المحتوى الرئيسى

مثنى وثُلاث ورُباع.. تاريخ تعدد الزوجات من الهند للعرب

08/31 16:30

الحب والعاطفه والعلاقه الانسانيه والجنسيه بين الرجل والمراه واحده من الاركان والركائز الاساسيه في الشخصيه البشريه، احتياج فطري وضعه الله في نفس الانسان، واسبغ عليه المتعه والشوق والاحتياج، ضمانًا لاستمرار النوع وعماره العالم، ومن هنا ترتبط جداره هذه العلاقات بحجم ما تحدده من هذه الشروط، المتعه والاشباع واستمرار النوع، ولا شكّ ان كثيرًا من العلاقات، منذ بدء المجتمع الانساني، شابها شيء من النقص وعدم الكمال، وهو ما دفع كثيرين من الرجال الي التفكير في علاقات اخري موازيه، لتنشا فكره تعدّد الزوجات، وبينما يتخيل كثيرون من الناس ان هذا المبدا امر اسلامي مرتبط بالنصوص الدينيه القرانيه ولا ظل له ابعد من ذلك، يحمل لنا تاريخ العالم القديم حقائق ومفارقات كبيره في هذا السياق، تكشف عن ان التعدّد عاده قديمه للغايه، عرفتها مجتمعات وحضارات سابقه عاشت وازدهرت قبل عشرات القرون، ونتتبعها نحن في هذه السطور، حسب ما اورده كتاب “موسوعه غرائب المعتقدات والعادات”، للكاتب محمد كامل عبد الصمد. 

اجاز هذا القانون الزواج من امراه ثانيه، ولكنه اشترط علي الرجل الحصول علي موافقه الزوجه الاولي، وخاصه اذا كانت تتمتع بسيره حسنه ومنجبه للاولاد، اما ان كانت سيئه الاخلاق او عقيمه او مريضه، فيجيز القانون للرجل الزواج دون موافقتها، وعلي الزوج التمييز في المعامله بين الزوجتين في الماكل والملبس والمسكن والاحترام، كل هذا اذا كانت الزوجة الثانية من طبقه ادني من طبقه الزوجه الاولي. 

من القوانين القديمه في هذا السياق ايضًا، قانون “حمورابي” البابلي، الذي اجاز للرجل الزواج من امراه ثانيه، اذا كانت زوجته عاقرًا او مريضه، علي ان تحتفظ الزوجه الاولي بمكانتها كسيده، وتُعدّ الزوجه الثانيه خادمه لها، وقد جرت التقاليد البابليه علي ان تشرف الزوجه العاقر علي زواج رجلها من جاريتها من اجل الولد، فاذا لم تلد الجاريه من حق الزوجة ان تبيعها.

كذلك اجازت الشريعه اليهوديه تعدد الزوجات، وجمع ملوك بني اسرائيل بين عده زوجات، وحدّد التلمود عدد النساء بعد ذلك بـ 4 زوجات، وقد ظل اليهود علي هذه الحال الي ان منع الاحبار الربانيون تعدّد الزوجات، من اجل ضيق المعيشه لليهود وعدم تمكّنهم من الايفاء بمتطلبات التعدّد في هذه العصور.  

لم تمنع المسيحيه تعدد الزوجات بصوره صريحه، ولكنها وضعت شروطًا وتفاصيل تقود الي منعه او عدم التمكّن من اتيانه، بينما دعت فرقه مسيحيه تسمي “المورمون” الي التعدّد، بشرط ان تكون الزوجه الاولي هي المفضله عن الزوجات الاخري، وهي الوحيده التي تحمل لقب زوجها، ولكن قررت الكنيسه المسيحيه بجميع مذاهبها وتوجهاتها منع التعدّد في مرحله لاحقه من تاريخها، وابطال الزواج الثاني، وتشدّدت في ابطال الامر وقطع الطريق علي فكره التعدّد، الي درجه انها لم تعتدّ بعقم المراه ولم تعتبره مبرّرًا للطلاق او للزواج من امراه اخري. 

تفشت ظاهره تعدد الزوجات في مجتمع الجاهليه، لاشباع الغريزه الجنسيه وتوفير قدر اكبر من المتعه، خاصه وانهم كانوا شديدي الولع بالمراه والعلاقات الجنسيه، وكانوا يحبون الانجاب كثيرًا، علي خلفيه الطبيعه القبليه للمجتمع التي تتفاخر بالبينين والكثره العديده وتخوض حروبًا وصراعات كثيره ومتواصله، فكان العرب يعتبرون كثره الاولاد قوه وتاثيرًا، ومهابه من الاعداء.

والثابت تاريخيًّا في امر ظاهره تعدّد الزوجات، ان البشريه قد عرفتها منذ اقدم العصور، وكانت ظاهره منتشره بين المصريين القدماء وقبل الاسلام، واشهر ملوك مصر القديمه في الجمع بين زوجات كثيره هو الملك رمسيس الثاني، الذي كانت له 8 زوجات وعشرات المحظيات والجواري، وانجب اكثر من 150 ولدًا وبنتًا، واسماء زوجاته ومحظياته واولاده منقوشه كلها علي جدران المعابد حتي اليوم. 

كان تعدد الزوجات منتشرا في شبه الجزيره العربيه، المملكه العربيه السعوديه واليمن حاليًا، منذ ما قبل الاسلام، وروي الامام البخاري ان “غيلان الثقفي” اسلم وكان له 10 من النساء، فقال له النبي “صلي الله عليه وسلم”: “اختر منهن 4 فقط”، فعندما جاء الاسلام لم يمنع تعدد الزوجات، ولكن قيّده ووضع له شروطًا عمليه وايمانيه، نصّت عليها احكام قرانيه، اباحت التعدد بشرطين:

1- العدل والمساواه بين الزوجات في الحقوق.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل