المحتوى الرئيسى

"الحرس الثوري الإيراني".. "القوة الغامضة" في الشرق الأوسط

08/27 11:48

هو كيان يمزج بين عمل اجهزه المخابرات والقوات المسلحه والميليشيات التي تتحرك بحريه علي الارض، الا ان قله الدراسات الجاده المتاحه عنه، مضافاً اليها مبالغات الغرب، ودعايته هو نفسه لحجم قوته وخطورته، قد جعلت من الحرس الثوري الإيراني منطقه غامضه، شائكه، لا نعرف فيها شيئاً عن رجاله، كيف يفكرون؟ ما الاستراتيجيه التي يتحركون بها؟ كيف يخططون لحمايه مصالحهم وضرب مصالح غيرهم علي الارض؟ ما مدي قوتهم؟ والاهم ما نقاط ضعفهم؟ كانت تلك الاسلئه هي محور دراسه صدرت عن كليه الحرب الامريكيه حملت عنوان: «نقاط ضعف يمكن استغلالها لدي الحرس الثوري الايراني».تقول الدراسه الامريكيه: «منحت قياده الثورة الاسلامية في ايران صلاحيات واسعه للحرس الثوري الايراني للدفاع عن مصالحها السياسيه والاقتصاديه والعسكريه والدبلوماسيه، الي الحد الذي تحول فيه الحرس الي ما يشبه مركز الثقل والجاذبيه لدعم امن النظام الايراني كله، الامر الذي جعل نفوذه يمتد ليسيطر علي الاقتصاد والسياسات الداخليه والخارجيه، اضافه لتحكمه في كل صغيره وكبيره داخل المجتمع الايراني نفسه».وتضيف: «كانت هذه السلطات الواسعه التي تم منحها للحرس الثوري الايراني، مضافاً اليها عدم رقابه الدوله ولا سيطرتها علي نشاطاته، نقطه قوه حقيقيه تصب دائماً في صالح الحرس الثوري والنظام الحالي الموجود في طهران، الا ان هذه السلطات الواسعه كانت ايضاً سبباً في وجود العديد من الثغرات، او نقاط الضعف التي يمكن استغلالها لمواجهتهم، ان افراد الحرس الثوري الايراني يروجون لانفسهم دائماً، خاصه في الداخل، علي انهم حماه الثوره الاتقياء والمدافعون الحقيقيون عن الاسلام، علي الرغم من انهم في الواقع ليسوا بهذه القوه ولا السطوه التي يروجون لها، فالحرس الثوري بشبكات مصالحه الواسعه، وتشعب رجاله والمتحدثين باسمه، عرضه للتفكك والاضطرابات الداخليه، وهو عرضه ايضاً لانكشاف عدم كفاءته في كثير من الامور، التي نتجت عن توسع سيطرته علي العديد من ادوات السياسه الايرانيه داخلياً وخارجياً».وتواصل الدراسه: «لا يمكن فهم نقاط ضعف الحرس الثوري الايراني من دون ان نفهم اولاً الاسباب التي يستند عليها في قوته، لقد تم تشكيل الحرس في الايام الاولي لانتصار الثورة الإسلامية الأيرانية علي نظام الشاه في السبعينات، وتم الابقاء عليه لكي يستمر في دوره في الحفاظ علي الثوره الاسلاميه ومكتسباتها. كانت مهام الحرس الثوري، وعلاقته بباقي فروع القوه المسلحه الايرانيه، امد يحدده القانون، ولكن، مع التاكيد علي الطبيعه الاخويه التي تنسق التعاون بينهم، ووفقاً للماده ١٥٠ من دستور الجمهورية الاسلامية الايرانية، فان مهام الحرس الثوري وفقاً لنوايا المرشد الاعلي ايه الله علي الخميني هي: احتواء او تصفيه العناصر المضاده والمعاديه للثوره، والمواجهه المسلحه للثوره المضاده وعناصرها المسلحه كذلك، اضافه الي حمايه ايران من تحركات القوي الخارجيه في الداخل، ومساعده الجمهوريه الاسلاميه علي نشر الثوره، ودعم حركات التحرر ودعواتها للعداله من اجل شعوب العالم التي تعاني من القمع، وذلك تحت اشراف وتوجيه المرشد الأعلى للثوره الإسلاميه، وكذلك توظيف خبره الحرس الثوره وموارده البشريه في التعامل مع الاضطرابات القوميه والكوارث غير المتوقعه ودعم خطط التنميه في الجمهوريه الاسلاميه لضمان زياده موارد الحرس الثوري الي الحد الاقصي».وتتابع: واذا كان الخميني قد اسس الحرس الثوري اساساً كجهاز للامن الداخلي لحمايه الثوره الاسلاميه، فمن الضروري اذن النظر الي طبيعه هذا الدور الامني قبل بحث الادوار الاخري غير التقليديه للحرس الثوري، في مجال السياسه الخارجيه والاقتصاد والمعلومات والاستخبارات، لقد نجح «الخميني» في تدعيم سلطته بعد الاطاحه بالشاه، عبر مواجهه الثوره المضاده التي راها من القوات المسلحة الإيرانية بواسطه الحرس الثوري الايراني، الذي كان اقرب الي قوات مسلحة موازيه تدين بالولاء له هو ومبادئه الثوريه، ومن اجل الحفاظ علي النظام الداخلي وقمع المعارضه، منح الخميني صبغه رسميه للميليشيات المواليه له، التي انبثقت بعد الثوره، من خلال تشكيل قوات حملت لقب قوات «الباسيج».وتضيف الدراسه: «وعلي الرغم من انه من المفترض قانوناً ان الحرس الثوري يعمل بالتنسيق مع القوات المسلحه الايرانيه التقليديه، ويخضع لقياده مشتركه للاشراف علي القوات الامنيه، فان الواقع ان الحرس الثوري لا يخضع فعلياً الا لعلي خامنئي القائد الاعلي للثوره الاسلاميه، هذه الصله المباشره بالقائد الاعلي الذي يمنح دعمه الدائم للحرس الثوري، تجعل الحرس كياناً لا نظير له بين قوات الجيش، والمخابرات، وقوات الامن الايرانيه، وليست مصادفه ان يكون وزير الدفاع الايراني «احمد فاهيدي» هو قائد سابق لقوات «فيلق القدس» التابعه للحرس الثوري، كما ان هناك مذكره حمراء صدرت عن الانتربول الدولي باسمه، لدوره في الهجوم علي منشات يهوديه في بيونس ايرس في الارجنتين عام ١٩٩٤، وكذلك لتجنيده عناصر ارهابيه من حزب الله السعودي لتنفيذ هجمات «الخبر» الارهابيه عام ١٩٩٦، اضافه لتورطه في اغتيال معارضين ايرانيين في اوروبا في التسعينات.وفي مقارنه سريعه لحجم قوه الحرس الثوري الايراني مقارنه بباقي اجهزه الدفاع، يمكن القول ان القوات البريه الايرانيه تتكون من ٢٢٠ الف وحده، مقارنه بـ١٢٥ الف وحده يمتلكها الحرس الثوري، الا ان ذلك الاخير هو المسئول عن اكثر الجوانب حساسيه في سياسات الامن القومي الايراني مثل الحرب الالكترونيه، وبرنامج الصواريخ الباليستيه متوسطه المدي، ويتولي المهام البحريه في الخليج العربي ومضيق هرمز، اضافه الي مسئولياته المتزايده في قطاع الامن الداخلي وبرنامج ايران النووي، والاشراف علي الابحاث العسكريه والتكنولوجيه بما فيها تلك المسئوله عن تطوير اسلحه نوويه في المستقبل، ومنذ اكتوبر ٢٠٠٧ اضيفت قوه اخري للحرس الثوري الايراني، عندما اصبح مسئولاً عن قوات «الباسيج» التي اصبحت تمثل ما يشبه قوات احتياطيه له علي الارض، يصل عددها الي ٩٠ الف فرد قادر علي حشد مليون اخرين، ومنذ اضطرابات ١٩٩٤، اصبح لقوات «الباسيج» دور اكبر في دعم الامن الداخلي الايراني، وتلقوا تدريبات في مواجهه الشغب بهدف السيطره علي احتجاجات الطلبه او المعارضه، ويوفر «الباسيج» للحرس الثوري شبكه من العيون والاذان في طول ايران وعرضها، كما ان لهم وجوداً قوياً في الجامعات الايرانيه».وتتابع الدراسه: «وفي سبتمبر ٢٠٠٧، اقال القائد الاعلي للثوره «علي خامنئي» قائد الحرس الثوري «يحيي رحيم صفوي»، وعين بدلاً منه «محمد علي جعفري» الذي كان من قبل مسئولاً عن مركز الدراسات الإستراتيجية التابع للحرس، كان «جعفري» مقتنعاً تماماً بان اكبر تهديد يمكن ان يواجه النظام الايراني ليس غزواً او هجوماً ضد ايران تشنه دوله او عده دول اخري، وانما التهديد الاكبر هو «ثورة مخملية» من داخل ايران تساندها قوي خارجيه، ولعب «جعفري» دوراً في وضع قوات «الباسيج» تحت سيطره «الحرس الثوري»، مؤكداً ان الحرس الثوري هو منظمه سياسيه وثقافيه تتشارك نفس الاهداف المؤسسيه مع الباسيج، وان نصف مهام الحرس الثوري اصبحت تقع الان علي عاتق الباسيج».وتواصل الدراسه: «بعدها بدا «جعفري» في وضع دستوره الخاص لتامين ايران والدفاع عنها، فاعاد هندسه قوات الحرس الثوري والباسيج الي ٣١ وحده قياده، واحده لكل مقاطعه ووحدتين للعاصمه طهران، كان الهدف من عدم مركزيه القياده هو اطلاق قدرات قيادات الحرس الثوري علي تجنيد افراده علي المستوي المحلي، وتوسيع شبكه العيون والاذان التي تعمل لصالح الحرس الثوري والمرشد الاعلي علي امتداد كل مقاطعه، وكذلك ضمان قدره الحرس الثوري والباسيج علي قمع ومواجهه الشغب، اضافه الي الهدف الاهم، وهو توزيع قياده الحرس الثوري علي عده وحدات في حاله حدوث هجوم خارجي علي البلاد».

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل