نيجيريا تبحث عن مستورد لنفطها الخام بدلا من الصين

تبذل نيجيريا جهودا كبيره لتسويق نفطها الخام لا سيما بعدما قررت الصين وقف استيراده من نيجيريا، وياتي ذلك في الوقت الذي وقعت فيه البلاد ضحيه لارتفاع انتاج الولايات المتحده من النفط الصخري.

وتعد الصين ثاني اكبر مستهلك للنفط الخام، ويشكل عدم استيرادها النفط مشكله كبيره قد تؤثر بشكل او باخرعلي النفط النيجيري.

تجدر الاشاره الي ان الصين تفضل استيراد النفط الخام الثقيل الذي يناسب شهيه مصافيها التي تنتج الكثير من زيت الوقود للحفاظ علي استمرار عجله الاقتصاد الصناعي وعمليه التصنيع، وذلك وفقا لبيانات اداره معلومات الطاقه الامريكيه.

ولاحظت اداره معلومات الطاقه الامريكيه ان الصين لديها ايضا الكثير من المصافي المعقده والمتطوره التي تستخرج نواتج التقطير وتتضمن مجموعه واسعه من المنتجات المكرره الاخف وزنا، مثل غاز البترول المسال او البنزين، والمنتجات الثقيله مثل زيت الوقود، وذلك عن طريق تقطير النفط الخام الثقيل، مما يجعل مصافي التكرير تحقق هوامش ربح افضل بكثير.

وتتجاهل الصين النفط الخام النيجيري في الوقت الراهن، كما ان طلب الصين للنفط الخفيف ضئيل للغايه. لهذا فقد حان الوقت لان تحاول نيجيريا البحث عن وسيله لجذب اهتمام الصين والترويج لنفطها الخام.

ووفقا لبيانات اداره معلومات الطاقه بالولايات المتحدة الأمريكية، فانه في عام 2014 تم توجيه 45% من صادرات النفط الخام النيجيري الي اوربا.

ولكن الازمه الحقيقيه لنيجيريا تكمن في اعتمادها بشكل كبير علي منطقه يعاني فيها الطلب علي النفط الخام من حاله ركود. حيث ان الكثير من اقتصاديات دول المنطقه ما زالت متعثره ولذلك تحتاج نيجيريا الي البحث عن الطلب علي النفط في البلدان التي تشهد نموا وبصفه خاصه دول قاره اسيا.

يذكر انه قبل نحو سبع سنوات فقط، كانت الولايات المتحده، التي لا تزال اكبر مستهلك للنفط في العالم، تشتري اكثر من مليون برميل يوميا من النفط الخام النيجيري الخفيف، الذي كان يمثل ما يقرب من 50 % من صادرات النفط النيجيريه. وفي عام 2014، لم تصدر نيجيريا سوي 3% فقط من نفطها الخام للولايات المتحده، وفقا لنفس البيانات التي نشرتها اداره معلومات الطاقه في الولايات المتحده الامريكيه. وبذلك فقدت نيجيريا اكبر مشتر لها، ويرجع ذلك الي الارتفاع الكبير في انتاج الولايات المتحده للنفط الصخري.

ويقال ان النفط الصخري الامريكي يشبه الي حد كبير النفط الخام النيجيري الخفيف الحلو في النوعيه، حيث ان الولايات المتحده تكتشف المزيد والمزيد من احواض الصخر الزيتي في اراضيها، فانها بالتالي لا تحتاج الي النفط من نيجيريا.

يذكر ان الولايات المتحده لم تستورد في العام الماضي، لمده سته اسابيع متتاليه بدءا من مطلع يوليو،برميل واحد من النفط الخام. وهذه هي المره الاولي التي لا تستورد فيها الولايات المتحده اي نفط خام من نيجيريا لمثل هذه الفتره من الوقت، وذلك منذ ان بدات اداره معلومات الطاقه الامريكيه بتجميع بياناتها قبل اربعه عقود.

واشار بيان اداره معلومات الطاقه الامريكيه الي ان ثوره النفط الصخري تاثرت بصوره عميقه في تركيبه سوق استيراد النفط بالنسبه للولايات المتحدة الأمريكية، والذي غير بصوره كبيره اتجاه تدفق النفط الخام سواء داخل اوربا او اسيا.وللاسف كانت نيجيريا اكبر ضحيه لهذا الاكتشاف.

ومع ذلك، تعتبر الهند اكبر مشتر للنفط الخام النيجيري، مما يعد اكثر الامور الايجابيه التي شهدتها نيجيريا. ولكن الطلب الهندي للنفط الخام النيجيري ضعيف وفي طريقه الي الزوال حيث يزيد طلب الهند علي النفط الخام في امريكا اللاتينيه بشكل حاد.