المحتوى الرئيسى

حكاية 12 زهرة في بستان محمد فوزي - صور

08/25 12:06

كتبت- هدي الشيمي ومني الموجي:

بمواصفات الجمال المتفق عليها، لا يمكن ان تعتبره جميلاً، فهو شخص ذو ملامح وجه عاديه لا تختلف كثيرًا عن غيره من المصريين، لكنه حاله خاصه خلقها بنفسه لنفسه، فاختار ان يكون ذلك المطرب الذي يحمل صوتا يملا الدنيا بهجه وسعاده، ورات عينه النساء زهورا، فرايناه شابا خفيف الظل وجذاب، وانطلاقا من جمله "وراء كل رجل عظيم امراه"، لعبت المراه في حياه الفنان محمد فوزي دور مهم، فعرف نساء اثرن في حياته تميزن بالقوه، ولم يكن شرط الوقوف معه ان تجمعهن به صله الدم او القلب، دفعنه الي الامام ايمانا بموهبته، وتحملن غضبه وثورته بحثا عن الكمال الفني، وساعدنه في احلك الظروف التي مر بها، خلال فتره مرضه النادر.

ومن بين الزهور او النساء اللائي دخلن حياته:

الاختان الاكبر للممثله والمنتجه فاطمه رشدي، كانت رتيبه احدي ابرز النجمات في فرقه نجيب الريحاني، وبعد فتره انضمت لها شقيقتها انصاف، وامتلكتا صاله حملت اسمهما، في شارع فؤاد، وكانت خشبه المسرح اول محطه لفوزي، واول مكان يجمعه بجمهوره.

هي صانعه النجوم، فمن مسرحها او "صالتها"، خرج كبار النجوم، وتعلموا الفن واصوله علي يديها، مثل فريد الاطرش، تحيه كاريوكا، زينات صدقي، بالاضافه الي محمد فوزي، الذي لم يقوَ علي رفض اغرائتها الكثيره ليترك "صاله رتيبه وانصاف رشدي"، من اجل العمل معها، وبالفعل، انضم لفرقتها وفتحت له ابواب المجد والشهره.

سنّت بديعه مصابني مجموعه من القوانين، تستوجب علي العاملين بمسرحها اتباعها، وعدم الحياد عنها، حتي لا يجدوا انفسهم خارج عتبته، اهمها الا يجمع بين شاب وفتاه داخل "الصاله" علاقه حب، وعلي الرغم من معرفه فوزي ذلك، الا انه وقع في حب الراقصه "لولا"، وعندما علمت "الست بديعه" بالامر فصلتها فورا، مما اثار استيائه، فحاول تهدئه الاجواء، واستسماح بديعه، لكي تاذن للولا بالعوده، ولكنها رفضت، فترك العمل فورا.

حاولت اكمال ما بداته شقيقتاها، واستثمار موهبه فوزي، فعرضت عليه العمل في فرقتها، فوافق، وكان ابرز الاعضاء علي خشبه المسرح.

فتاه بسيطه، جميله، اجبرت الحرب العالميه الثانيه عائلتها علي ترك الاسكندريه، والاقامه بحي السكاكيني بالعباسيه، لتلتقي هناك بـ"فوزي"، الذي وقع في حبها لما عهده فيها من احترام، ولانه وجد فيها الزوجه التي ستكون امينه علي اسمه وابنائه.

في البدايه اعترض اهلها علي الزواج منه، بسبب نظره المجتمع الي الفن والفنانين في ذلك الوقت، ولكن وبعد اصرار تزوجته لتسع سنوات، وانجبت منه ثلاثه اولاد لم يسير احدهم علي خطا والده.

وتقول عنه في احد الحوارات "حياتنا في المنزل كانت منفصله تماما عن عمله بالخارج، حيث كانت حياه اسريه، يذهب فوزي الي العمل، ويعود كاي اب وزوج، وفور دخوله من المنزل، ينسي ما يحدث بالخارج".

