيد انتخابه سنه 1996 ومع قُرب نهايه ولايته القانونيه المحدده في دستور 1995، قام سنه 2005، بتعديل الماده التي تحدد فتره حكم الرئيس في ولايتين لتصبح فتره غير محدده، وبالموازاه قام باقرار نظام سياسي تعددي لاسكات معارضيه وذر الرماد في عيونهم.

خلال فتره حكمه تفشت ظاهره الفساد علي اعلي المستويات، مما اثار قلق المانحين الدوليين وعلي راسهم البنك الدولي الذي نبه سنه 2011 الي المشاكل المتربصه بالاقتصاد الاوغندي، والتي قد تكلفه كثيرًا، بسبب سوء الاداره والفساد.

يعد هذا الشيخ التسعيني، ثاني رئيس للبلاد منذ ان نالت استقلالها سنه 1980، جاء الي الحكم يجُرّ خلفه تاريخًا نضاليًّا مشرفًا في الدفاع عن استقلال البلاد عن بريطانيا، والقضاء علي التمييز العنصري واعاده توزيع اراضي البيض علي السكان الاصليين. لكن توالي السنوات التي قضاها في الحكم سرعان ما حولته الي طاغيه من العيار الثقيل، بعدما قام باباده ازيد من 2000 شخص ينتمون لاقليه ندبيلي Ndebele في ثمانينات القرن الماضي، بعدما اتهمهم بالانشقاق عن سلطته.

استطاع مراكمه ثروه ماليه بلغت 10 مليارات دولار، حسب ما اورده موقع ذا ريتشست، بفضل سرقته لمخزون الماس في بلاده، التي تعد افقر دوله افريقيه بعد الكونغو الديمقراطيه. يصفه خصومه بغريب الاطوار والمهرج بسبب تصرفاته وطريقه لباسه المبتذله.

تم انتخابه لولايه سادسه قبل عامين، ويشغل الان منصب رئيس الإتحاد الأفريقي، رغم اعتراض بعض الاعضاء علي ترشيحه نظرًا لتوتر علاقته مع الغرب، بعدما تم منعه سنه 2002 من ولوج دول الاتحاد الأوروبي، بالاضافه الي العقوبات الامريكيه المفروضه علي حكومته منذ سنه 2003 بدعوي ممارسه العنصريه، وفي نفس العام تم تعليق عضويه البلاد في منظمه الكومنولث.

6- عمر حسن البشير: (السودان)

هو الزعيم العربي الافريقي الوحيد ضمن قائمة الديناصورات الاكثر تمسّكًا بالحكم. لم تعرف السودان طيله فتره حكمه التي جاوزت الربع قرن، اي نهضه اقتصاديه او اجتماعيه تذكر، انجازه الشخصي الوحيد هو احتفاظه بمنصبه علي راس الدوله، في حين كانت المنطقه تعيش في اتون ربيع عربي حارق اتي علي انظمه شموليه عتيده، لم يتوقع لها اكثر المتفائلين ان تصير الي ما صارت اليه، كما حصل لنظام القذافي في ليبيا، وبن علي في تونس، ومبارك في مصر.

تعامل بوحشيه مع المتظاهرين الذين خرجوا للمطالبه برحيله في مسيرات حاشده سنه 2013، فسقط منهم 200 قتيل برصاص اجهزه الامن، ليطل الزعيم، الذي لا يمل من الرقص بعصاه، ليقول للعالم قولته الشهيره: “لا ربيع عربي بالسودان”.

في عهده شهد السودان حروبًا اهليه عدّه، خصوصًا في الجنوب عام 2005 ضد الحركه الشعبيه لتحرير السودان بقياده الراحل جون قرنق، انتهت بتوقيع اتفاقيه نيفاشا التي مهدت لتفتيت البلاد وميلاد دوله جديده حملت اسم دوله جنوب السودان في التاسع من يوليو عام 2011.

دون ان نغفل ايضًا المعارك الطاحنه باقليم دارفور التي قتل فيها ازيد من 300 الف شخص وتشريد مليونين اخرين عن ديارهم. وهو ما جعل المدعي العام لدي المحكمه الجنائيه الدوليه، لويس مورينو اوكامبو، يُصدر في حقه مذكره توقيف دوليه في 14 يوليو 2008، بتهمه ارتكاب جرائم حرب واباده، كما اتهمه ايضًا باختلاس مبالغ ماليه تصل الي 9 مليارات دولار من اموال الدوله اودعها في حسابات اجنبيه. ليكون بذلك اول رئيس مطلوب للعداله وهو في سده الحكم.

اعيد انتخابه شهر ابريل الماضي لولايه اخري مدتها اربع سنوات.

رابع رئيس لدوله تشاد، تولي السلطه سنه 1991، بعد ان قام بطرد سلفه حسين حبري، الذي عمل مستشارًا له للشؤون العسكريه، وقبلها قائدًا عامًا للقوات التشاديه.

يوصف ديبي بالديكتاتور الدّاهيه، بسبب النهج الذي يسلكه في تعامله مع خصومه ومعارضيه الذين تمكّن من احتوائهم عبر مبادرات الصلح او من خلال اغراء ممثليهم في العواصم العالميه، اذ يقربهم ويغدق عليهم المال ثم يتخلي عنهم لتشويه سمعتهم وبالتالي تسقط قيمتهم في اعين الشعب.

يعد حليفًا استراتيجيًّا لفرنسا في المنطقه، خصوصًا مع تنامي مد الاسلاميين جنوب الصحراء، فكان خير نصير للقوات الفرنسيه، بعد ارساله لحوالي 2400 جندي للمشاركه في العمليات العسكريه في مالي سنه 2013، كنوع من رد الدين بعدما سبق للجيش الفرنسي ان تدخل لصالح ديبي سنه 2008 ضد مليشيا المعارضه التي كانت علي مشارف القصر الرئاسي.

انتخب لفتره رئاسيه رابعه سنه 2011 وسط رفض شعبي واسع توّج باطلاق تحالف  «Trop c’est trop»  احتجاجًا علي سوء ادارته للبلاد وتردي الاوضاع المعيشيه للمواطن التشادي.

لم تعرف اريتريا غيره رئيسًا منذ ان نالت استقلالها عن اثيوبيا سنه 1993، يستمد مشروعيته من نضاله الطويل ضد الاحتلال، الذي دشنه في ستينيات القرن الماضي لدي عودته من اديس ابابا وتاسيسه للجبهه الشعبيه لتحرير اريتريا سنه 1977 بعد الانشقاق عن جبهه التحرير الاريتريه.

سجله كديكتاتور حافل بالانتهاكات الجسيمه لحقوق الانسان والتضييق علي الحريات، فهو لا يسمح بتنظيم انتخابات ولا يؤمن بالتعدديه الحزبيه، ويعد حزب الجبهه الشعبيه للديمقراطيه والعداله الحاكم هو الحزب الوحيد في البلاد منذ الاستقلال، ولم تجر اي انتخابات حتي الان. ولا يوجد برلمان ولا نقابات ولا اي مؤسسه من مؤسسات الدوله الحديثه.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل