المحتوى الرئيسى

«حديث صريح»: هل يكفي إبداع باتريك ستيوارت؟

08/25 01:20

تحمل اجنده شبكه الكايبل الاميركيه «ستارز» عدداً من المشاريع الانتاجيه الطموحه، حقق بعضها نجاحاً يتراوح بين الجيد والمتوسط، فيما يحظي بعضها الاخر بترقب كبير وواعد. من الاعمال المرتقبه «الهه اميركيه» المقتبس عن روايه الكاتب البريطاني نيل غايمان، و «لحم وعظم» الذي سيعرض في شهر تشرين الثاني، ويتناول حياه راقصات الباليه.

احدث انتاجات الشبكه مسلسل «بلَنت توك» («حديث صريح» او «حديث بلَنت» من كنيه مقدّمه)، ويتناول سيره مقدّم برامج بريطاني يدعي والتر بلَنت، ويؤدّي دوره الممثل باتريك ستيوارت (75 عاماً). المذيع بطل سابق في حرب فوكلاند بين بريطانيا والارجنتين (1982)، ويعيش في لوس أنجلس حيث يقدّم برنامجه الاخباري «بلَنت توك»، علي شاشه قناه تلفزيونيّه.

المسلسل من كتابه جوناثان امِس الذي عمل سابقاً لصالح قناه «اتش بي او»، وبمشاركه سيث ماكفرلين، صاحب سلسله «فاميلي غاي» الكرتونيّه، كمنتج منفِّذ. عُرضت الحلقه الاولي من الموسم الاول مساء 22 اب ، لكن الحلقتين الاولي والثانيه نُشرتا علي الانترنت قبل ايام، ونشر ستيوارت الحلقه الاولي عبر حسابه النشط علي «فايسبوك» حيث يتواصل بشكل دائم مع المتابعين.

يمتدّ الموسم الاول علي عشر حلقات، ستليها علي الارجح 10 حلقات اخري كموسم ثان. ويشكّل العمل رهانا من «ستارز»، علي اعتبار ان نجماً من مكنه وتكمّن ستيوارت، يحمل المسلسل علي عاتقه، اذا جاز التعبير. ولكن ما يمكن ان يعدّ نقطه قوه المسلسل، اي ستيوارت، هو ما قد يكون نقطه ضعفه في الان ذاته.

يعرض المسلسل حياة والتر بلَنت في كواليس انتاج برنامجه؛ يعيش تجاذبات كبيره تؤثر علي مهنته وعلي استمرار عرض برنامجه المهدّد بالالغاء بعد تدنّي نسب متابعته. في ليله، يزجّ بلَنْت نفسه في مشكله بسبب قيادته مخموراً، وبجانبه بائعه هوي في السياره. يُعتقل لساعات، ويتعرض اثر ذلك لفضيحه كبيره، يجد الحلّ للخروج منها عبر ظهوره لمره اخيره، في محاوله لتبرير ما حصل معه، ويقرر ان يقوم هو ذاته بمقابله نفسه وطرح الاسئله علي «بلَنْت» الاخر الذي فيه. ينقذ بلَنْت برنامجه مؤقتاً، لكنّه لا يستطيع التغلب علي هواجسه وخوفه الدائم من فقدان عمله. تبدو ازمته، في احدي نواحيها علي الاقلّ، مرتبطه بواقع المهنه المتغير والمتسارع، ويبدو هو ذاته مشغولاً بهاجس القدره علي المواكبه، وتحقيق نجاح علي مستوي الارقام والاحصائيات (وهي من اولويات القناه) وعلي مستوي المصداقيه التي تدفعه لتصريح ملتبس مثل «عليّ ان اكذب كي اقول الحقيقه». يبدو بلَنْت، عبر استعراض ادائي، قريباً من شخصيّه باتريك ستيوارت نفسه، طائشاً لكنه عميق، ساخراً لكنّه مؤثّر، وفظّاً لكنَّه صادق.

لا يحمل العمل جديَّه مسلسلات تناولت مواضيع الاعلام والبرامج الإخبارية ــ مثل «نيوز روم» مثلاً ــ ولا يركِّز علي المهنه بقدر ما يستعرض ازمه بلَنْت في المهنه. يبدو اداء باتريك ستيوارت اخّاذاً كالعاده، وان بدا ان التركيز عليه وتحميله ثقل العمل بكامله، اضعف السياق العام في بعض المواقف التي بدت زائده ومبالغاً بها، برغم محاوله الممثل السبعيني الحفاظ علي توازن المشاهد. اما بقيّه الممثلين، ومن ضمنهم الممثله الاستراليه جاكي ويفر التي رشحت للاوسكار اكثر من مره، فقد جاء اداؤهم عاديّاً، ويخدم حركه العمل التي يوجهها ستيوارت بادائه الذي بدا غير مره اكبر من قدره ومساحه النصّ ذاته.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل