المحتوى الرئيسى

ماذا جاء في كتاب «تفسير التوراة باللغة العربية.. تاريخ ترجمات أسفار اليهود المقدسة ودوافعها»

08/29 06:54

يعد كتاب «تفسير التوراه باللغه العربيه.. تاريخ ترجمات اسفار اليهود المقدسه ودوافعها»، لمعده سعديا بن جاؤون بن يوسف الفيومي، شكلاً من اشكال الترجمه التفسيريه للنصوص.

ويبين الكتاب ان اسفار اليهود المقدسه من اقدم الاثار الدينيه التي وصلت الينا مدونه في لغتها الام، اللغة العبرية، وهذه الاسفار التي يطلق عليها العهد القديم، واصبحت تسميه الكتاب المقدس تشمل اسفار العهدين القديم والجديد وذلك بعد ظهور المسيحيه.

ويقدم سعديا في كتابه تفسيراً لاسفار التوراه الخمسه: التكوين، الخروج، اللاويين، العدد، التثنيه. ويستخدم في ذلك الحروف العبريه واللغه العربيه.. وهذا اسلوب كان شائعاً ومتبعاً لدي يهود العصر الوسيط سواء في المشرق العربي او في الاندلس الاسلاميه. ويعرف هذا الاسلوب حديثاً بالعربية اليهودية.

ومؤلفات سعديا كتبها كلها بهذه الطريقه ويعزي سبب ذلك الي ان العبريه لم تكن اللغه المستخدمه التي يسهل كتابه مؤلفات بها. ويعد هذا الكتاب شكلاً من اشكال الترجمه التفسيريه للنصوص واسعه الافق وانموذجاً للغه العربيه التي امتلك ناصيتها احبار اليهود في القرنين التاسع والعاشر الميلاديين، وهو تفسير بسيط لنص التوراه فقط محرراً بمعرفه العقل والنقل كما يوضح المؤلف.

ويوضح المؤلف هدفه من وضع الكتاب قائلاً: «اخراج معاني الكتاب المقدس من كتب النبوه المسمي التوراه من اللغه القديسه الي اللغه الغالبه علي زمان المخرج له ووطنه».

ويبين بعد ذلك الدافع الذي جعله يقدم علي هذا العمل فيقول: «.. لان بعض الراغبين سالني ان افرد بسيط بعض التوراه في كتاب مفرد لا يشوبه شيء من الكلام في اللغه مصرفها ومبدلها ومقلبها ومستعارها، ولا يدخل فيه قول من مسائل الملحدين ولا من الرد عليهم ولا من فروع الشرائع العقليه ولا كيف تعمل السمعيه الا اخراج نص التوراه فقط».

وساعد سعديا في انجازه الكتاب علمه بالديانة اليهودية، وتاثره الكبير بالثقافه العربيه والاسلاميه وعلماء الكلام، ومعرفته الواسعه بالنحو العبري، فضلاً عن تمتعه بحس ديني ولغوي.

وجميع ذلك خدمه في ان تاتي هذه الترجمه معبره عن المضامين التي تضمنها النص العبري مباشره، وذلك عكس الترجمات المسيحيه التي تمت عبر الترجمه اليونانيه والترجمه اللاتينيه. ومن مميزات هذه الترجمه انها ايضاً تجنبت الحرفيه الي حد كبير وهو ما جعل صاحبها يستخدم عنوان تفسير التوراه بالعربيه، وربما كان هذا العنوان اشاره ضمنيه منه لصعوبه ترجمه النصوص الدينيه.

ويبين الكتاب الاثار الواضحه للحضاره العربيه الاسلاميه في الترجمه علي المستويين اللغوي والديني؛ اذ اثر سعديا استخدام الفاظ عربيه تناسب عقليه البيئه التي يعيش فيها، او استعاره النص القراني في بعض الاحيان، او ترجمه اسماء الاماكن بما كانت تعرف به في عصره.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل