المحتوى الرئيسى

أسرار الخلاف المصري – السعودي حول القوة المشتركة

08/29 19:39

الرياض طلبت تاجيل اجتماع تشكيل القوه العربيه المشتركه لنزع الغطاء العربي عن مساع مصريه اماراتيه للتدخل العسكري في ليبيا

التقارب المصري - السوري يزعج الرياض.. وفيتو سعودي - تركي ضد اي دور مستقبلي للاسد

قررت جامعه الدول العربيه، تاجيل اجتماع مجلس الدفاع العربي، المكون من وزراء الخارجيه والدفاع العرب، والذي كان مقررًا عقده يوم الخميس الماضي لمناقشه بروتوكول تشكيل "القوه العربيه المشتركه"، الي اجل غير مسمي بناء علي طلب السعوديه.

وقالت الامانه العامه للجامعه العربيه في بيان انه "تقرر تاجيل الاجتماع" الذي كان مقررًا الخميس بعد تلقي الجامعة العربية مذكره من السعوديه تطلب الارجاء وتاييد البحرين وقطر والكويت والامارات والعراق لهذا الطلب.

وهذه المره الثانيه التي يتم فيها تاجيل الاجتماع، حيث كان مقررا عقده اواخر يوليو الماضي، وتم الاعلان عن تاجيله لـ27 اغسطس الجاري، قبل تاجيله مجددًا الي اجل غير مسمي، ما اثار تساؤلات عن اسباب التاجيل.

وكان قرار تشكيل القوه قد اتخذ في القمه العربيه الاخيره في شرم الشيخ في مارس الماضي، بعدما اقترحت مصر انشاءها "دفاعًا عن الامن القومي العربي ومكافحه الارهاب الذي يتهدد العديد من الدول العربيه، وفي ظل استفحال تنظيم داعش"، الا ان اقرارها عمليًا يبدو متعثرًا.

ويعزو محللون التاجيل الي التوتر الذي يخيم علي العلاقات المصريه - السعوديه، بعد ان كانت قد شهدت طفره تكللت بزياره ولي ولي العهد السعودي محمد بن نايف للقاهره مؤخرًا ولقائه بالرئيس عبدالفتاح السيسي والفريق اول صدقي صبحي، وزير الدفاع.

واضافوا ان الطلب الذي تقدم به مندوب السعوديه بجامعه الدول العربيه لتاجيل اجتماع مجلس الدفاع العربي لم يكن مستغربًا في ظل التحفظ السعودي الخليجي علي تشكيل "القوه العربيه المشتركه".

واوضحوا ان "تجاوب السعوديه مع الجهود المصريه بهذا الصدد، كان في اطار مسعي لدفع مصر للانخراط بقوه في دعم عمليه "عاصفه الحزم" باليمن بقوات بريه وهو ما لم تتجاوب معه القاهره بقوه، بشكل دعا الرياض للعوده لتحفظاتها لاسيما انها تحظي بدعم عدد من الدول الخليجيه".

وهو ما اكده مقربون من دوائر الحكم بالسعوديه، اذ قال الكاتب السعودي جمال خاششقجي ان "القوه العربيه المشتركه لن تري النور"، ما اُعتبر تراجعًا من السعوديه عن تاييدها التكتيكي المؤقت لهذه القوه، وانحيازها للقوي العربيه الرافضه لتشكيل القوه التي يعتبرها الرئيس عبدالفتاح السيسي ذراعًا لتحقيق حلمه باخضاع الثوار الليبيين وتشكيل حكومه مواليه له تمكنه من السيطره علي نفط الشرق الليبي وتوظيفه لانقاذ الاقتصاد المتداعي من ازمته.

