المحتوى الرئيسى

السكري والفقر يفتكان بأطفال غزة المحاصرة

08/26 14:40

بقطاع غزه المحاصر يشكل عدم قدره الاهالي علي شراء شرائح فحص السكر بسبب الفقر خطوره علي حياه ابنائهم، بينما تقول وزاره الصحه انها تعاني من نقص حاد في الادويه والمستهلكات الطبيه.

الطفله ناريمان الجرو (12 عامًا) بعد ان حقنت نفسها بجرعه من الانسولين في عضدها اليسري، شعرت بدوار في راسها كاد ان يفقدها وعيها بسبب حدوث هبوط في نسبه السكر بالدم، جراء عدم اقدامها علي اجراء اختبار لمعرفه النسبه.

وتبرر الطفله عدم اجراء الفحص المسبق، بنفاد شرائح الفحص لديها، وعدم قدره والدها علي شراء شرائح جديده.

وتقول ناريمان التي يعاني ايضاً شقيقها الاصغر محمد (تسع سنوات) من المرض ذاته، انه يحتاج لاجراء الفحص اكثر منها، فهي اكثر وعيًا منه، وتستطيع ان تشرح حالتها الصحيه لوالدتها ان شعرت بالام.

ويحتاج مرضي النوع الاول من مرض السكري، او ما يسمي "سكري الاطفال" الي اجراء اختبار لفحص نسبه السكر بالدم، عده مرات يوميًا، لا تقل عن اربع بواسطه شرائح خاصه بذلك، قبل ان يتناولوا جرعات من الانسولين.

ويعجز والد ناريمان الذي يعمل في سمكره ودهان الاجهزه الكهربائيه، ويتقاضي راتبًا يقدر بثلاثمئه دولار شهريًا، عن توفير الادويه والشرائح لطفليه بشكل دائم، كما تقول مَحْضِيه، والده الطفلين.

وتشير الام الي ان تكاليف شراء الشرائح التي تحتاجها لطفليها شهريًا تُقدر بـ550 دولارا، فضلاً عن ادويه اخري وفيتامينات قد يضطران لتناولها.

وتضيف "بالكاد نوفر الطعام لابنائنا السبعه، فكيف ان كان لدينا مريضان اثنان بالسكر، زوجي بحث كثيرًا عن عمل اضافي لكنه لم يجد، ولا توجد مؤسسات تولي اهتمامًا لمرضي السكري، ووزاره الصحه في غزه لا توفر الشرائح مجانًا لمن هم في ضائقه ماليه مثلنا".

ووفق الام، فان اقلام الانسولين التي تحصل عليها من الوزاره غير مناسبه لطفليها، وليست ذات جوده بسبب كبر حجم ابرتها.

وتفرض اسرائيل حصارًا علي قطاع غزه، منذ فوز حركه المقاومه الاسلاميه (حماس) بالانتخابات البرلمانيه عام 2006، ثم شددته منتصف العام التالي.

وفي حاله اخري، ينشغل الطفل احمد ابو طاحون (13 عامًا) في وضع المطهرات علي ابهام يده، استعداداً لاجراء فحص معدل السكر في دمه.

وبصوت ضعيف، يقول الطفل الذي يتعرض لحالات اغماء لعده ايام بشكل شبه مستمر "اشعر دائماً بالم في معدتي وراسي، احب ان العب مع اصدقائي، لكن لا استطيع".

ويضيف الصغير وقد بدا هزيلاً جدًا "لقد تحول جزء من رمش عيني اليسري للون الابيض بسبب المرض، هكذا قال الطبيب، وتراجع مستواي العلمي في المدرسه".

واصيب ابو طاحون بمرض السكري عندما كان في الرابعه من عمره، ويدخل كثيرًا في غيبوبه ارتفاع السكر، كما تقول والدته رانيه، حيث يفقد الوعي لعده ايام مما يضطره للمكوث في غرفه العنايه المكثّفه في المشفي.

وتتابع الام "احمد لديه غذاء خاص يجب ان يتناوله، وهذا لا يتوفر دائماً، بسبب وضعنا الاقتصادي السيئ، فزوجي الذي يعمل سائقًا لاحدي الجمعيات يتقاضي راتبًا شهريًا يقدر بـ250 دولارا، وهو ثمن علب الشرائح شهريًا" متسائله "كيف ساوفر باقي الاحتياجات والفيتامينات لاحمد، ومتطلبات المنزل الاخري؟".

وتشير كذلك الي ان طفلها يحتاج الي خمس علب (العلبه فيها 25 قطعه) من شرائح فحص السكر شهريًا، تتراوح قيمه الواحده منها ما بين 15 وعشرين دولارا.

عوني شويخ، احد الاعضاء المؤسسين لجمعيه حيفا التي تهتم باطفال السكري بقطاع غزه، يصف واقع هؤلاء الاطفال بـ "المرير والمتردي" علي الصعيد الطبي والتوعوي والتثقيفي. ووفق شويخ، يعاني الاطفال من عدم قدره ذويهم علي توفير اجهزه فحص السكر وشرائحه، بالاضافه الي عدم توفر حقن الانسولين ذات الجوده.

وتقدم الجمعيه خدماتها للاطفال المرضي، من خلال تبرع بعض فاعلي الخير، وبعض المؤسسات، سواء محليًا او دوليًا، وفق القائمين عليها.

وتقول الجمعيه ان عدد الاطفال المصابين بمرض السكر، في قطاع غزه، يبلغ قرابه 1500 طفل، لكنها لا تقدم خدماتها سوي لمئتي طفل فقط، بسبب ضعف الامكانيات.

من جهته، يري جميل البهنساوي، رئيس قسم الغدد الصماء في مستشفي عبد العزيز الرنتيسي التخصصي للاطفال، ان المرضي يواجهون خطوره حقيقيه جراء نقص الشرائح والانسولين.

نرشح لك

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل