المحتوى الرئيسى

إيفان كركلا: أبقى ابن بيئتي وأعود إلى هويتي

08/27 00:50

بين زحمه المهرجانات الدوليّه تطلّ «مهرجانات ارز تنورين» في عامها الاول لتحجز لنفسها مكاناً علي الخارطه الفنيّه بعملٍ مسرحيّ غنائي راقص للمخرج ايفان كركلا بعنوان «الغابه المسحوره»، يعرض في غابه ارز تنورين ليله التاسع والعشرين من اب.

زياره الي غابه ارز تنورين كانت كفيله بحسم تردد المخرج ايفان كركلا الذي يقول في حديث الي «السفير»: «كانت الفكره في البدايه للوزير بطرس حرب وعقيلته مارلين حرب رئيسه اللجنه المنظمه للمهرجان، فتمّ الاتصال بي لاقدم عملاً يكون انطلاقه للمهرجان في عامه الاول. ترددت في البدايه، لكن عندما عاينت جمال الغابه ولمست ثقه المنظمين تاكدت انني سانجز العمل».

بدا كركلا بالعمل علي اساس تقديم عرضٍ يرتكز علي الصوت والاضواء لمده ربع ساعه، لكن الافكار تطوّرت فتبدّلت طبيعه العمل وامتدّ لساعه وعشر دقائق.

تطلّب العمل جهداً مضاعفاً وتم انجازه في ثلاثه اشهر وصل خلالها فريق العمل الليل بالنهار. يؤكد المخرج ايفان كركلا ان العرض جديد كلياً ولا يتضمّن اي قطعه موسيقي او كوريغرافيا معروضه سابقاً. وعن مضمون العمل يقول: «انه تحيه لشجرة الأرز شجره الحياه والخلود وهويه لبنان، يجسد العمل علاقه الانسان بالطبيعه بعناصرها الاربعه: الهواء، الارض، الماء والنار في توليفه غنائيه راقصه تجمع ما بين الحقيقه والخيال وبين الفانتازيا والتراث برؤيه فنيه معاصره تتناغم مع غابه تنورين من خلال السينورافيا والتقنيات».

يستند العمل الي روحيّه اسطوريّه تجسّد التناغم والتنافر بين الانسان والطبيعه كما تنقل حياه الغابه في غياب البشر. يروي كركلا تبلور الفكره قائلاً: «خلال زيارتي للغابه وبعدما حلّ الظلام شعرت ان الغابه تعيش وتبقي مستفيقه عندما يغادر الجميع. وظّفت هذه الاجواء في العمل عبر حوارات الجنّ وشيخ الغابه».

عن اختلاف الرؤيا بين اخر عملٍ قدّمه كركلا في ساحه الشهداء وبين العمل في رحاب الطبيعه يقول: «في الغابه ممكن ان الامس الخيال والاسطوره، في ييروت كان التركيز علي التاريخ، والسينوغرافيا كانت متمحوره حول ساحه وتمثال الشهداء. اما في تنورين فهويه الغابه والمنطقه وعلاقه الانسان بالبيئه فرضت نفسها علي العمل فشكّل الارز الجزء الاساسي من السينوغرافيا والقصه».

لا يصنّف المخرج ايفان كركلا «الغابه المسحوره» ضمن اعمال مسرح كركلا مؤكداً انه لا يقلّ اهميّه عمّا يقدّمه المسرح خاصه انّ فريق العمل يتشكّل بغالبيته من صنّاع هذا المسرح فالسيناريو لايفان كركلا، الشعر لطلال حيدر، الحوارات المسرحيه لجورج خباز في تعاونه الثاني مع ايفان كركلا لخلق نوعٍ من المسرح الغنائي المعاصر. الكوريغرافيا لأليسار كركلا والراقصون من فرقه معهد اليسار كركلا، امّا الموسيقي من تاليف المستشار الموسيقي لفرقة كركلا محمد رضا غولي والازياء من مسرح كركلا والتنفيذ لفاتن مشرف.

في الشقّ الغنائي يمثّل كلّ مطربٍ عنصراً من عناصر الطبيعه: الماء لهدي حداد، الريح لعبير نعمه، النار لجوزيف عازار والارض لسيمون عبيد. يقدّم كلّ عنصرٍ وظيفته غنائياً وتجتمع العناصر الاربعه في مقطع مشترك تعبر خلاله عن غضبها علي الانسان كما اوضح كركلا.

يؤدّي الممثل رفعت طربيه دور شيخ الغابه المستوحي من شخصيه حارس الغابه «هامبابا» في اسطوره جلجامش، تمنحه الطبيعه حياه الخلود مكافاه علي اهتمامه بها ويصبح الجنّ من سكّان الغابه بمثابه اولاد له. تقابل شخصيّه طربيه المتصالحه والمتماهيه مع الطبيعه شخصيه مالك الارض والاقطاعي البعيد عن الانسانيه التي يجسدها الممثل غابريال يمين. امّا اهل القريه فيجسد ادوارهم الممثلون: علي الزين، خالد السيد وفادي الرفاعي.

يشكّل الارتباط الوثيق بين عمل «الغابه المسحوره» والطبيعه الخضراء انعطافه في اعمال المخرج ايفان كركلا المرتكزه بغالبيتها علي الطبيعه البدويه والطابع التراثيّ، لكنّه يؤكد ان الطبيعه واحده في مختلف تجليّاتها: «علاقتي وثيقه بالطبيعه والخيل والبدو، وابقي ابن بيئتي البعلبكيه. مهما سافرت او تعلمت في الخارج، اعود دائماً الي هويتي الي التراب الذي كنت اسير عليه حافي القدمين عندما كنت طفلاً. وعلي الرغم من ان الطبيعه التي انتمي اليها اقرب الي الباديه والطبيعه التي اعمل في ظلها اليوم جبليّه وخضراء غير انني لم اجد نفسي غريباً عنها لانني ابن الطبيعه ويسعدني ان اقدّم عملاً مختلفاً عن اعمالي السابقه». يضيف كركلا: «الطبيعه وجدت قبلنا وستكمل من بعدنا، نحن مجرّد زوار لا نملك شيئاً. اذا تصرفنا بشكل جيد مع الطبيعه ستكافئنا، امّا اذا اذيناها فستؤذينا، علينا ان نتعايش مع بيئتنا».

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل