المحتوى الرئيسى

في الذكرى الرابعة لرحيله.. 4 محطات سينمائية هامة في حياة "الدنجوان" كمال الشناوي

08/23 21:42

هو واحد من اذكي ابناء جيله واحد اعضاء نادي المائتي فيلم.. بدا مسيرته الفنيه مع بدايه نهوض السينما المصرية في الاربعينيات، واستمرت حتي وفاته في 22 اغسطس سنه 2011.. بدا حياته فنانا تشكيليا ومدرسا للرسم بمحافظات الصعيد ومنها الي السودان، ثم عاد الي القاهره وقرر اقتحام عالم السينما، وقدم اول ادواره في فيلم "غني حرب" بسنه 1947.

ويضم رصيد كمال الشناوى حوالي 227 عملا فنيا ما بين سينما وتلفزيون واذاعه، كما اسس شركه انتاج وكتب عدد من الأفلام السينمائية، وكانت له تجربه اخراجيه وحيده في فيلم "تنابله السلطان" في سنه 1965، وفي هذه المسيره الحافله والمليئه بالادوار المميزه يوجد عدد من الادوار الهامه التي شكلت محطات في حياه واحد من اشهر "دنجوانات السينما المصريه".

في سنه 1950، قدم المخرج الكبير هنري بركات فيلمه "امير الانتقام" من تاليف يوسف جوهر ويوسف عيسي، وهو بطوله انور وجدي، وفريد شوقي، ومحمود المليجي، وسراج منير، وكمال الشناوي، ومديحه يسري، وساميه جمال، وحسين رياض، وفي هذا الفيلم قدم الشناوي دور "شاهين" وهو احد الثلاثه الذين يوقعون بـ "حسن الهلالي" او انور وجدي، لتبدا رحله انتقامه منهم.

وقدم الشناوي دور الشرير في هذا الفيلم ببراعه يُحسد عليها، وباداء متماسك وجيد، بل وتكمن اهميه دور "شاهين" في حياه كمال الشناوي هو اثبات قدرته التمثيليه وخروجه من ادوار "فتي الشاشه الاول" او الشخص وسيم الشكل والمهذب والانيق، ليدخل مرحله الشرير الخبيث او الشخص الذي يتلاعب بالبطل، بينما مظهره يوحي بعكس ذلك، لتنفتح امام الشناوي منطقه جديده في التمثيل.

* "رؤوف علوان" في "اللص والكلاب"

وعوده مره اخري لادوار الشرير والقادر علي التلاعب بالبطل والاشخاص المحيطين به، ففي سنه 1962 قدم المخرج الكبير كمال الشيخ عن روايه نجيب محفوظ وسيناريو وحوار صبري عزت فيلم "اللص والكلاب"، والذي قام ببطولته شكري سرحان، وشاديه، وكمال الشناوي، وزين العشماوي، وصلاح جاهين.

شكري سرحان "سعيد مهران" وكمال الشناوي "رؤوف علوان" في فيلم "اللص والكلاب"

وفي هذا الفيلم قدم كمال الشناوي دور الشرير الذي يحرّض "سعيد مهران" علي السرقه، ويحوله الي مجرم، وفي رايي فان دور "رؤوف علوان" الذي قدمه كمال الشناوي باقتدار هو واحد من اهم ادواره علي الاطلاق، والذي استحضر فيه الشناوي كل ملكاته وموهبته التمثيليه، واستغل فيه كل ادواته من الشكل الي حركات الجسم الي الصوت، ليصل الي حافه الكمال في الاداء بهذا الدور.

"خالد صفوان".. حينما يصبح الامن العام هدف شخصي

في سنه 1975، قدم المخرج علي بدرخان فيلمه الجريء والمثير للجدل "الكرنك"، عن قصه نجيب محفوظ وسيناريو وحوار ممدوح الليثي، وبطوله نخبه من المع نجوم الفن وقتها، علي راسهم سعاد حسني، ونور الشريف، وكمال الشناوي، وفريد شوقي، وتحيه كاريوكا، وعلي الشريف، وشويكار، وعماد حمدي، وحسن حسني، ومحمد صبحي، ومصطفي متولي، وصلاح ذو الفقار، ويونس شلبي وغيرهم.

كمال الشناوي "خالد صفوان" وسعاد حسني في فيلم "الكرنك"

وهذه المره لا يمكنك ان تثبت ان كمال الشناوي قدم دور الشرير، بل ان دور احد الممثلين لمراكز القوي "خالد صفوان" والذي قدمه الشناوي هو دور مركب ومعقد يوازي دور "اسماعيل الشيخ" او نور الشريف تركيبا وتعقيدا، فهو المامور وفي نفس الوقت المستقر في منصبه والمهدد في اي لحظه بالاستبعاد بسبب وشايه احد زملائه، وفي نفس الوقت هو لا يريد الترقي الي منصب اكبر، فهو يري السلطه كلها في منصبه هذا، ويري ان اي ترقيه هي مجرد عقاب مستتر علي تقصير في واجبه، وبالتالي فان قسوته لها ما يبررها بداخله، فهو المحافظ علي النظام والامن العام والذي اختلط بامنه الشخصي، فصارا شيئا واحدا، فالامن لن يستتب اذا غادر "خالد صفوان" منصبه.

كل هذه التفاصيل التي ابرزها كمال الشناوي وهو يؤدي دور "خالد صفوان" جعلت من دوره "ايقونه" اخري في مسيرته الفنيه، ليثبت انه ليس قادر علي التعامل مع الشخصيات المركبه فحسب، وانما قادر ايضا علي التعامل مع المراحل العمريه المختلفه، وقادر علي ان يكون ممثلا قديرا في اي مرحله من مراحل عمره.

"العوامه 70".. هل تستطيع ان تمثل دور الزمن؟

في سنه 1982، قدم المخرج خيري بشاره واحدا من اهم افلامه، وهو فيلم "العوامه رقم 70"، من تاليف خيري بشاره وفايز غالي، ومن بطوله احمد زكي، وتيسير فهمي، وماجده الخطيب، واحمد بدير، وكمال الشناوي، ليقدم كمال الشناوي اهم واجمل ادواره في رايي، اذ قدم دور عم "احمد الشاذلي" او احمد زكي المنبوذ بسبب تاريخه، وكونه سكير اضاع حياته في النزوات والخمر.

ولم يقدم كمال الشناوي في هذا الفيلم دور العم الناصح او الشخص الذي يحاول مساعده البطل فحسب، وانما قدم جيلا كاملا انتهي دوره الفعلي في المجتمع المصري بنكسه 1967، فقدم النموذج الاكثر اتساقا مع ذاته، فلم يكن من الراغبين في العوده الي الحياه بعد انتصار 1973 مثلما فعل العديد من ابناء هذا الجيل، بل ترك المساحه لجيل "احمد الشاذلي" المختلف فكريا واجتماعيا عن جيله، ولكنه كان في نفس الوقت ناصحا ومرشدا له بخبره وثقافه حياتيه، وربما اصعب ما في هذا الدور هو ان الشناوي لم يقدم دور شخص بل قدم دور "زمن" وجيل باكمله.

ومره اخري يبرهن كمال الشناوي علي قدرته الفائقه في استيعاب مراحله العمريه، بل وايضا في استيعاب الموجه الجديده التي شهدتها السينما المصريه، بصعود المخرجين الجدد وقتها محمد خان وخيري بشاره وعاطف الطيب ورافت الميهي، ولحق بهم داوود عبدالسيد، والذين غيّروا كثيرا من ملامح السينما المصريه.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل