المحتوى الرئيسى

الحلقات العلمية تخدم الإسلام بالصومال

08/30 12:16

تشتهر الصومال بالحلقات العلميه التي تعتبر جزءاً من العمليه التربويه والتعليميه السائده، وتهدف الي نشر الثقافة الإسلامية وتعزيز مكانه اللغة العربية داخل المجتمع الصومالي.

وعلي الرغم من ظهور طرق ومناهج جديده للتعليم ونشر الثقافه، فان الحلقات العلميه لا تزال الطريقه الافضل لتعليم شريحه واسعه من طلبه العلم عامه ولطلبه العلوم الشرعيه واللغه العربيه خاصه.

وبحسب ما جاء في كتاب" المشرع الروي" للشيخ محمد بن ابي بكر الشلي -احد مؤرخي اليمن عاش في القرن السابع الهجري- فقد كان طلبه العلم في مدن حضرموت ينهلون العلوم من حلقات مقديشو العلميه ثم يرجعون الي بلادهم بعد الانتهاء من الدراسه.

وتٌقام الحلقات العلميه في المساجد، حيث يجلس الطلاب علي شكل دائري يتوسطهم الشيخ فوق سجاده للصلاه او علي كرسي مخصص له، وهي عاده تعليميه قديمه متوارثه عند الصوماليين.

ويقول الشيخ علي حسن -امام مسجد السلام في مدينه بوصاصو- ان المساجد كانت ولا تزال تعتبر افضل مكان لتعلم العلوم الشرعيه واللغه العربيه في الصومال. واوضح للجزيره نت انه تتلمذ علي يد الشيخ ابي بكر حسن، وهو معلم في احد مساجد مدينه مقديشو، كما تعلم منه فنون اللغه العربيه.

ويفند الشيخ علي حسن مزاعم من يصفون الحلقات العلميه بانها لا تراعي الاساليب والوسائل العلميه المطلوب توفرها لدي المؤسسات التعليميه. وذكر الشيخ ان هناك ادابا ووسائل يتبعها الشيخ والقائم بمهمه تعليم الراغبين في الدراسات الإسلامية واللغه العربيه.

ويقول الشيخ علي حسن ان الطالب لا بد ان يدرس اولاً كتاب "تعليم المتعلم طريقه التعلم" عن طريق شيخه، كاول كتاب يعلمه احترام الشيخ والعلم معاً، حتي يكون الطالب علي درايه تامه بما له وما عليه.

ويضيف الشيخ علي حسن ان الطالب الراغب في تعلم الشريعه وعلومها يشترط عليه ان يتعلم اولاُ فنون اللغه العربيه، حيث يبدا بدراسه كتاب متن الاجروميه في علم النحو، و"بعد تفرغه منه يتجه الي كتاب نظم العمريدي، يليه كتاب الكواكب الذريه، وبعده كتاب قطر الندي، الي ان يدرس كتاب قواعد الاعراب في علم النحو".

ولا يسمح للطالب بالجلوس -يواصل الشيخ علي حسن- الي حلقه علوم التفسير او الحديث او الفقه ما لم يتقن جيدا فنون اللغه العربيه.

ويقول الخبير التربوي والمتخصص في مناهج وطرق تدريس التربية الإسلامية محمد فاهيه عيسي ان نظام الحلقات العلميه في الصومال له ايجابيات كثيره بالمقارنه مع سلبياته المحدوده.

ويضيف محمد فاهيه في حديث للجزيره نت "نظام الحلقات العلميه في الصومال له ايجابيات كثيره منها علي سبيل المثال اتقان الدارس للعلوم التي يدرسها، مع تخصص الطالب في فن معين من فنون العلوم الشرعيه او العربيه".

بيد انه اشار لعدد من السلبيات قال انه لاحظها خلال تتبعه لنظام الحلقات العلميه المنتشره في الصومال، ولخصها في غياب روح الابداع نتيجه روح التقليد السائده في الحلقات العلميه، والتي تصطدم بصوره مباشره مع معاني الابتكار والتجديد.

ويضيف محمد فاهيه ان "الدارس في الحلقات العلميه تنقصه الثقافه في المعارف العامه كالتعامل مع الحاسوب، وهم غير مواكبين لما يحيط بهم من احداث، وهي مشكله تحتاج الي ان نضع لها حداً وتتطلب جهودا لاحداث توازن في منظومه التربيه والتعليم مستقبلاً". 

اما الباحث في التاريخ والتراث الصومالي محمد عمر احمد فيقول ان الحلقات العلميه رافقت دخول الاسلام الي الصومال في القرن الاول الهجري كوسيله تعليميه ودعويه في ان واحد.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل