المحتوى الرئيسى

وأخيراً.. حروب الجيل السابع

08/28 22:08

في اطار التغييب المتعمّد او الناتج عن عدم الوعي والالمام الكافيين بضروره التصدي لجميع انواع الحروب غير التقليديه التي تواجه مجتمعاتنا، اود الاشاره مره اخري الي اهميه نشر الوعي المجتمعي بهذه الانماط، وكنت قد تناولت بالفعل في الاسابيع الماضيه بالحديث حروب الجيل الرابع والخامس والسادس، واودّ اليوم في هذه الاسطر الاشاره الي حروب الجيل السابع كاحدث واشرس انواع هذه الحروب، التي يعتقد البعض انها لا تتعدي كونها مؤامره قد تفشل او تتراجع تلقائياً، غير ان الامر يتجاوز ذلك بكثير، حيث انها واقع ينبغي الاعتراف به، وتختلف حروب الجيل السابع عن حروب «الكيمتريل» او الحروب البيولوجيه، التي يتم من خلالها استحداث انواع من الميكروبات والفيروسات والغازات السامه وغاز الأعصاب مثلما حدث ابان حرب الخليج، ونتج عنه ما سُمي انذاك بمرض الخليج، او الحروب التي تعتمد علي الاستخدام الاكثر تطوراً وتعقيداً، بهدف تفعيل الكوارث الطبيعيه واحداثها بشكل مصطنع، وكذلك استهداف مواقع محدّده عن بُعد بالتدمير الشامل، فحروب الجيل السابع تستهدف في الاساس عقل الانسان للسيطره عليه بوسائل كثيره مختلفه يمكن استخدامها، ومنها علي سبيل المثال لا الحصر، شبكه الاقمار الصناعيه المنتشره في مدارات الكره الارضيّه، التي تقدر اعدادها بالملايين، والتي تصل بالفعل قدراتها الفائقه الي التحكم عن بُعد فيما عُرف بشرائح التحكم البشري او «RFID»، وقد جرت تجربتها بالفعل طواعيه علي حوالي ملياري شخص من قبَل اجهزه الاستخبارات الامريكيه «CIA»، وتمت بنجاح حتي ان الولايات المتحده تخطط لتعميمها وفقاً لما هو متوافر من معلومات لدي المتخصصين في هذا الشان.. كما انه من المقرر ان تشترك تلك الاقمار مع منظومه «ايشلون» للتجسس حول العالم وغيرها من مشاريع القرصنه الحديثه المتعدده، كالقرصنه البيولوجيه او «Bio-Hack»، وبالتالي فاننا بالفعل في مواجهه انماط جديده من الحروب اطلق عليها بعض المتخصصين مصطلح الحروب اللاتماسيه، التي بدات في الانتشار والتطبيق في السنوات الاخيره، ومن ثم يبدو ان الاجيال الجديده من الحروب ستتراجع من خلالها الخطط التكتيكيه والاستراتيجيه وتتبدل الكثير من المفاهيم القتاليه، ومنها مفاهيم الخساره والمكسب او الانتصار، فحروب الاجيال الجديده وفقاً لما ذكره الخبراء الاستراتيجيون ستعتمد في القضاء علي الانظمه السياسيه علي شعوب البلاد ذاتها من خلال اشعال ثورات داخليه تحدث التغيير دون اي تدخلات مباشره، حَيْث تتبدّل مفاهيم ومضامين الفنون العسكريه لتواكب الثوره المعلوماتيه الهائله التي يشهدها العالم، والتي لا يدركها بكل اسف الغالبيه من الشعوب العربيه والاسلاميه، خاصه في منطقتنا التي يغيب عنها الوعي بكل هذا، علي الرغم من اننا الاكثر استهدافاً بهذه الحروب الذكيه والشرسه، التي تعتبر من اشدها واكثرها تطوراً حروب الجيل السابع، ومن هنا وجدت انه من الاهميه بمكان القاء المزيد من الضوء عليها، بل علي الاجيال والانماط الجديده من الحروب فائقه الذكاء والقدره والتطور بشكل عام في سلسله من اربعه مقالات متتاليه لشرح حقيقه مخاطرها علي شعوبنا ومنطقتنا وتاكيد ضروره تعبئه جميع وسائل الاعلام ومؤسساتنا الوطنيه للقيام بدورهم التنويري كما ينبغي ان يكون.. والي اللقاء الاسبوع المقبل.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل