المحتوى الرئيسى

"البترول" يهدد بزوال عرش ممالك الخليج - جريدة البورصة

08/26 16:43

البترول شريان الحياه لكثير من البلدان التي تنتجه وتبيعه، ويبدو ان تحول اسعاره بسرعه كبيره سوف يؤدي الي لعنه اقتصاديه لم نشهدها من قبل.

قبل عام، كان السعر العالمي لبرميل البترول حوالي 103 دولارات للبرميل وبحلول يوم الاثنين الماضي هبط السعر الي حوالي 42 دولاراً بنسبه 6% عن يوم الجمعة.

وذكرت صحيفه نيويورك تايمز، الامريكيه ان انخفاض اسعار البترول سوف تدفع المنتجين الي حافه الهاويه، فعلي سبيل المثال يتزايد في العراق، الدوله الغنيه بالبترول، تمرد تنظيم الدوله وتتارجح فيها تهديدات السياسه الطائفيه المنقسمه واندلع فيها مصدر جديد لعدم الاستقرار الشهر الجاري بسبب الاحتجاجات العنيفه جرّاء فشل الحكومه في توفير الكهرباء.

وفي روسيا، اكبر منتج للبترول في العالم تشهد ازمه اقتصاديه، حيث يتراجع فيها قيمه الروبل، وتشهد اضطرابات سياسيه بعد ازمه شبه جزيره القرم.

وفي نيجيريا وفنزويلا، اللتان تعتمدان بشكل شبه كامل علي صادرات البترول يسيطران عليهما المخاوف من الاضطرابات وعدم الاستقرار الاقتصادي.

وفي الاكوادور، انخفضت عائدات البترول بمقدار النصف تقريباً منذ العام الماضي، وعشرات الالاف من المتظاهرين يندفعون في الشوارع اسبوعياً بسبب غضبهم من السياسات الاقتصاديه للحكومه.

حتي المملكه العربيه السعوديه، اكبر منتج للبترول في منظمه الاوبك، والتي تنفق فيها الاسره الحاكمه اموال البترول بسخاء للحفاظ علي شرعيتها، تحرق الحكومه ما يقرب من 10 مليارات دولار شهرياً من الاحتياطيات الاجنبيه للمساعده في دفع النفقات وتقترض في الاسواق الماليه للمره الاولي منذ عام 2007.

وتواجه دول عربية اخري والتي تعتمد علي صادرات البترول بما في ذلك الكويت وعمان، والبحرين، العجز المالي للمره الاولي منذ عقدين من الزمن. كانت تراجعات الاسعار منذ شهور تتحوط دائماً بافتراض ان البترول سوف يستقر في نهايه المطاف او علي الاقل لا تظل اسعاره منخفضه لفتره طويله، الا ان المخاوف الجديده بشان الضعف في الصين، والمستهلكين الاكثر شراهه في عالم للطاقه اثاروا مخاوف من ان اسعار البترول قد تنخفض 30% اقل مما كانت عليه قبل بضعه اشهر.

ويمكن ان تبقي الاسعار متدنيه وقتاً طويلاً في ظل التوقعات القاتمه، وتلحق ضرراً اكثر عمقاً للدول المصدره. وقال رينيه اورتيز، وزير الطاقه السابق في الاكوادور، ان الالم سيكون صعباً جداً لهذه البلدان، حيث حلمت هذه البلدان ان هذه الاسعار المنخفضه سوف تكون مؤقته ولكنها الان فاقت كل التوقعات. واوضح اورتيز، ان جميع الدول الكبري المصدره للبترول خسرت العام الماضي ما يقرب من تريليون دولار في مبيعات الذهب الاسود بسبب انخفاض الاسعار خلال العام الماضي.

واشار دانيال يرغين، نائب رئيس اي اتش اس، الشركه الرائده في مجال تزويد معلومات السوق، الي ان صناعه البترول تشهد ضعفاً واضحاً من تباطؤ الاقتصاد الصيني الذي يوشك ان يتسبب في احداث صدمه اقتصاديه في العالم.

وعلي الرغم من ان انخفاض سعر البترول قد اضر بشكل مباشر الدول المصدره له، فانه ايضاً قد يؤدي الي مرحله جديده من هشاشه الاقتصاد العالمي التي قد تضر جميع البلدان وهو القلق الذي كان بالفعل واضحاً في اسواق الاسهم الايام الماضيه. افاد بعض المحللين السياسيين، بان البلدان التي يمكن ان تستخدم ثرواتها النفطيه كوسيله ضغط، مثل روسيا وايران والمملكه العربيه السعوديه، قد لا يكون له تاثير كبير، كما كان من قبل. فايران، التي اكدت مرات امكانيه صمودها امام الحصار الغربي، علي ما يبدو انها قد اعادت النظر في حساباتها مره اخري وتوصلت الي اتفاق بشان انشطتها النوويه الشهر الماضي.

وقال لؤي ال خاطيب، زميل غير مقيم في قسم السياسه الخارجيه لدي مركز بروكنجز الدوحه اننا نشهد منافسه بين الدول الاعضاء علي حصتها في السوق، ومعظم هذه البلدان تعتمد علي البترول كمصدر رئيسي للدخل.

واضاف “في حال عدم عوده الاسعار الي مستوي 60 دولاراً للبرميل فالدول في المنطقه العربيه سوف تستمر الي الاعتماد علي عائدات البترول بشكل كبير، ويمكننا ان نري عقوداً من التدهور.

ان عدم خف الانتاج في الولايات المتحده قد يدفع سعر البرميل للاستقرار عند 30 دولاراً وهو ادني مستوي منذ الركود الاقتصادي والازمه الماليه العالميه في 2008. واكدّ ديفيدغولدوين، المبعوث الخاص لوزاره الخارجيه ومنسق للشئون الدوليه الطاقه في اداره اوباما، ان النزيف في الميزانيات الحكوميه التي تعتمد دولها علي البترول سيجبر الي تخفيضات كبيره في الانفاق او زياده خطيره في الاقتراض.

واضاف ان البلدان التي لا تملك احتياطيات كبيره من النقد الاجنبي هي الاكثر عرضه للخطر، وتشمل نيجيريا وانجولا والجزائر وفنزويلا والعراق وتحتاج دولاً اخري الي مواصله الاستثمار للحفاظ علي الشرعيه السياسيه مثل البرازيل وروسيا وايران.

وبحسب صندوق النقد الدولي فمن المتوقع اتساع العجز المالي في الميزانيه السعوديه ليصل الي 150 مليار دولار او حوالي 20% من الناتج المحلي الاجمالي هذا العام مقارنه مع 3% فقط العام الماضي.

«سيتي جروب»: تراجع اسعار البترول يهدد المساعدات الخليجيه لمصر

أهم أخبار اقتصاد

Comments

عاجل