المحتوى الرئيسى

الجزائر تخصص شواطئ للنساء فقط لمواجهة التحرش

08/30 14:31

"للنساء فقط"، انه شعار النادي السياحي "مارينا بالم" علي مدخل بوابته في محاوله لاستقطاب النساء للشاطئ. فهل يشكل توافد النساء عليه انصياعا لمواقف التشدد ام هروبا من ظاهره التحرش المتفشيه وضعف الاوضاع الامنيه هناك.

"جئت الي هنا بحثا عن الراحه التي افتقدناها في الشواطئ الاخري"، هكذا اجابت السيده مريم (45 سنه)، ربه بيت، وهي تستعد لركوب سيارتها مع بناتها الثلاثه، علي سؤال DWحول سبب اختيارها لمركب "مارينا بالم" الواقع ببلديه برج البحري شرق العاصمه. وتضيف السيده مريم " ان الامن والخصوصيه التي يمنحها الشاطئ لي ولبناتي هي اهم ما يميز المكان، علاوه علي المرافق والخدمات المتميزه التي يسهر طاقم المركب علي تقديمها باحترافيه. كل ذلك يشجعني كل مره علي اختيار هذا الفضاء لقضاء ايام عطله الاسبوع مع بناتي".

وتؤكد السيده بواريو المديره المسيره للنادي (زوجه صاحب المشروع)، بان شاطيء "مارينا بالم" يعتبر الشاطئ الوحيد في الجزائر المخصص "للنساء فقط"، ويوفر لهن كل الخدمات للاستمتاع بزرقه البحر واشعه الشمس.

وتضيف السيده بورايو لـDW "ان فكره المشروع روادتنا خلال اقامتنا في الامارات العربيه المتحده، التي توجد بها العديد من الشواطيء والنوادي الخاصه بالسيدات، والتي تحظي بشهره عالميه مثل شاطيء "الجميرا" بدبي، فعملنا علي استنساخ التجربه في الجزائر. و بالرغم من العراقيل التي واجهتنا – ولا تزال قائمه – فاننا نسعي الي تقديم خدمه سياحيه متميزه لنساء الجزائر علي مدار ايام الاسبوع، بعد ان كنا نخصص لهن اياما معدوده فقط منذ افتتاح النادي سنه 2010".

وتؤكد نوال، (26 سنه) موظفه بشركه خاصه، ومتحجبه، وزبونه دائمه للشاطيء منذ ثلاث سنوات، "ان المكان اصبح يعج بالمصطافات علي مدار ايام الاسبوع، حتي انه اضحي من المستحيل ان تجد مكانا بعد الحاديه عشر صباحا، رغم ان المكان به اربعه احواض للسباحه و 60 مكانا للاستلقاء مجهزه بالكراسي والمظلات".

وتضيف نوال لـDW ان " فكره شاطيء خاص بـ"النساء فقط"استهوت جميع صديقاتي وافراد عائلتي، واصبحوا من رواده، لما يمنحه المكان من حريه في اللباس والحركه، بعيدا عن اعين الرجال والتحرشات".

وتضيف نوال قائله: " يرتاد هذا الشاطيء نساء من كل فئات المجتمع وطبقاته المختلفه وكل امراه لها ما تنشده من الشاطئ ويحقق رغباتها، فانا شخصيا وباعتباري محجبه، فقد اعاد لي المكان علاقه العشق القديمه مع البحر، ومتعتي بالسباحه بـ”البيكيني”، التي افتقدتها منذ ارتدائي للحجاب، فالنادي وفر لي الاستمتاع دون ان يخالف ذلك مبادئي التي اؤمن بها".

وبات فتح شواطئ جديده للجنس اللطيف بالولايات الساحليه في السنوات الاخيره مطلب الكثيرات من النساء المحجبات وغير المحجبات، فيما يري فيه رجال الاعمال استثمارا مضمون الارباح، حيث تعمل الكثير من المنتجعات والمركبات السياحيه علي فتح شواطئ للنساء او تخصيص ايام لهن هناك، بعد ان اصبح ذلك “مطلبا ملحا للمصطفات والعائلات الجزائريه”-، كما يقول مدير مركب اديم بزموري البحري في تصريح لـDW.

" ليس علي حساب مبادئ الدين"

وتري علياء، (30 سنه) صحفيه بقناه تلفزيونيه خاصه انه “ليس من المعقول ان لا يقتطع للنساء اماكن خاصه بهن علي الشريط الساحلي الممتد علي طول 1200 كلم، وتضيف علياء لـDW : “الجزائريات بحاجه لمثل هذه الشواطئ- لجميع فئات وطبقات المجتمع – للاستجمام والاسترخاء وتفريغ الضغوطات النفسيه وتحسين المزاج دون ان يكون ذلك علي حساب قيم ومبادئ الدين الاسلامي، ففي الغرب ايضا يتم احترام خصوصيه الافراد ويخصص لكل فئه شاطئها الخاصه، فنجد شواطئ للعراه واخري للمومسات”.

ويري الشيخ عبدالفتاح يعوس، امام مسجد الرحمه بالعاصمه، بان علي الدوله تشجيع فتح شواطئ ومسابح خاصه بالنساء، حتي تستطيع “الساعيات للحشمه والرافضات للاختلاط بالرجال”، ممارسه رياضه السباحه، مضيفا ان ” السباحه ليست محرمه علي النساء، وانما يجب ان تكون في اطار الضوابط المنصوص عليها في الشرع″.

وتعتقد صاره، 33 سنه (مغتربه بفرنسا)، ان وجود شاطيء مثل “مرينا بالم” خاص بالنساء عموما وليس بالمحجبات فقط امر ضروري في ظل ما تشهده الشواطيء العامه بالجزائر من تدني للخدمات وغياب الامن وانتشار للسلوكيات السيئه، وتضيف لـDW : ” انا لست متحجبه، وارتاد شواطئ فرنسا بالبيكني، لكن في الجزائر يصعب جدا فعل ذلك بالشواطئ المختلطه، وحتي في تلك الشواطيء التي يقولون عنها انها للاغنياء والطبقه الراقيه، حيث تلاحقك نظرات الرجال كسهام في جسدك علاوه علي التحرش الذي لا تسلم منه اي امراه مهما كان لباسها”، وتضيف المتحدثه: ” اقضي هنا ثلاثه ايام في الاسبوع من الساعه العاشره الي السادسه مساء، واجد هنا كل ما يريحني ودون ان يعكر مزاجي او يلاحق احد جسدي بنظراته”.

ويستحسن بعض الرجال وجود شواطئ خاص بالنساء فقط، حيث يري عبد القادر (45 سنه)، تاجر، الذي وجدناه عند مدخل الشاطئ ينتظر زوجته وبناته، بانه مطمئن علي عائلته بهذا المكان بعد اطلاعه علي الاجراءات الامنيه التي يتم اتخادها لمنع متسللين للمكان، وقال لـDW :” في هذا المكان وجدنا “الحرمه” و”الاحترام”، واستطيع ان اترك افراد عائلتي هنا دون الخوف من ان يصيبهم سوء”، وعن سبب اختياره لهذا الشاطئ يضيف عبد القادر” ان زوجتي مريضه ونصحها الاطباء بممارسه السباحه، لهذا فهي تداوم علي زياره المكان كلما سنحت الفرصه بذلك”.

ومقابل ذلك يستهجن البعض وجود شواطيء للنساء فقط، معتبرين ذلك تراجعا عن المكاسب التي حققتها المراه الجزائريه. ويعتقد سليمان مدوري (50 سنه) قيادي بشركه سياحيه عموميه، ان مثل هذه الافكار التي تفصل بين الرجل والمراه غريبه عن المجتمع الجزائري، فهي افكار مستورده من دول الخليج العربي، ولن تزيد مثل هذه الممارسات الا في زياده مظاهر التشدد الديني والعنف ضد المراه”. ويضيف سليمان لـDW: “نحن بحاجه لمثل هذه المشاريع السياحيه بهدف استقطاب السياح الاجانب، وتعريف العالم بثرواتنا، وليس في حاجه لنوادي مغلقه تستجيب لعقليه بعض المتشددين الدينيين في المجتمع″.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل