القنوات اللبنانيّة تستعدّ لليوم الطويل

ينتظر استحقاقٌ مهمّ وسائل الاعلام اليوم، يتمثّل بمواكبه تظاهره ساحة الشهداء عند السادسه مساءً. بعد اسبوع تخبّطت فيه الشاشات بحثاً عن النبره الانسب للتعاطي مع التظاهرات، بدات تعدّ العدّه منذ الامس للحدث.

قناه «ام تي في» عرضت اغنيه «بدّي غيّر النظام» لغدي واسامة الرحباني (انتاج 1997)، واطلقت عدّاداً علي يسار شاشتها، للتدليل علي الوقت المتبقي للتظاهره، مُرفقاً بوسم «طلعت ريحتكم». وبثّت القناه اعلاناً تريوجيّاً للتظاهره، وضعت فيه «خريطه طريق» للمطالب الشعبيّه «الاصحّ». وجاء في الاعلان ذي النبره الابويّه: «الطبقه السياسيّه كلّها فاسده، ولكي لا نضيّع الهدف، ولانّ سقوط الحكومة يذهب بالبلد الي المجهول، الاصح اوّلاً ان تطالبوا بنزول كلّ النواب الي المجلس، وانتخاب رئيس، ثمّ تشكيل حكومه تكنوقراط، حلّ مجلس النوّاب واجراء انتخابات، تطبيق اللامركزيّه الاداريّه».

من جهتها، خصّصت «ان بي ان» الجزء الاوّل من نشره اخبارها المسائيّه امس، للتحضيرات في النبطيه وبيروت لمهرجان الوفاء للامام موسي الصدر، في ذكري تغييبه، الي جانب مواقف الرئيس نبيه برّي، بشان طاوله حوار جديده. كما اشارت القناه الي المؤتمر الصحافي لوزير الداخليه نهاد المشنوق، وبرّزت موقفه القائل بالحرص علي امن المتظاهرين، ودعوته القوي الامنيّه الي «ضبط النفس».

من جانبها، استمرّت «المنار» بخطابها الداعم لشعارات التحرّك، من دون ان تعلن تبنّيها له بالكامل، كما فعلت «ال بي سي اي» و «الجديد» مثلاً. وبحسب مقدّمه اخبارها المسائيّه امس، فانّ شعارات الحراك «ايقظت الجميع علي هول الواقع المزري». كما سخرت المقدّمه من المسؤولين الذين «نفضوا ايديهم من الارتكابات بحقّ المحتجين»، وفتحت الهواء لمتظاهري حمله «بدنا نحاسب»، كخبر اوّل في نشرتها المسائيّه.

قناه «الجديد» واصلت برمجتها المفتوحه بالكامل للتحرّك، وخصّصت في اسفل شاشتها مساحه تفاعليّه، لنقل كلّ التغريدات المرتبطه بالحدث بشكل حيّ. ويقول مدير العلاقات الاداريّه والعامّه في القناه ابراهيم حلبي لـ «السفير» «انّ التغطيه الاخباريه ستتواصل اليوم من ساحه الشهداء، مع نقل استوديو برنامج «الحدث» الصباحي اليها». ستفتح القناه الهواء طوال النهار لمواكبه الحدث، لانّ «دور الاعلام مسانده الناس، وان يكون شريكاً لها في مطالبها، لانّ البلد في ازمه سياسيه كبيره، والشعب يتحمل تبعات فساد الطبقه السياسيّه علي كل الصعد، ولا احد يُحاسَب». ويضيف: «للاسف، حين يميل الاعلام لجانب الناس، يصير من المطلوب تكسيره، وحين يبخّر للمسؤولين يصبح اعلاماً مسؤولاً ومرضيّاً عنه».

وردّاً علي سؤال «السفير» حول توجيهات وزير الاعلام رمزي جريج الاخيره لوسائل الاعلام، يشير حلبي الي انّ القنوات «لم تجمّل ما حصل، بل نقلت الحقيقه من الشارع، التظاهرات حصلت، والقمع والضرب حصل، والمشاغبات حصلت ايضاً. برايي كلّما لاحظت السلطه انّ الاعلام اللبناني لديه هامش من الحريّه متفلّت الي حدّ ما من الرقابه والضغوط، تحاول ضبطه كي لا يكشف وجهها الحقيقي».

من جهته، يشير رئيس مجلس اداره «المؤسسه اللبنانيّه للارسال» بيار الضاهر الي انّ اللقاء مع وزير الاعلام امس الاوّل، بدا ببيان تلاه الوزير قبل الاجتماع مع ممثّلي القنوات، من دون اخذ رايهم بما قاله. واشار الي انّ المشاركين بالاجتماع اعترضوا علي بعض توجيهات الوزير. «يخاطبنا الوزير دوماً، وكلّ من سبقه في المنصب، بقانون مكتوب العام 1995، ونحن الان في العام 2015، وهناك ثورات قامت علي مواقع التواصل، والرقابه الذاتيه او سواها اصبحت امراً عفا عليه الزمن». وحول ما اذا كانت القناه تواكب التحرّك ام تقوده، يعلّق الضاهر بالقول: «نحن نواكب، وصحيح انّ هناك بعض ســوء التنــظيم في التحرّك، لكن نحــن سعداء بصوت هؤلاء الشباب، ومتحمّسون لهم».

وكانت «ال بي سي اي» خصّصت سهرتها مساء امس لبثّ مباشر من ساحه الشهداء، قابلت خلاله ديما صادق بعض المنظّمين للتحرّك، من فنانين ومدوّنين وناشطين. كما استعرضت الحلقه التحضيرات للتظاهره، واجرت لقاءات مع بعض المتظاهرين من منطقه خندق الغميق الذين اتُهموا بانّهم «مندسّون». قطع بثّ الحلقه مرّتين، بسبب احتجاج بعض المتظاهرين في الساحه، علي وضع صوره لامين عام «حزب الله» السيد حسن نصرالله تصفه بـ»الفاسد»، بين صور اخري لعدد من السياسيين الللبنانيين، صمّمتها حمله «عالشارع» المشاركه في التحرّك.

من جهتها، فتحت «الجديد» الهواء لمقدّمي برنامج «شي ان ان» سلام الزعتري، وفؤاد يمين، وعباس جعفر، و «ابو طلال» (وسام سعد)، في جوّ موسيقي مرح. وُضعت طاوله البرنامج الشهيره في ساحه الشهداء ايضاً، وتحلّق حولها بعض المعتصمين ممن شاركوا فريق البرنامج في الغناء والتصفي. كما علّقوا بطريقه طريفه علي التغطيه الاعلاميّه، وعلي بعض الشعارات المرفوعه في التظاهره. واستضافت الحلقه ناشطين، ومدونين، واخذت تعليقات من الجمهور، تضمّنت بعض الشتائم.