وبحسب هؤلاء، فان "مطالبه الرياض بتاجيل اجتماع وزراء الدفاع والخارجيه العرب جاء لقطع الطريق علي مساعي القاهره وبعض الدول العربيه المعارضه للربيع العربي لايجاد غطاء عربي للتدخل في ليبيا بهدف مواجهه تنظيم الدوله الاسلاميه  "داعش" وتمدده في الشرق الليبي، وهو الهدف الذي يخفي الهدف الاستراتيجي هو دحر الثوار الليبيين وتمكين خليفه حفتر وبرلمان طبرق وحكومه الثني من مقاليد الامور في ليبيا، وهو امر لا يحظي بدعم الرياض".

وتري الرياض ـ بحسب المحللين ـ ان "مساعي بعض الدول العربيه للتدخل في ليبيا والانحياز لفصيل سياسي مسئول عن تعثر جهود مندوب الامم المتحده برناردينو ليون لازاله العقبات امام الوصول لاتفاقيه تنهي الازمه الليبيه هو ما دفع الرياض لرفع غطائها عن هذه القوه، ودفع هذه الدوله للبحث عن خيارات جديده للتدخل في ليبيا علي غرار ما شهده عام م 2014من هجمات طائرات مجهوله علي اهداف تابعه للثوار الليبيين ومطار معتيقه الدولي لترجيح كفه عمليه الكرامه التي يقودها خليفه حفتر".

وقال الدكتور خالد الزعفراني، الباحث في شئون الحركات الاسلاميه، ان الانحياز لفصيل معين في ليبيا سيزيد من حده التوتر في الداخل الليبي ويمثل تكثيفًا للحمله علي التيار الاسلامي "السني" الذي تتجه الاستراتيجيه السعوديه للمراهنه عليه خلال المرحله القادمه، لصد المد الايراني والتمدد في كل من اليمن وسوريا والعراق، بعد ان غدا يمثل خطرًا شديدا وغير مسبوق علي الامن القومي السعودي".

واعتبر الزعفراني، ان "التقارب السعودي مع التجمع اليمني للاصلاح وحركه حماس الفلسطينيه، وهما حركتان محسوبتان علي جماعه الاخوان المسلمين سيكون له تاثيرات بلا شك علي الموقف السعودي من الازمه الليبيه، ما يدعوها لتبني موقف متحفظ من اي تدخل عربي منحاز لاحد اطراف الصراع الليبي".

ولم يستبعد الزعفراني ان تقف السعوديه موقفًا معارضًا لرفع حظر تصدير السلاح الي حكومه عبدالله الثني وبرلمان طبرق المنحل، باعتبارهما يفتحان الطريق امام تعثر جهود السلام في ليبيا، مؤكدًا ان طلب الرياض تاجيل اجتماع وزراء الدفاع والخارجيه لتشكيل القوه العربيه كان بهدف الحيلوله دون القيام بعمل عسكري عربي ضد "داعش" كغطاء للقضاء علي ثوار ليبيا.

ولا تتوقف الخلافات بين مصر والمملكة العربية السعوديه عند حد القوي العربيه المشتركه ولا الازمه الليبيه، بل تمتد الي الازمه السوريه؛ فالرياض لا تبدي استياءها من الدعم المصري المبطن لحكم بشار الاسد، ومساعيها لضمان دور له في سوريا المستقبل.

وهو موقف لا يحظي باي اي قبول لدي الرياض وعواصم اقليميه مهمه مثل انقره والدوحه، حيث تريان ان اي مستقبل للاسد لا يجب ان يكون مطروحًا علي مائده التفاوض في حين ان القاهره تري ان تامين دور للنظام السوري سواء ببشار او بدون هو السبيل الوحيد للحفاظ علي وحده البلاد وهو موقف يلقي معارضه مع القوي المناهضه للاسد.

واقر الدكتور طارق فهمي استاذ العلاقات الدوليه بجامعه القاهره، بوجود تباينات بين القاهره والرياض فيما يتعلق بعدد من الملفات من بينها الملفان السوري والليبي، حيث تفضل الرياض امكانيه التسويه السياسيه مع القوي الثوريه، من بينها الحركات الاسلاميه فيما تري مصر ان تمدد داعش من الحدود المصريه تشكل خطرًا شديدا علي امنها القومي.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل