المحتوى الرئيسى

43 مٓعلماً أثرياً يمنياً تضرّرت و6 منها مهددة بالاندثار

08/30 10:57

بالرغم من ان الحكومه والبعثات الدوليه لم تمسح سوي 30% من اثار اليمن، فهنالك ثلاثه واربعون معلماً منها تضرّرت وباتت مهدده بالاندثار، بسبب عمليات القصف والتدمير التي تشنها طائرات التحالف وجماعه الحوثي.

في محافظة مأرب شرقي اليمن يقع سد مارب الذي يُعد احد اقدم السدود الحجريه في العالم، ويعود الي الألفية الأولى قبل الميلاد. ببنائه اراد السبئيّون حصر مياه السيول والانتفاع بها، وعلي مر تاريخه، عاني السد من انهيارات كثيره ادخلت عليه تشوهات واوقفت عمله. وهو يبعد عن السد الجديد ثلاثه كيلومترات.

وقال الدكتور محمد العروسي، استاذ التاريخ في جامعة صنعاء، لرصيف22 ان "سد مارب بُني علي مراحل مختلفه واخر ترميم له كان في القرنين الخامس والسادس الميلاديين، ويظهر فيه نقش بخط المسند، الخط اليمني القديم، يشير الي وصول ابرهه الحبشي اليه اثناء ظهور الدعوه الاسلاميه".

وقال وكيل وزاره السياحه اليمني مطهر تقي: "استُهدف سد مارب القديم ست مرات من طيران التحالف، وهُدمت اجزاء منه في الجانبين الايمن والايسر، اي ما يُسمّي بالصدف الايمن والصدف الايسر، وتاثرت نقوش الصدفتين كما تاثرت ماده القضقاض التي بني بها السد وهي تشبه ماده الاسمنت اليوم". واضاف انه "من خلال الصور التي وصلتنا للدمار الكبير الذي حلّ بالسد، هنالك صعوبه في اعاده اعماره".

واشار المتخصص في التاريخ اليمني خليل العمري الي ان "قصف مصارف سد مارب بالطيران كان عبثياً، وضرباً للارث والتاريخ اليمنيين، لانه لا يوجد فيه مسلحون حوثيون او موالون للرئيس السابق علي عبد الله صالح. وهذا السد قديم وهش البنيه، وتهديمه سهل. كما لا يمكن ترميمه، فهو ليس منزلاً ولا قصراً حتي يعاد تجديده ويبقي محافظاً علي تاريخه".

"هذه البيوت تعيش علي كف عفريت"، قال السبعيني علي محمد. واشار باصبعه نحو صنعاء القديمه المحاطه بسور يمتد علي ارتفاع ثلاثه امتار. وتابع: "يُقال ان سام ابن نبي الله نوح هو من قام بتاسيس صنعاء القديمه، علي اعلي هضبه في شبه الجزيره العربيه. واليوم عقب الاف السنوات يدكها قصف همجي من دون مبالاه او مراعاه لتاريخها".

واكد رئيس الهيئه العامه للحفاظ علي المدن التاريخيه الدكتور ناجي ثوابه، ان "سته منازل تهدمت بشكل كلي في حي القاسمي، يصل عمرها الي 800 عام، بينما تعرض اربعه الاف منزل ومعلم اثري لاضرار مختلفه من مجموع تسعه الاف منزل، هي كل منازل ومعالم صنعاء القديمه". واضاف: "سوف نعيد بناء المنازل المهدمه بالطريقه المعماريه نفسها التي كانت عليها، وسنحاول استنساخ ما تدمر. وقد قمنا بانزال المخططات للبدء، غير ان المهندسين العسكريين يؤكدون انه لن تتم اعاده بناء المنازل المهدمه حتي يُزال صاروخ اطلقته احدي طائرات التحالف، ولا يزال قابعاً بين انقاض المنازل".

وعلق الدكتور العروسي: "تشقق الكثير من منازل صنعاء القديمه بفعل الغارات التي استهدفت مخازن الاسلحه في جبل نقم المطل علي المدينه، وهذا ما ادي الي تشوهات داخلها بعد ان كانت عباره عن متحف مفتوح، يعكس لوحه بانوراميه لمعالم صنعاء القديمه".

جمعت قلعه القاهره، في محافظه تعز جنوب غرب اليمن، في اركانها حقبات تاريخيه عدّه. وبُنيت علي مراحل سبقت ظهور الاسلام كما تشير الاثار المنتشره فيها، وشهدت اعمال ترميم في العصرين الايوبي والرسولي، وفي العصرين العثماني والحديث، نظراً لانها استُخدمت كثيراً كقلعه عسكريه فتضررت".

وقالت وكيله الهيئه العامه للحفاظ علي المدن التاريخيه امه الرزاق جحاف ان "غارات جويه استهدفت قلعه القاهره التاريخيه، ما ادي الي تدميرها بشكل شبه كامل، وتكبّدنا خساره تاريخيه كبيره، كونها من ابرز معالم الهويه الثقافيه والتاريخيه لليمن".

واضافت: "في الخمسينيات من القرن الماضي، خُصصت للسجناء السياسيين وتحولت بعدها الي مزار تاريخي. وهي من اهم مصادر الدخل السياحي للبلاد". وتابعت: "خسرنا قلعه القاهره لانه لم يعد ينفع معها الترميم".

بُني عام 2002 في محافظه ذمار شمال اليمن، وضمّ 12.500 قطعه اثريه نادره تعود الي العصور الحميريه والسبئيه والاسلاميه، ويصل عمر بعضها الي الفي عام.

وشرح نائب مدير عام الاثار والمتاحف في اليمن عبد الكريم البركاني وضع المتحف لـرصيف22 قائلاً: "دمّر طيران التحالف متحف ذمار كلياً بسبب استهداف بضعه حوثيين كانوا قد استولوا عليه العام الماضي، تزامناً مع سقوط صنعاء في يد جماعتهم، وتحولت القطع الاثريه التي كان يحتوي عليها الي قطع صغيره، وتدمرت اجمل تحفه معماريه في اليمن، وهي المنبر الفريد لجامع ذمار التاريخي". وتابع: "انزلنا فريقاً متخصصاً بالتعاون مع الهيئه العامه للاثار وجامعه ذمار، وتم تجميع نحو 500 قطعه اثريه صالحه. وهناك اثار اخري لا تزال تحت انقاض المتحف".

يقع قصر الحجر شمال العاصمه اليمنيه صنعاء وتحديداً في وادي ظهر، ويضم سبع ادوار مشيّده فوق صخره من الجراتين، ويعود تاريخه الي العصر الحميري ويصل عمره الي ثلاثه الاف عام.

واكد رئيس الهيئه العامه للاثار والمتاحف "تدمير القصر جزئياً بسبب قصف طائرات التحالف، التي لم تستهدفه بشكل مباشر، بل استهدفت منطقه وادي ظهر التي يقع فيها، وهذا ما ادي الي تضرره".

وروي استاذ الاثار والفنون الاسلاميه في جامعه صنعاء الدكتور غيلان حمود ان "علي بن صالح العماري، الذي اشتهر بالهندسه المعماريه والفلك والادب، قام بتصميم قصر دار الحجر علي انقاض معبد قديم او حصن، كما تشير بعض الروايات، وهو من التحف والمزارات الرائعه، التي تمثل رمزاً من رموز البناء الفريد في اليمن، وتؤرخ لفتره ازدهار العماره والبناء، سواء من جهه موقعها او موضعها. وقد تعرض محيط هذا الموقع الي قصف عنيف، اثّر علي جدران وزخارف المبني من الخارج والداخل، وهو يحتاج الي ترميم، وبامكاننا انقاذه عبر تدخل سريع لان اهدار الوقت ليس لمصلحتنا".

تعرف ايضاً بقلعه القشله، وتقع في محافظه الحديده غرب اليمن، يعود تاريخها الي العهد العثماني الاول (950 هـ.)، حين شُيّدت علي قمه جبل الشريف غرب مدينه باجل.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل