المحتوى الرئيسى

السيسي وبوتين.. تشابهات أدت إلى صداقة

08/26 18:15

"ليس هناك عدوات دائمه او صداقات دائمه، ولكن هناك مصالح دائمه".. مقوله اطلقها وزير خارجية الولايات المتحدة في منتصف السبعينيات، هنري كيسنجر، تعكس الواقع الذي تسير عليه سياسات الدول وعلاقاتها مع بعضها البعض، ولكن التاريخ السياسي يؤكد ان هناك العديد من حالات الصداقه والقرب بين زعماء بعض الدول علي المستوي الانساني والسياسي، تنشا من تشابه الخلفيه الوظيفيه والنشاه ووحده الهدف واشياء اخري.

وقد ظهرت تلك الومضات الانسانيه، في علاقه الرئيس الراحل جمال عبدالناصر مع العديد من زعماء العالم، حيث جمعت علاقه استثنائيه بين عبدالناصر والزعيم الهندي، البانديت جواهر لال نهرو، ويقول في ذلك الكاتب الصحفي، محمد حسنين هيكل: "عندما اجتمع عبدالناصر ونهرو، للمره الاولي عام 1955، ترك كل منهما في الاخر اثرا عميقا وفوريا، كانت الرابطه التي قامت بينهما تماثل في سرعتها وعمقها وقوتها حبا من النظره الاولي".

وتابع هيكل: "كما يحدث في كثير من الاحيان، فقد قامت هذه الرابطه بين شخصين مختلفين تماما، فقد كان عبدالناصر ضخم القامه قويا، وكان رجل عمل، اما نهرو فقد كان هزيل البنيه نحيفا، وكان رجل فكر".

ومرورا الي عصرنا الحديث، سنجد انه منذ اكثر من عام نشبت علاقه قرب بين الرئيس عبدالفتاح السيسي ونظيره الروسي فلايدمير بوتين، حيث بدات اواصر هذه العلاقه منذ ان كان السيسي وزيرا للدفاع، وعلي مشارف الدخول الي سباق رئاسه الجمهوريه.

تبلورت هذه العلاقه من خلال دعوه كل منهما للاخر في عده مناسبات وطنيه، حتي انعكست في مزيد من التعاون بجميع المجالات الاقتصاديه والعسكريه، ولكن ما ابرز النقاط التي مهدت وساعدت في هذا القرب بين الرجلين؟

عقب تخرج الرئيس الروسي بوتين من جامعه لينينجراد، عمل في لجنة أمن الدولة "KGB" بالاتحاد السوفيتي سابقًا، وتم ارساله عام 1984 الي اكاديميه الرايه الحمراء التابعه لـKGB ومدرسه المخابرات الاجنبيه.

كان النائب الاول لرئيس حكومه المدينه سانت بترسبرج عام 1994، ثم اصبح اول نائب لرئيس الاداره المسؤول عن السياسات الاقليميه، وصدر قرار بتعيينه مديرًا لجهاز الامن الفيدرالي، وسكرتيرًا لمجلس امن الدوله، حتي قام الرئيس الروسي بتعيينه رئيسًا للوزراء عام 1999.

تخرج الرئيس السيسي من الكليه الحربيه وحصل علي ماجستير العلوم العسكريه من كليه القاده والاركان، وعمل كقائد في سلاح المشاه وبعدها كملحق دفاع بسفاره مصر بالسعوديه، وقائد لواء فرقه مشاه ميكانيكي، ثم تدرج في صفوف القوات المسلحه المصريه ليتعين كرئيس للاركان في المنطقه الشماليه العسكريه، وبعدها عين كقائد للمنطقه الشماليه، وبعد التدرج داخل المؤسسه العسكريه وصل لمرتبه مدير المخابرات الحربيه في عهد مبارك.

تولي بوتين الرئاسه بعد استقاله سابقه "يلتسين"، فوجد ان حرب الشيشان التي بدات منذ 6 سنوات قبل مجيئه، في اوج اشتعالها، وبسبب ارتباك يلتسين ووصول الامور الي حد معقد، قامت روسيا بعقد معاهده سلام مع الشيشان.

وعندما خرق الشيشان معاهده السلام، قرر بوتين ان يستاصل مقاتلي القاعده من الشيشان مره واحده وللابد، واطلق عباره صارت شهيره فيما بعد، حين قال: "ساطارد الارهابيين وساقتلهم حتي وهم في المراحيض".

ربما سيكون من المبالغه بمقارنه ما كان يحدث في الشيشان، وما يحدث الان في ارجاء مصر من عمليات ارهابيه، الا ان السيسي بعد 30 يونيو، قرر مواجهه الارهاب بعنف، وهو ما يتم حاليا من قبل قوات الجيش المصري، وهو ايضا ما يدعمه نظيره الروسي لتحقيق الاستقرار الامني والقضاء الجذري علي الارهاب.

نديه في التعامل مع الولايات المتحده

Comments

عاجل