المحتوى الرئيسى

كيف تحولت من جزيرة فقيرة إلى نمر آسيوي؟.. دروس من قصة صعود سنغافورة في 50 عامًا

08/30 16:18

قبل 50 عامًا استقلت سنغافوره تلك الجزيره الفقيره بالموارد الطبيعيه التي لا يتجاوز مساحتها 710 كيلو مترات عن ماليزيا، لكنها اليوم باتت رابع اهم مركز مالي في العام وخامس دوله من حيث الاحتياطي النقدي بـ 170 مليار دولار، بفضل فكر رجل واحد هو لي كوان يو الذي وافته المنيه قبل 5 اشهر.

حصلت سنغافوره علي استقلالها عام 1965، وتولي دفه اداره الحكومه لي كوان يو الذي كان لزامًا عليه مواجهه مشكلات كالبطاله وازمه السكن والفساد الاداري والركود الاقتصادي.

لي كوان يو، حول بلاده الفقيره، الي ابرز مركز اقتصادي واحد "النمور الاسيويين" ومركزا اقليميا ماليا وسياحيا يتميز بالتكنولوجيا المتطوره وخصوصا في مجال الصحه.

وبالنسبه للبطاله تم تخفيضها من 14% عام 1965 الي 1.8 عام 1995 وطوال 25 عاما بقي معدل الزياده الفعليه في الاجور اقل من 5%، ورغم ارتفاع البطاله الي 3.2% عام 1998 الا ان الحكومه صدقت مع النقابات علي اجراءات استهدفت خفض الاجور وغيرها من النفقات بنسبه 15% بدءًا من يناير 1999.

في مجال مكافحه الفساد، انشات سنغافوره جهازا خاصا بالتحقيق في قضايا الفساد ومكافحتها بصلاحيات واسعه في التحقيق والاعتقال واستدعاء الشهود، بالاضافه الي صلاحيه الاطلاع علي الحسابات البنكيه والذمم الماليه الخاصه بالمتهمين بشبه الفساد وكل افراد عائلتهم ايضا.

في كتابه "من العام الثالث الي الاول.. قصه سنغافوره 1965 ـ 2000" ، قال لي كوان يو ان عدد سكان سنغافوره في خمسينيات القرن العشرين كان اكثر قليلاً من مليون نسمه 75.4% منهم صينيون و13.6% ملاين و8.6 هنود في مساحه تعد حاليًا اصغر دوله في جنوب شرق اسيا.

سياسات الحكومه السنغافوريه، رفعت مستوي دخل الفرد من الناتج المحلي من 400 دولار عام 1959 حين استلم منصب رئيس الوزراء الي 12.2 الف دولار عام 1990 ثم 22 الف دولار عام 1999، ثم 35 الف في 2000، و50 الفًا في 2010.

طريق سنغافوره لم يكن مفروشا بالورود، ففي عام 1965 كانت الحكومه تواجه مستقبلا كئيًبا حتي انها طالبت وزير ماليتها كيم سان ارسال وفد تجاري الي افريقيا بحثا عن اي فرصه للعثور علي اعمال تجاريه، وعاد دون ان ينجح في اقامه علاقات تجاريه قويه.

وفي عام 1959 اقتنعت الحكومه ان التصنيع هو السبيل الوحيد للبقاء حيث وصلت الي الحدود القصوي من استيراد وتصدير السلع ودلائل المستقبل لا تبشر بخير حينها علي حد قول ليو في مذكراته، واقترح احد مصنعي المشروبات الغازيه حينها ان تروج البلاد للسياحه وتم تشكيل هيئه تروج للسياحه، كما قامت بالتركيز علي انشاء وتشغيل المصانع وحمايه مصانع تجميع السيارات والثلاجات والمكيفات والراديو والتليفزيون والمسجلات، املاً في ان تصنع محلًيا في المستقبل.

كما شجعت رجال الاعمال المحليين في اقامه مصانع للزيوت النباتيه وادوات التجميل ومصانع مبيدات الحشرات ومراهم الشعر وورق الجس وحتي كرات النفتالين، واجتذبت مستثمرين لبناء مصانع الدمي والملابس والنسيج.

ورغم ذلك كانت منطقه جورونغ في تلك الفتره خاليه رغم المبالغ الضخمه التي تم انفاقها عليها، وفي عام 1961 انشات سنغافوره هيئه التنميه الاقتصاديه بحيث لا يحتاج المستثمر التعامل مع عدد كبير من الادارات والوزارات بحيث تلبي جميع متطلبات المستثمرين فيما يتعلق بالارض والطاقه والمياه وسلامه البيئه والعمل.

وبعدها بتسع سنوات اصُدرت تصاريح لـ 93 مستثمرًا رائجًا اذ اعطت الحكومه المستثمرين اعفاءً من الضرائب لمده 5 سنوات وامتدت لعشر بالنسبه للذين سرت تصاريحهم بعد عام 1975.

في عام 1997 كان لدي سنغافوره 200 شركه امريكيه مصنعه تستثمر 10 مليارات دولار، ركزت الحكومه علي التخطيط للاهداف الاقتصاديه محدده المده، التي يمكن تحقيقها ضمن اطارها ومراجعه الخطط وتعديلها بانتظام وبصوره دوريه لتتناسب مع الواقع والمستقبل، والدخول بصناعات جديده مثل مصانع الحديد والفولاذ الوطنيه والصناعات الخدميه والنقل البحري والجوي والتامين.

وتحولت سنغافوره تدريجيا من الصناعات الخفيفه مثل النسيج، والملابس، والمواد البلاستيكيه الي صناعات متطوره كالالكترونيات، والمواد الكيميائيه، والهندسه الدقيقه، وعلوم الطب الحيوي.

وفي تفسيره لنجاح التجريه السنغافوريه يقول ليو انها الثقه هي التي جعلت المستثمرين الاجانب يوفدون اليها لانشاء مصانع وشركات، موضحًا ان كل من توقع حين انفصالها عن ماليزيا بانها ستصبح مركزا ماليًا كان يعتبر مجنونًا.

أهم أخبار اقتصاد

Comments

عاجل