المحتوى الرئيسى

تفسير الشعراوي للآية 26 من سورة آل عمران

08/24 16:12

قال تعالي: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ اِنَّكَ عَلَي كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.. [آل عمران : 26].

وساعه تسمع كلمه (ملك)، فلنا ان نعرف ان هناك كلمه هي (مُلك) بضم الميم، وكلمه اخري هي (مِلك) بكسر الميم. ان كلمه (مِلك) تعني ان للانسان ملكيه بعض من الاشياء، كملكيه انسان لملابسه وكتبه واشيائه، لكن الذي يملك مالك هذا الملك فهذا تسميه (مُلك)، فاذا كانت هذه الملكيه في الامر الظاهر لنا، فاننا نسميه (عالم الملك)، وهو العالم المُشاهد، واذا كانت هذه الملكيه في الامر الخفي فاننا نسميه (عالم الملكوت). اذن، فنحن هنا امام (مِلك)، و(مُلك) و(ملكوت). ولذلك فعندما تجلي الحق سبحانه وتعالي علي سيدنا ابراهيم خليل الرحمن وكشف له ما خفي عن العيون وما ظهر، قال سبحانه: {وَكَذَلِكَ نري اِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السماوات والارض وَلِيَكُونَ مِنَ الموقنين}.. [الانعام: 75].

اي ان الله سبحانه وتعالي اراد لسيدنا ابراهيم ان يشاهد الملكوت في السماوات والارض، اي كل الاشياء الظاهره والخافيه المخفيه عن عيون العباد. وهكذا نري مراحل الحيازه كالاتي: ملك، اي ان يملك الانسان شيئا ما، وهذا نسميه مالكا للاشياء فهو مالك لاشيائه، ومالك لمتاعه اما الذي يملك الانسان الذي يملك الاشياء فاننا نسميه (مُلك)، اي انه يملك من يملك الاشياء، والظاهره في الاولي نسميها (مِلْك) فكل انسان له ملكيه بعض من الاشياء، وبعد ذلك تنحاز الي الاقل، اي ان تنسب ملكيه اصحاب الاملاك الي ملك واحد. 

فالملكيه بالنسبه للانسان تتلخص في ان يملك الانسان شيئا فيصير مالكا، وانسان اخر يوليه الله علي جماعه من البشر فيصير مَلِكاً، هذا في المجإل آلبشري.

اما في المجال الالهي، فاننا نُصعد لنري من يملك كل مالك وملك، انه الله سبحانه وتعالي. ولا يظن احد ان هناك انسانا قد ملك شيئا؛ او جاها في هذه الدنيا بغير مراد الله فيه فكل انسان يملك بما يريده الله له من رساله فاذا انحرف العباد فلابد ان يولي الله عليهم ملكا ظالما، لماذا؟ لان الاخيار قد لا يحسنون تربيه الناس. {وكذلك نُوَلِّي بَعْضَ الظالمين بَعْضاً بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ} .. [الانعام: 129].

وكان الحق سبحانه يقول: يايها الخيِّر- بتشديد الياء- ضع قدما علي قدم ولا تلوث يدك بان تنتقم من الظالم، فسوف اضع ولايه ظالم اكبر علي هذا الظالم الصغير، انني اربا بك ان تفعل ذلك، وسانتقم لك، وانت ايها الخيِّر منزه عندي عن ارتكاب المظالم ولذلك نجد قول الحق: {وكذلك نُوَلِّي بَعْضَ الظالمين بَعْضاً بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ} .. [الانعام: 129].

ونحن جميعا نعرف القول الشائع: (الله يسلط الظالمين علي الظالمين).

ولو ان الذين ظلموا مُكِّن منهم من ظلموهم ما صنعوا فيهم ما يصنعه الظالمون في بعضهم بعضا. ان الحق يسلط الظالمين علي الظالمين، وينجي اهل الخير من موقف الانتقام ممن ظلموهم.

اذن فنحن في هذه الحياه نجد (مالك) و(ملك) وهناك فوق كل ذلك (مالك الملك)، ولم يقل الله: انه (ملك الملك)؛ لاننا اذا دققنا جيدا في امر الملكيه فاننا لن نجد مالكا الا الله. {قُلِ اللهم مَالِكَ الملك} انه المتصرف في ملكه، واياكم ان تظنوا ان احدا قد حكم في خلق الله بدون مراد الله، ولكن الناس حين تخرج عن طاعه الله فان الله يسلط عليهم الحاكم الظالم، ولذلك فالحق سبحانه يقول في حديثه القدسي: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: «يطوي الله- عز وجل- السموات يوم القيامه، ثم ياخذهن بيده اليمني، ثم يقول: انا الملك، اين الجبارون؟ اين المتكبرون؟ ثم يطوي الارض بشماله، ثم يقول: انا الملك، اين الجبارون؟ اين المتكبرون؟».

اياك ايها المؤمن ان تظن ان احدا قد اخذ الملك غضبا من الله. انما الملك يريده الله لمن يؤدب به العباد. وان ظلم الملك في التاديب فان الله يبعث له من يظلمه، ومن راي ظلم هذا الملك او ذاك الحاكم فمن الجائز ان يريه الله هذا الملك او ذلك الحاكم مظلوما. انه القول الحكيم يؤكد لنا انه سبحانه وتعالي مالك الملك وحده.

ان الحق سبحانه يامر رسوله الكريم: {قُلِ اللهم مَالِكَ الملك} ان كلمه (اللهم) وحدها فيها عجب من العجائب اللغويه، ان القران قد نزل باللسان العربي وامه العرب فصيحه اللسان والبيان والبلاغه، وشاء الحق ان يكون للفظ الجلاله (الله) خصوصيه فريده في اللغه العربيه.

ان اللغه العربيه تضع قاعده واضحه وهي الا يُنادي ما فيه، اداه التعريف، مثل (الرجل) ب (يا) فلا يقال: (يا رجل) بل يقال: (يايها الرجل) لكن اللغه التي يسرها الله لعباده تخص لفظ الجلاله بالتقديس، فيكون من حق العباد ان يقولوا: (يا الله). وهذا اللفظ بجلاله له تميز حتي في نطقه.

ولنا ان نلحظ ان العرب من كفار قريش وهم اهل فصاحه لم يفطنوا الي ذلك، فكان الله يرغم حتي الكافرين بان يجعل للفظ الجلاله تميزا حتي في افواه الكافرين فيقولون مع المؤمنين: (يا الله). اما بقيه الاسماء التي تسبقها اداه التعريف فلا يمكن ان تقول: (يا الرجل) او (يا العباس) لكن لابد ان تقول (يايها الرجل)، او (يايها العباس)، ولا تقول حتي في نداء النبي: (يا النبي)، وانما تقول: (يايها النبي).

لكن عند التوجه بالنداء الي الله فاننا نقول: (يا الله)، انها خصوصيه يلفتنا لها الحق سبحانه بانه وحده المخصوص بها، وايضا ما راينا في لغه العرب عَلَماً دخلت عليه (التاء) كحرف القسم الا الله، فاننا نقول (تالله)، ولم نجد ابدا من يقول (تزيد) او (تعمرو).

اننا لا نجد التاء كحرف قسم الا في لفظ الجلاله، ولا نجد ايضا علما من الاعلام في اللغه العربيه تحذف منه (يا) في النداء وتستبدل بالميم الا في لفظ الجلاله فنقول: (اللهم) كل ذلك ليدل علي ان اللفظ في ذاته له خصوصيه المسمي. (قل اللهم) وكان حذف حرف النداء هنا يُعلمنا ان الله هو وحده المستدعي بدون حرف نداء. (اللهم) وفي بعض الالسنه يجمعون الياء والميم، مثل قول الشاعر:

اني اذا ما حادث المَّا *** اقول ياللهم يا اللهمَّا

انها خصوصيه لصاحب الخصوصيه الاعلي. {قُلِ اللهم مَالِكَ الملك} وقد يسال انسان لماذا لم يقل الحق: (ملك الملك)؟ هنا لابد ان نعرف انه سياتي يوم لا تكون فيه اي ملكيه لاي احد الا الله، وهو المالك الوحيد، فهو سبحانه يقول: {رَفِيعُ الدرجات ذُو العرش يُلْقِي الروح مِنْ اَمْرِهِ علي مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنذِرَ يَوْمَ التلاق يَوْمَ هُم بَارِزُونَ لاَ يخفي عَلَي الله مِنْهُمْ شَيْءٌ لِّمَنِ الملك اليوم لِلَّهِ الواحد القهار}.. [غافر: 15-16].

ان قول الحق هنا: (مالك الملك) توضح لنا ان ملكيه الله وهي الدائمه والقادره واضحه، وجليه، ومؤكده، ولو قال الله في وصف ذاته: (ملك الملك) لكان معني ذلك ان هناك بشرا يملكون بجانب الله، لا، انه الحق وحده مالك الملك. وما دام الله هو مالك الملك، فانه يهبه لمن يشاء، وينزعه ممن يشاء. وهنا نلاحظ ان قول الحق: انه مالك الملك يعطي الملك لمن يشاء وينزع الملك ممن يشاء تاتي بعد عمليه المحاجّه، وبعد ان تهرب بعض من اهل الكتاب من تطبيق حكم الله بعد ان دعوا اليه، فتولي فريق منهم واعرض عن حكم الله، وعللوا ذلك بادعاء انهم ابناء الله واحباؤه وان النار لن تمسهم الا اياما معدودات.

كل هذه خيارات من لطف الله وضعها امام هؤلاء العباد، خيارات بين اتباع حكم الله او اتباع حكم الهوي، لكنهم لم يختاروا الا الاختيار السيء، حكم الهوي. ولذلك ياتي الله بخبر اليوم الذي سوف يجيء، ولن يكون لاحد اي قدره، او اختيار.

ان حق الاختيار موجود لنا في هذه الدنيا، وعلينا ان نحسن الاختيار في ضوء منهج الله.

ولنتامل هذا المثل الذي حدثتنا عنه السيره النبويه الطاهره، حينما جاءت غزوه الاحزاب التي اجتمع فيها كل خصوم الدعوه، واشتغل اليهود بالدس والوقيعه، واراد رسول الله صلي الله عليه وسلم ان يحفر بمشوره سلمان الفارسي خندقا حول المدينه المنوره. ومعني ( الخندق)، اي مساحه من الارض يتم حفرها بما يعوق التقدم. وكان المقاتلون يعرفون ان الفرس يستطيع ان يقفز مسافه ما من الامتار.

لقد حاول المؤمنون اثناء حفر الخندق ان يكون اتساع اكبر من قدره الخيل، ولننظر الي دقه الاداره عند رسول الله صلي الله عليه وسلم، ان سلمان الفارسي قد اقترح ان يتم حفر الخندق، وفيما يبدو انه قد اخذ الفكره من بيئته وقبل الرسول صلي الله عليه وسلم الفكره واقرها، وفعلها المسلمون.

اذن فليس كل ما فعله الكفار كان مرفوضا من رسول الله صلي الله عليه وسلم، ولكن الرسول صلي الله عليه وسلم قبل تطبيق كل الاعمال النافعه، سواء اكان قد فعلها الكفار من قبل ام لا، وراي الرسول صلي الله عليه وسلم ان عمليه الحفر مرهقه بسبب جمود الارض وصخريتها في بعض المواقع، لذلك وضع حصه قدرها اربعون ذراعا لكل عشره من الصحابه، وبذلك وزع الرسول الكريم العمل والمسئوليه، ولم يترك الامر لكل جماعه خشيه ان يتواكلوا علي غيرهم.

وتوزيع المسئوليه يعني ان كل جماعه تعرف القدر الواضح من العمل الذي تشارك به مع بقيه الجماعات وقد يسال سائل: ولماذا لم يوزع الرسول صلي الله عليه وسلم التكليف لكل واحد بمفرده؟ ونقول: انها حكمه الاداره والحزم هي التي جعلت الرسول صلي الله عليه وسلم يتعرف علي حقيقه واضحه، وهي ان الذين يحفرون من الصحابه ليسوا متساوون في القدره والمجهود، لذلك اراد لكل ضعيف ان يكون مسنودا بتسعه من الصحابه.

ان الرسول صلي الله عليه وسلم لم يجعل الامر مشاعا، بل كان هناك تحديد للمسئوليه، لكنه لم يجعل المسئوليه مشخصه تشخيصا اوليا ومحددا بكل فرد، وذلك حتي يساعد الاقوياء الضعيف من بينهم. لقد ستر رسول الله صلي الله عليه وسلم الضعيف بقوه اخوانه، وساعه ان يوجد ضعيف بين عشره من الاخوان يحملون عنه ويحفرون، فان موقفه من اصحابه يكون المحبه والالفه، ويكون القوي قد افاض علي الضعيف.

وكان عمرو بن عوف ضمن عشره منهم سلمان الفارسي رضي الله عنه، فلما جاءوا ليحفروا صادفتهم منطقه يقال عنها: (الكئود)، ومعني (الكئود) هي المنطقه التي تكون صلبه اثناء الحفر، فالحافر اذا ما حفر الارض قد يجد الارض سهله ويواصل الحفر، اما اذا صادفته قطعه صلبه في الارض فانه لا يقدر عليها بمعوله لانها صخريه صماء، فيقال له: (اكدي الحافر).

وعندما صادف عمرو بن عوف وسلمان الفارسي والمغيره وغيرهم هذه الصخره الكئود، قالوا لسلمان: (اذهب فارفع امرنا لرسول الله صلي الله عليه وسلم). ومن هذا نتعلم درسا وهو ان المُكلّفَ مِنْ قِبَل مَنْ يكلفه بامر اذا وجد شيئا يعوقه عن اداء المهمه فلابد ان يعود الي من كلفه بها.

وذهب سلمان الي رسول الله صلي الله عليه وسلم، وحضر رسول الله صلي الله عليه وسلم مع سلمان الي الموقع واخذ المعول وجاء علي الصخره الكئود وضربها، فحدث شرر اضاء من فرط قوه الاصطدام بين الحديد والصخره، فهتف رسول الله صلي الله عليه وسلم: الله اكبر فُتِحَتْ قصور بصري بالشام، ثم ضرب ضربه اخري، وقال الرسول صلي الله عليه وسلم: الله اكبر فُتِحَتْ قصور الحمراء بالروم. وضرب ضربه ثالثه وقال: الله اكبر فُتِحَتْ قصور صنعاء في اليمن، فكانه حين ضرب الضربه اوضح الله له معالم الاماكن التي سوف يدخلها الاسلام فاتحا ومنتصرا، فلما بلغ ذلك القول اعداء رسول الله صلي الله عليه قال الاعداء للصحابه: يمنيكم محمد بفتح قصور صنعاء في اليمين، والحمراء في الروم، وفتح قصور بصري، وانتم لا تستطيعون ان تبرزوا لنا للقتال فانزل الله قوله: {قُلِ اللهم مَالِكَ الملك تُؤْتِي الملك مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الملك مِمَّنْ تَشَاءُ...}.

ان المساله ليست عزما من هؤلاء المؤمنين، انما هي نيه علي قدر الوسع، فان فعلت اي فعل علي النيه بقدر الوسع فانتظر المدد من الممد الاعلي سبحانه وتعالي.

ان الله سبحانه هو الذي يعطي الملك، وهو الاله الحق الذي ينزع ملك الكفر في كسري والروم وصنعاء، ويعطي سبحانه الملك لمحمد رسول الله واصحابه، وينزعه من قريش، وينزع الملك من يهود المدينه حيث كانوا يريدون الملك.

ان قول الحق: {وَتَنزِعُ الملك مِمَّنْ تَشَاءُ} تجعلنا نتساءل: ما النزع؟ انه القلع بشده، لان الملك عاده ما يكون متمسكا بكرسي الملك، متشبثا به، لماذا؟ لان بعضا ممن يجلسون علي كراسي السلطان ينظرون اليه كمغنم بلا تبعات فلا عرق ولا سهر ولا مشقه او حرص علي حقوق الناس، انهم يتناسون سؤال النفس (وماذا فعلت للناس)؟ ان الواحد من هؤلاء لا يلتفت الي ضروره رعايه حق الله في الخلق فيسهر علي مصالح الناس ويتعب ويكد ويشقي ويحرص علي حقوق الناس.

اننا ساعه نري حاكما متكالبا علي الحكم، فلنعلم ان الحكم عنده مغنم، لا مغرم. ولنر ماذا قآل سيدنا عمر بن الخطاب عندما قالوا له: ان فقدناك- لا نفقدك- نولي عبد الله بن عمر، وهو رجل قرقره الورع.

فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: بحسب ال الخطاب ان يُسال منهم عن امه محمد رجل واحد، لماذا؟ لان الحكم في الاسلام مشقه وتعب.

لقد جاء الحق بالقول الحكيم: {وَتَنزِعُ الملك مِمَّنْ تَشَاءُ} وذلك لينبهنا الي هؤلاء المتشبثين بكراسي الحكم وينزعهم الله منها، ان المؤمن عندما ينظر الي الدول في عنفوانها وحضاراتها وقوتها ونجد ان الملك فيها يسلب من الملك فيها علي اهون سبب. لماذا؟ انها اراده الخالق الاعلي، فعندما يريد فلا راد لقضائه.

ان الحق اما ان ياخذ الحكم من مثل هذا النوع من الحكام، واما ان ياخذه هو من الحكم، ونحن نري كل ملك وهو يوطن نفسه توطينا في الحكم، بحيث يصعب علي من يريد ان يخلعه منه ان يخلعه بسهوله، لكن الله يقتلع هذا الملك حين يريد سبحانه.

وبعد ذلك يقول الحق: {وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ} لان ظواهر الكون لا تقتصر علي من يملك فقط، ولكن كل ملك حوله اناس هم (ملوك ظل). ومعني (ملوك الظل) اي هؤلاء الذين يتمتعون بنفوذ الملوك وان لم يكونوا ظاهرين امام الناس، ومن هؤلاء ياتي معظم الشر. انهم يستظلون ويستترون بسلطان الملك، ويفعلون ما يشاءون، او يفعل الاخرون لهم ما يامرون به، وحين يُنزع الملك فلا شك ان المغلوب بالظالمين يعزه الله، واما الظالمون لانفسهم فيذلهم الله؛ لذلك كان لابد ان يجيء بعد {تُؤْتِي الملك مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الملك مِمَّنْ تَشَاءُ} هذا القول الحق: {وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ}. لماذا؟ لان كل ملك يعيش حوله من يتمتع بجاهه ونفوذه، فاذا ما انتهي سلطان هذا الملك، ظهر هؤلاء المستمعون علي السطح. وهذا نشاهده كل يوم وكل عصر. {وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ بِيَدِكَ الخير}.

نرشح لك

أهم أخبار رمضان

Comments

عاجل