المحتوى الرئيسى

دينج شياو بينج.. قصة "القطة الكفء" تغير العالم

08/24 13:39

"ليس المهم لون القطه ابيض ام اسود.. ما دامت القطه تصطاد الفار فهي قطه جيده".. بتلك الجمله قاد السياسي والمنظر والقائد "دينج شياو بينج" جمهوريه الصين ابان فتره حكمه بين عامي 1978 و1992 نحو تبني رؤيه اقتصاديه تنطلق من تحقيق كفايه المواطن وتتطلع لمكانه عالميه تسهم في مزيد من توحد الصينيين وراء هويه فعاله تمارس النجاح.

وكانت رؤيه "بينج" تدور حول اهميه حصول الصين علي التكنولوجيا ورؤوس الاموال التي تحتاجها من اجل النهضه باي شكل وباي طريقه.

كانت لـ "بينج" نبوءه بان الصين تحتاج الي نصف قرن لاستكمال عمليه التحديث والسيطره السياسيه والاقتصاديه، وكانت هذه النبوءه في عام 1978 عندما كانت الصين دوله تقف علي اعتبا العالم لا تزال تنفض غبار الحرب الاهليه عنها، وهي الحرب التي نجمت عن عقود من التمزق والاهمال. ينتهي نصف القرن الذي مثل فتره التحول عند "بينج" في العام 2028. فكيف هي الصين اليوم؟ وما المسار الذي سلكته؟

وُلد دينج شياو بينج في 22 اغسطس 1904 في بلده قوانج ان، بمقاطعه سيتشوان، جنوب غرب الصين، لعائله ميسوره من الفلاحين.

دخل المدرسه الابتدائيه في عام 1911، وهو نفس العام الذي اطيح فيه باخر امبراطور في تاريخ الصين، الامبراطور "بو يي" من اسره تشينغ، في الثوره التي قادها "صن يات صن".

التحق بمدارس المقاطعه حتي الثانوية العامة، ثم سافر الي فرنسا في مطلع العشرينات للعمل والدراسه وكان عمره 16 عام.

تعرف بينج في باريس علي صراع الافكار بين الكتلتين الشريه والغربيه، وقرا عن اطروحات ماركس ولينين، وتعلق بهذا المسار من مسارات النهضه في بدايه شبابه، وهو ما انعكس علي بقيه مسار شبابه.

انضم بينج عام 1921 الي رابطه الشباب الشيوعيين الصينيين في اوروبا، بقياده الزعيم الصيني المعروف الراحل "تشو ان لاي"، ومن ثم انضم الي الحزب الشيوعى الصينى عام 1924، وغادر الي باريس عام 1926، واخذه الطريق نحو موسكو، وطلبت منه الامميه الشيوعيه "الكومنترن" هناك العوده للصين.

لمّا عاد الي الصين في مطلع عام 1927، غيّر اسمه الي "دنغ شياو بينغ" وتعني "السلام الفتي"، في اشاره الي بدايه مرحله هامه في حياته، واستقر دينج، في شمال الصين اولًا، لكنه اضطر للانتقال جنوبًا بسبب الحمله القويه لحزب الكومينتانج (الحزب الوطني الشعبي الصيني) بزعامه "تشينج كاي شيك" ضد الشيوعيين، وقاد انتفاضه شعبيه غير موفقه في مقاطعه قوانجشي في عام 1929 ضد حكومه الكومينتانج، حتي اشتعلت الحرب الاهليه بين1927 و1949.

نجح في قياده الجيش الاحمر خلال الحرب الاهليه التي اطاحت بـ "الكومينتانج"، والتمهيد لتاسيس جمهوريه الصين الشعبيه عام ، ليشغلمنصب مدير القسم السياسي للحزب، وتولي مهمه المفوض السياسي الحزبي للكتيبه 129 من جيش الطريق الثامن، خلال مقاومه الغزو الياباني، حتي نمت وتطورت لتصبح واحده من اكبر الوحدات العسكريه خلال تلك الحرب.

بعد انتهاء الحرب الاهليه وتاسيس الجمهوريه عام 1949، وخلال هذه الفتره تولي منصب نائب رئيس مجلس الدوله (مجلس الوزراء الصيني)، ونائب رئيس لجنه الشؤون الماليه، ثم وزيرًا للماليه، ومديرًا لمكتب الاتصالات للحزب، الي ان تفرغ من كل هذه المناصب، عدا نائب رئيس مجلس الدوله، ليتبوا منصب الأمين العام للجنه المركزيه للحزب الشيوعي الصيني عام 1954، ثم عضوا في المكتب السياسي للحزب.

خلال انعقاد اول دوره للمجلس الوطني الرابع لنواب الشعب في بكين عام 1975، تم تكليفه بتسيير شؤون البلاد كنائب لرئيس مجلس الدوله.

اجبر بينج علي التنحي من منصبه في الحزب والدوله بسبب خلافات مع زملائه الثوريين الذين الصقوا به العديد من التهم، لكنه عاد للحياه السياسيه في سبتمبر 1976، وخلال الفتره بدءًا من عام 1977 اكتسب خبرات حتي تولي عام 1978 المكانه القياديه الاعلي بالصين، وهي رئيس اللجنه العسكريه المركزيه، الذي استقال منها عام 1989، ثم تقاعد عن العمل السياسي.

بعد ان مرّت الصين بفتره صعبه ومعقده، دفع الامر القياده السياسيه ممثله في "بينج" الي النظر في تحرير العقول ومن قبل هذا الشروع في خطه لتحرير الاقتصاد المخطط شديد المركزيه الذي تتولي الحكومه فيه التخطيط والتنفيذ والتدبير والمسؤوليه عن كل شيء في هذا البلد.

في تلك الفتره، وفي نوفمبر 1978 تحديدًا، تهيات لـ "بينج" فرصه السفر الي 3 دول اسيويه مجاوره هي تايلاند وماليزيا وسنغافوره، وتعزز ايمانه هناك بضروره التطوير والاصلاح من اجل انهاض الصين.

ورغم التجارب والخلافات والتناقضات التي ظهرت في الاتحاد السوفيتي سابقًا، الا انه كان حريصا علي انتهاج اشتراكيه بخصائص صينيه، ومعالجه المشكلات الانيه للصين، استنادًا الي واقعها الفعلي، وليس علي اساس قوالب تاريخيه او ايديولوجيه جاهزه، ولهذا نجحت الصين بقيادته اكثر من نجاح الاتحاد السوفيتي مع سياسه "البيريسترويكا" التي انتهجها الرئيس السوفيتي الاسبق ميخائيل جورباتشوف.

بدات مسيرته الاصلاحيه عندما طرح الاستراتيجيه التنمويه الملائمه لواقع الصين، من 3 خطوات، ووضع فتره 70 سنه لتحقيق اهدافها، وركز علي ان يوفر خلال الخطوه الاولي الغذاء والكساء للمواطنين خلال 10 سنوات، وتحقق هذا الهدف قبل الموعد المحدد في نهايه الثمانينات.

وكانت الخطوه الثانيه تتمثل في زياده اجمالي الناتج المحلي لعام 1980 بواقع 4 اضعاف في نهايه القرن الـ20، وتحقق هذا الهدف ايضًا في عام 1995 قبل الموعد المحدد.

وتمثلت الخطوه الثالثه ضمن رؤيته في زياده معدل دخل الفرد بالنسبه لاجمالي الناتج المحلي ليصل عام 2050 الي معدل الدول المتوسطه النمو، ويكون المواطن الصيني متمتعًا بمستوي حياه رغيده، وتكون التحديثات قد تحققت من حيث الاساس.

أهم أخبار اقتصاد

Comments

عاجل