شكلا معًا حاله خاصه، وكونا ثنائي متميز، تزوجته عام 1952 بعد العمل معا في فيلم "قبله في لبنان"، كان كل منهما في اوج شهرته، واثمرت هذه العلاقه عن سبعه افلام، وابن توفي صغيرا، الا ان غيرته الشديده عليها، ثم خيانته لها، كانا سببان اساسيان في الانفصال، علي ان تستمر صداقتهما حتي اخر يوم في حياته.

اغنيه "انتي انتي وبس انتي" من فيلم "فاطمه وماريكا وراشيل"..

شقيقته الصغري وكانت الاقرب له من بين 21 شقيق وشقيقه، الا ان علاقتهما كانت اشبه بعلاقه الاب وابنته، فكان يكبرها بعشره اعوام.

اصر فوزي علي ان يسلك طريق الفن رغم رفض وغضب والده، فترك منزلهما المتواضع في طنطا، وخاطر بكل شيء من اجل تحقيق حلمه، بان يكون اشهر المطربين في مصر، ولعبت هدي في هذه الفتره دور المرسال بين فوزي ووالدتهما، وذلك عن طريق الحواله البريديه، التي حملت الي فوزي شهريا مبلغ مادي وصل الي جنيه، لكي يساعده علي تسيير اموره.

توترت علاقتهما لفتره عندما حاولت العمل كمغنيه، ورفض ذلك بشده، واستمرت القطيعه لسنوات طويله، الا ان قلبها لم يتحمل ذلك، ورقت اليه بعد معرفتها انه مريض، قبل مرضه الاخير الذي انهي حياته، فطلبت من مديحه يسري التوسط لها عنده، وبالفعل سامحها فوزي، وشجعها علي استكمال ما بداته، وخاصه انها كانت في ذلك الوقت زوجه فريد شوقي، الذي وجده فوزي رجل محترم، فتعاونا بعد ذلك في اكثر من عمل غنائي، بالحانه وصوتها، ومن اشهر اغانيهما معا، "عمري ما دقت حنان"، "مافيناش من قوله اه"، "يا حلاوه الورد"، كما انتج لها فيلم "فتوات الحسينيه".

هدي سلطان "مال القمر ماله"..

عشقته في صغرها، وكان بمثابه فارس احلامها، فكانت تخرج من مدرستها لشراء صورا له، وتعلقها علي جدران غرفتها، واستمر عشقها له، حتي علمت بزواجه من مديحه يسري، وتمر الايام علي "فاتنه المعادي"، وتتزوج من رجل اعمال يكبرها في السن، وتنجب منه ثلاثه اطفال، وتنتقل لتعيش في المعادي، وتشاء الاقدار، وتلتقي بصنّاع الفن اللذين عرضوا عليها العمل كممثله نظرا لجمالها الذي يسر الناظرين، وبعد فتره عرض عليها الملحن بليغ حمدي الغناء، وتسجيل صوتها علي اسطوانات لكي يستمع اليها الجمهور في صالات السينما اوقات الاستراحه، فحددا موعد للمقابله، الا ان بليغ لم ياتِ بمفرده، بل جاء برفقه فوزي، وهو ما لم تتوقعه "كريمه"، والتي شعرت بخفقان شديد في القلب بعد تحقق حلمها ورؤيه حبيبها امام اعينها.

بعد فتره اعترف لها فوزي بحبه لها، وكانت في ذلك الوقت علاقتها بزوجها الاول انتهت، وانتظرا انقضاء شهور العده، لكي يرتبطا رسميا، واتفقا علي اعتزالها الفن نهائيا والتفرغ له، فاصبح لها فوزي كل شيء، الصديق والزوج، واب عطوف وحنون لابنائها.

اثناء فتره مرضه بعد التاميم، سافرت معه كريمه للندن ولامريكا لكي يتلقي العلاج، وهناك تعلمت فنون التمريض من اجل مرضه النادر، فاصبحت الممرضه التي ترعاه والزوجه التي تشاركه الامه، امله ان ياتي اليوم الذي يُشفي فيه من مرضه، واثناء تواجدهما في لندن، شعرت بان زوجها حالته النفسيه تزداد سوءا، ففكرت في امر يعيد روح فوزي المرحه من جديد، ويبعد عنه الاكتئاب.

استعانت كريمه بفتاه انجليزيه، لتمثل انها احدي معجبات فوزي، وتقاضت عن دورها هذا مبلغ من المال، ووجد فوزي فتاه تقتحم عليه غرفته في المستشفي وتنهال عليه بالقبلات والاحضان، مُعربه له عن اعجابها باعماله الفنيه، وطالبه منه التوقيع علي اوتوجراف.

وكان لهذه التمثيليه تاثير السحر علي فوزي، فارتفعت روحه المعنويه وبدا اكثر حرصاعلي الاهتمام بمظهره، حتي يراه المعجبين بصوره جيده كما اعتادوا دوما، فسالته كريمه عن سر هذا التحول اجابها "تصوري يا كريمه ان فيه من الانجليز اللي يعرفني، انا لازم اهتم بشكلي عشان المعجبات يشوفوني في صوره حلوه".

وبعد وفاته لم تُقبل علي الزواج مجددا، علي الرغم من صغر سنها، وجمالها، وتبرر ذلك قائله "لم ياتِ احدا يملا الفراغ الذي تركه فوزي في حياتي".

تعرف فوزي علي شاديه عندما كانت تخطو اولي خطواتها داخل عالم الفن، حيث تعاونا معا في فيلم "العقل في اجازه"، وكان عمرها انذاك 17 عام، لفتت انتباهه، وقدم لها الحان خفيفه تتناسب مع صوتها الناعم، وهي الفتره التي كان يرافقها فيها والدها "محمد شاكر" فلا يسمح بان تغيب عن عينه ليستكشف ذلك العالم الغريب الذي تدخله ابنته.

وتضمن الفيلم مشهد يتطلب من فوزي ان يُقبل شاديه، فثار الاب بعدما عرف بعزم المخرج حلمي رفله علي تصوير القبله، وقرر الانسحاب من الاستديو ومن الفيلم اذا لزم الامر، في حال عدم تراجع المخرج عن تصوير هذه القبله.

تطور الامر واصر كل من الطرفين علي رايه، فاضطر فوزي بصفته منتجا للفيلم اللجوء الي اتحاد النقابات الفنيه يطالبهم بالفصل في المشكله، وتم عقد جلسه جمعت كل الاطراف، لمناقشه اسباب الخلاف، وضمت اللجنه كوكب الشرق ام كلثوم، حيث كانت تتراس في ذلك الوقت نقابه الموسيقيين.

انحازت ام كلثوم لرغبه الاب، وتم حذف مشهد القبله وعادت شاديه برفقه والدها للاستديو لاستكمال باقي مشاهدها في الفيلم، لكن سرعان ما حدث صدام جديد بين فوزي و"شاكر"، بعدها قرر فوزي ان يكشف عن رغبته في الزواج من شاديه، وهو ما قابله والدها بالرفض والانسحاب مره اخري من الفيلم، مبررا رفضه بان فوزي متزوجا ولديه ابناء.

ونجح مخرج الفيلم حلمي رفله في نزع فكره الزواج من راس فوزي، وبعدها قبل "شاكر" بعوده شاديه لتصوير الفيلم، وفقاً لما نُشر في مجله "الكواكب"، عام 1977.

شاديه ومحمد فوزي "الحب له ايام"

تحولا الي الثنائي الغنائي الاول في مصر، هو بخفه ظله وروحه المنطلقه، وهي بجمالها الشديد وصوتها العذب، وقدما سته افلام، من اشهرهم "الانسه ماما"، "عدو المراه"، "الحب في خطر"، "فاعل خير".

بعد تعاونهما معا، وغنائه "شحات الغرام" تحت شرفتها في فيلم "ورد الغرام"، لٌقب فوزي بنفس الاسم، واصبحت الاغنيه من اشهر الاغاني حتي وقتنا هذا.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل