المحتوى الرئيسى

بيشوى القمص يكتب: قصة الثورة المصرية (1) بداية النهاية | ساسة بوست

08/23 15:36

منذ 1 دقيقه، 23 اغسطس,2015

الالهام جاء من تونس .. من ثورة الياسمين ، التي اطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي .. والنموذج يمكن تمصيره حتي لو ادعي سدنه الجمهوريه العتيقه ان مصر ليست تونس، وجاءت تصريحات المسئولين في النظام المصرين لتعكس مدي خوفهم من تصدير الثورة الي مصر ..

بمجرد تنحي بن علي ، استشعر الشباب ان الفرصه سانحه لتكرار تجربه تونس.

و بدات الدعوه علي صفحه “كلنا خالد سعيد” علي موقع Facebook الي مظاهره كبري يوم عيد الشرطة 25 يناير امام مقر وزارة الداخلية تحت شعار “فعلتها تونس و ستفعلها مصر” ، كانت الفكره كلها مبنيه علي فقره من كتاب “الطريق الي قصر العروبة” للمؤلف محمد علي ، ذكر فيه انه “لو تجمع مائه الف مواطن في ميدان التحرير سينالوا ما يريدون” ، و انتشرت الدعوه كالهشيم في النار ، وجذبت اكثر من اربعه وخمسين الف مشترك في يومين.

وكان عبد الرحمن منصور المدير (الادمن) الثاني لصفحه “كلنا خالد سعيد” ، قد اقترح في 26 ديسمبر 2010م علي وائل غنيم ـ مؤسس الصفحه الذي لم يكن معروفاً حتي تلك اللحظه ـ ان تقوم الصفحه بالدعوه الي فعاليات ووقفه صامته يوم عيد الشرطه في 25 يناير، علي غرار ما قامت به حركه 6 ابريل في عام  2009م ، وفي 30 ديسمبر ذكرت الصفحه “يوم 25 يناير” لاول مره من خلال “بوست” علي صفحه “كلنا خالد سعيد” :

“يوم 25 يناير ـ هو يوم عيد الشرطه اجازه رسميه ـ اعتقد انهم خلال سنه عملوا حاجات كتير تستحق الاحتفال بيهم علي طريقتنا الخاصه .. ايه رايكم؟”

في 14 يناير 2011م قام وائل متاثرا باراء اعضاء الصفحه التي وضعوها في تعليقاتهم بتغيير عنوان الحدث المرتقب ليكون “ثوره علي التعذيب والبطاله والفساد والظلم” ، ثم تم تعديل الموعد ليكون في يوم عيد الشرطه نفسه داعياً اياه “يوم الغضب” ، خصوصاً ان هذا اليوم سيكون يوم عطله رسميه، وكانت هذه هي اول دعوه حقيقيه الي ثوره 25 يناير ، و انتشرت الدعوه بين اعضاء الصفحه الذين تجاوزوا انذاك اكثر من ثلاثمائه وخمسين الف عضو ، و تعاون وائل غنيم الذي كان لا يزال في هذا الوقت مجهول الهويه مع النشطاء الموجودين في الشارع للاعلان عن اماكن المظاهرات، واعلنت الصفحه لاحقاً الخطه المبدئيه للتظاهرات، وحددت اماكن مركزيه لتجمع المواطنين، و بدات بوادر الاستجابه تلوح في الافق، فظهرت الاف الصور لشباب غير مسيس علي موقع Facebook يحملون لافتات تحمل عبارات تؤكد مشاركتهم في الحدث المرتقب بوجوه سافره، مما يعني ان حاجز الخوف المعتاد قد بدا في الانكسار.

وجهت حركه شباب (6 ابريل) الدعوه الي الشباب من مختلف التيارات السياسيه وجميع اطياف الشعب المصري للتعبير عن رفضهم للممارسات الساديه التي تنتهجها وزاره الداخليه في تعاملها مع المواطنين، وقالت الحركه: ان المظاهره ستكون تحت عنوان: “عايز اعيش” ، وسترفع شعار “عيش .. حريه .. كرامه انسانيه” ، موضحه ان المظاهره تهدف الي المطالبه بحد ادني للاجور و بدل بطاله للخريجين، و قام بعض قيادات حركه (6 ابريل) بالتواصل مع قيادات الالتراس في مصر للتنسيق معهم للمشاركه وهو الامر الذي قوبل بترحاب شديد من ناحيه شباب الالتراس، وفي السياق نفسه وزع نشطاء الجبهه الحره للتغيير السلمي نحو ثلاثه الاف دعوه في مناطق الشرابيه و الوايلي وباب الشعريه للمشاركه يوم 25 يناير بالتزامن مع عيد الشرطه، ودعا المنشور المواطنين الي التحرك من اجل التحرر من النظام.

ومن جانبه دعي عبد الحليم قنديل المنسق العام السابق لحركه كفايه، الي التخلي عن سلالم نقابه الصحفيين والعمل في الشارع ، وقال “اتمني ان يصل عدد المتظاهرين الي عشره الاف، ويستمروا لمده اسبوع واحد في القاهره لتغيير النظام”.

واعلن د.محمد البرادعي عن دعمه للمظاهرات ، و قال في تغريده علي موقع Twitter “اؤيد بقوه دعوه الشعب للتظاهر السلمي الحاشد ضد القمع والفساد”.

وفي المقابل ظهرت صفحات اخري مضاده من شباب الحزب الوطني و لجانه الالكترونيه، تدعو الي عدم الاستجابه لدعوات التظاهر، واطلق بعض المعارضين للثوره دعوات مضاده تحت شعار “لا لثورة ٢٥ يناير.. لا لتخريب مصر”، واعتبروا ان مصر مرشحه لان تشهد فوضي وتخريباً مثلما يحدث في تونس علي حد قولهم.

و نشرت صحيفه الاهرام في 16 يناير تصريحات مستفزه لوزير الخارجيه المصري احمد ابو الغيط وصف فيها توقعات البعض بانتقال ما جري من ثوره في تونس الي الساحه المصريه بانه “هذا كلام فارغ”.

لا يقول الحقيقه من يدعي ان الدعوه للنزول يوم ٢٥ يناير كان بهدف عمل ثوره ، وانما كان منتهي الطموح حينها كما كتب وائل غنيم علي صفحه “كلنا خالد سعيد” هو الاستجابه لاربعه مطالب اساسيه هي اقرار حد ادني للاجور لتحقيق العداله الاجتماعيه، والغاء قانون الطواريء، واقاله حبيب العادلي ومحاكمته، وتحديد مده الرئاسه بحيث لا تتجاوز فترتين متتاليتين مما قد يوقف سيناريو التوريث، كانت الاحلام منخفضه السقف بسبب القمع والاستبداد في هذا الوطن، لكن البعض ومنهم وائل غنيم مؤسس صفحه “كلنا خالد سعيد” كان يامل، بل ويحلم بثوره كامله علي غرار ما حدث في تونس.

و تبنت الفكره عده حركات و قوي سياسيه وحقوقيه مثل الجمعيه الوطنيه للتغيير، حركه شباب (6 ابريل) ، حركه كفايه ، شباب التراس زملكاوي واهلاوي ، البرلمان الشعبي، حزب الغد (جبهه ايمن نور)، عمال المحله الكبري ، حركه شباب من اجل العداله والحريه، الجبهه الحره للتغيير السلمي، حزب الكرامه، حزب الجبهه الديمقراطيه، الاشتراكيون الثوريون، حمله دعم حمدين صباحي رئيساً، حمله دعم البرادعي ومطالب التغيير “معاً سنغير”: شاركت في صنعها ودعت اليها.

و تارجحت تصريحات جماعه الاخوان المسلمين ما بين المشاركه من عدمها في تخبط ملحوظ وتفاعل الجميع مع الدعوه، فقام احد النشطاء من حمله البرادعي بتسجيل مقطع فيديو لوالده خالد سعيد تدعو فيه الجميع للنزول و المشاركه في المظاهرات السلميه، ايضاً قام العديد من المصريين بالخارج في ارسال صورهم الي صفحه “كلنا خالد سعيد” و هم يحملون اوراقاً بها التاريخ وموقفهم المؤيد للثوره المرتقبه.

وحدد وائل غنيم بالاتفاق مع معظم النشطاء و الحركات الثوريه وبدون كشف شخصيته الحقيقيه اماكن انطلاق المظاهرات في القاهره والاسكندريه والاسماعيليه والمنصوره والفيوم والمحله الكبري وطنطا وسوهاج ، ودعت الصفحه المتظاهرين الي بعض الارشادات التي يجب اتباعها مثل الحرص علي السلميه والزي الانسب للوقايه من البرد في حاله استمرار التظاهرات لوقت طويل والالتزام بميعاد التظاهرات، وضروره احضار زجاجه مياه للاستعمال الشخصي و حمل علم مصر فقط، والالتزام بالهتافات الموحده المتفق عليها، وعدم الدخول في معارك جانبيه مع الشرطه ، وحددت الصفحه بعض الهتافات الموحده لاستعمالها في المظاهرات المرتقبه.

كل شيء كان يجري في الشارع بسرعه الحصان، وتقابله السلطه بزحف السلحفاه، متوهمه ان الشعب قد مات او دخل في اغفاءه طويله تصل الي حد الغيبوبه، ولذا لم يتم التعامل بجديه مع هذه الدعوه التي توالدت بغزاره شديده علي Facebook ، وقد بلغ التهكم بكتاب السلطه مداه، فسخروا من الفكره قائلين: “هل هناك ثوره بميعاد؟” ، وكتب احدهم بصفاقه طافحه “من فضلك قل لي: الثوره الساعه كام؟” لكنها كانت فعلاً هكذا … ثوره محدده الزمان والمكان.

رفع من سخونه الاحداث ازدياد اعداد المقدمين علي الانتحار: فامام مجلس الشعب المصري اقدم خمسه من المصريين في اسبوع واحد علي الانتحار حرقاً بنفس طريقه التونسي (محمد البوعزيزي) باضرام النيران في انفسهم، وفي 18 يناير حاول صاحب مطعم صغير بالقاهره كان يطالب بالحصول علي خبز مدعم ان يشعل النار في جسده امام مجلس الشعب، تلاها محاولتان جديدتان للانتحار:

الاولي كانت للمحامي محمد فاروق الذي اشعل النار في نفسه امام بوابه المجلس ايضاً بسبب تباطؤ اجهزه الامن في البحث عن ابنته التي تم اختطافها من امام مدرستها بالسيده زينب، والثانيه كانت لسيد علي سيد 65 عاماً موظف علي المعاش ويمر بازمه ماليه، و في اليوم التالي 19 يناير تكرر نفس السيناريو مع محامي في الاربعين من عمره بعد ان ظل يهتف بشعارات ضد ارتفاع الاسعار امام مقر الحكومه، حاول ايضاً موظف بالشركه الوطنيه للمياه احراق نفسه امام مبني التليفزيون، وقد انقذوا جميعاُ في الوقت المناسب، ما عدا شاب اشعل النار في نفسه بالاسكندريه يدعي احمد هاشم السيد و توفي داخل المستشفي الجامعي، وقالت تحقيقات النيابه كالمعتاد انه كان مريضاً نفسياً ، مما دعي الامن الي اغلاق شارع مجلس الشعب بتاتاً و منع المرور فيه !

ثم تصاعدت احداث الانتحار في محافظات متفرقه في الجمهوريه ، وسجلت مختلف القري المصريه نحو اثنتي عشره ماساه مماثله، منها محاوله يونان فؤاد عبد المسيح سائق بشركه المياه الغازيه التخلص من حياته بمنطقه المرج شنقاً بمنزله امام اولاده الثلاثه بسبب كثره الديون، و فشل قهوجي يدعي حماده شعيب في الانتحار مرتين، الاولي عندما حاول القاء نفسه من اعلي كوبري قصر النيل بسبب فشله في الارتباط بابنه عمه، وتدخلت قوات الشرطه لمنعه، فاخرج اله حاده من سترته ليقطع شرايينه، لتنقذه الشرطه مره اخري وتنقله الي المستشفي، في نفس الوقت نجح شاب يدعي احمد طالب بالمعهد الفني بمدينه السلام في الانتحار.

اكثر حالات الانتحار ماساويه كانت في عزبه خير الله عندما شرع الشاب مسعد سعيد عبدالقادر في الانتحار شنقاً بعد عجزه عن توفير خمسه عشر جنيهاً ثمن الكشف الطبي علي طفلته الوحيده التي لم يتجاوز عمرها ثلاثه اشهر، وجاءت عناوين جرائد المعارضه “عدوي الانتحار تنتقل الي المصريين” ، وقام العشرات من شباب حركات كفايه، وشباب من اجل العداله والحريه، والجبهه الحره للتغيير السلمي، و نساء مع التغيير، بتنظيم وقفه احتجاجيه امام مكتب النائب العام بالاعلام التونسيه والمصريه للتضامن مع المنتحرين المصريين.

ووسط هذه الاحداث المتصاعده، خرج فاروق حسني وزير الثقافه مره اخري بتصريحات مستفزه يقول فيها: “الانتحار حرقاً اصبح موضه في مصر والوطن العربي، والمصريون الذين اشعلوا النيران في انفسهم لم يكونوا يقصدون الانتحار فعلاً”، ليصب زيتاً علي النيران المشتعله مره اخري.

يوم 21 يناير عقد د. ايمن نور مؤتمر صحفي في مقر حزب الغد للدعوه للثوره المرتقبه ، ووجه رساله صريحه وعنيفه اللهجه موجهه لمبارك شخصياً، قال فيها نور: “الرساله الاولي وهي موجهه الي الرئيس مبارك .. ارحل .. الرئيس مبارك البقاء لله .. نواسيك في رحيل صديقك و رفيقك بن علي الذي احتكر لنفسه السلطه و الثروه كما احتكرت انت .. ظلم و تجبر كما ظلمت وتجبرت .. سيدي الرئيس .. اسالك الرحيل .. ارحل؛ كي يتحقق لمصر كلها خروج امن من محنتها، ارحل كي تسترد مصر حقوقها وحريتها وكرامتها، ارحل فقد صبرت مصر صبر الجبال و صبر الجمال، لكن الجمال قد صبرت اكثر من اللازم وجاعت وضربت علي سنامها اكثر من اللازم ولم تعد تحتمل بعد ثقل القابعين علي ظهورها اكثر من اللازم، ارحل فلم تترك لنا بعد اختيار ، ارحل قبل ثوره الجمال، ولا تنس ان تاخذ معك نجلك جمال .. ارحل سياده الرئيس”.

ثم وجه نور رساله اخري الي رجال الشرطه في ذكري عيد الشرطه 25 يناير، راجياً منهم ان يتخذوا صف الشعب في ثورتهم المرتقبه ، مذكراً اياهم بما فعله ابطال الشرطه عام 1952م.

في وسط تلك الاحداث الساخنه كان المتوقع ان تشارك جماعه الاخوان بقوه في الاحداث لكونها من اكبر الجماعات السياسيه المعارضه لنظام مبارك كما كانت تدعي، لكن تصريحات قيادتها جاءت مخيبه للامال، فقالت جماعه الاخوان المسلمين علي لسان الدكتور عصام العريان عضو مكتب الارشاد و المتحدث الرسمي باسم الجماعه: “لم توجه لنا دعوه خاصه حتي نقرر المشاركه في مظاهرات ٢٥ يناير ومازلنا ندرس الموضوع” ، مؤكداً ان الاخوان لن تشارك في مظاهره 25 يناير التي دعت اليها حركه (6 ابريل)، وبرر العريان عدم المشاركه الي ان الدعوه لتلك المظاهره “دعوه عامه خارجه من الفضاء الالكتروني وبالتالي فهي موجهه لكل مواطن في هذا المجتمع”، وقال: ان “افراد الاخوان جزء من الشارع المصري ولهم حق المشاركه من عدمه وفق ما يتراءي لهم ، و لكن في الوقت ذاته لن تشارك الجماعه كقوي سياسيه او هيئه سياسيه؛ لان المشاركه تحتاج الي تخطيط واتفاق بين كافه القوي السياسيه قبل النزول الي الشارع” ، وحذر العريان من استمرار الاوضاع كما هي قائلاً: “اذا استمر الحال علي ما هو عليه فلا يستبعد حدوث ثوره شعبيه، و لكن كما قال الامام البنا: ليست من صنعنا، ولكن لا نستطيع ان نمنعها، فالحريات العامه والعداله الاجتماعيه وكرامه الانسان والاصلاح السياسي هي مسئوليه السلطه، واذا راي الشعب جديه النظام في العمل علي تحقيق مطالبه فذلك ادعي للاستقرار، ولكن الشعوب قد تنتفض حتي تعود لها حقوقها”.

اما عن شباب الاخوان  فقد اعلن عدد منهم مشاركتهم في هذه المظاهرات مخالفين قرارات مكتب الارشاد بعدم المشاركه ، كان موقف الاخوان الرسمي هو عدم المشاركه في المظاهرات، وترك الحريه تصرف في مواقفهم كافراد، حتي لا تتحمل الجماعه وزر المشاركه امام سلطه مبارك واجهزته الامنيه في حاله الفشل، وفي حاله النجاح تصبح الجماعه بمشاركه شبابها شركاء في المغانم .. انها الانتهازيه السياسيه في اجلي معانيها.

لم تكتف الجماعه بالتقاعس عن المشاركه في المظاهرات التي لم تكن الجماعه في هذا الوقت تعرف انها ستتحول الي ثوره شعبيه تطيح بالنظام، بل عملت علي تقديم روشته لمبارك لتجنب الثوره المرتقبه نشرت علي موقعهم اخوان اونلاين: www.ikhwanonline.com  يوم الاربعاء 19 يناير 2011م  بعنوان “10 مطالب لتجنب الثوره الشعبيه” ، حذرت فيها الجماعه نظام مبارك من تكرار المشهد التونسي في مصر، و نصحته بتجنب حدوث ثوره شعبيه وصفتها انها ستكون اكثر ضراوه واوسع اثرا مما حدث في تونس ان لم يتخذ مجموعه من التدابير والاجراءات الاصلاحيه اللازمه في مختلف المجالات، وهو تحذير غريب، فالمفترض ان جماعه الاخوان قوه معارضه مثلما تدعي، تسعي للتغيير السلمي للنظام ، لكن تحذيرها السابق يضعها في مكان الخائفين علي سقوط النظام ، فهم ينصحونه و يحذرونه بدلاً من مقاومته.

وقال بيان الجماعه الصادر عن مكتب الارشاد “ما حدث في تونس يمثل حجر زاويه بالنسبه للحال الذي تعيشه شعوب المنطقه العربيه والعالم الاسلامي ، فلقد انتفض الشعب التونسي ضد الظلم وسطوه الحكم واسره الحاكم وحاشيته الذي استمر حوالي ربع قرن من الزمان، وما حدث يمثل الشرعيه الشعبيه، التي هي فوق الشرعيه الدستوريه، ورساله الي كل الشعوب المقهوره والصابره بان الشعوب يمكن ان تفعل الكثير، والي الحكام الظالمين والانظمه المستبده انهم ليسوا في مامن”، وحدد بيان الجماعه عشره مطالب اهمها:

حل البرلمان و الغاء قانون الطواريء ، واجراء تعديلات دستوريه للمواد 76 ، 77 ، 88 ، 179 ، و حريه تكوين الاحزاب السياسيه ، لكن مع استمرار رفض الجماعه لدعاوي التظاهر المزمعه قريباً، اي ان الجماعه قد استغلت فرصه الدعوه للمظاهرات لمساومه مبارك، والاتفاق واضح ..

الاخوان لن يقفوا ضده مقابل عشر طلبات اكثرها يتعلق بالانتخابات البرلمانيه والنقابيه وحريه تكوين حزب سياسي لهم.

علي الجانب الاخر كان حبيب العادلي وزير الداخليه قد فضل الاحتفال بعيد الشرطه في 23 يناير قبل يومين من موعده ، وفي الاحتفال الكبير الذي حضره مبارك ، تحدث العادلي عن نجاح الشرطة المصرية في القبض علي التنظيم الارهابي التابع للقاعده الذي تسبب في انفجارات كنيسه القديسين، واثني مبارك علي نجاح وزير داخليته، و كانما يوجه رساله واضحه للشعب يقول فيها “نحن اقوياء”، لاحقاً و بعد سقوط مبارك سيكتشف الشعب ان رئيسه ووزير داخليته كانا يكذبان عليه ، فحتي يومنا هذا ، لا يزال المسئول عن انفجار كنيسه القديسين مجهولاً.

في نفس اليوم اجتمعت الجمعيه الوطنيه في مقر حزب الغد ، لتحديد اللمسات الاخيره للمظاهرات المزمعه بعد يومين من هذا التاريخ ، و اكد محمد مرسي رفضه مره ثانيه لمشاركه جماعه الاخوان المسلمين في المظاهرات بشكل قاطع، وقال لاحمد بهاء الدين شعبان احد قيادات حركه كفايه نصاً “ديه دعوات مراهقه” ، في نفس الوقت ، اجمع عدد من قيادات التيار الاسلامي والجماعه الاسلاميه في مختلف المحافظات علي رفض الدعوه الموجهه للمصريين للمشاركه في المظاهره، ووصفوها بانها “دعوه للعنف والتخريب والخروج عن الشرع؛ لان الخروج عن الحاكم المسلم حرام شرعاً”، كما انها لن تحقق شيئاً لان الداعين اليها ليست لديهم القدره علي فعل شيء.

واعلنت الدعوه السلفيه انها لن تشارك في ايه فعاليه خاصه بيوم 25 يناير القادم ، مؤكده ان ظروف البلاد لا تحتمل ايه احتفالات او مظاهرات، وطالبت الدعوه يوم الاربعاء 19 يناير في بيان لها كل من ينوي التظاهر او الاحتفال يوم 25 يناير، “ان يبحثوا عن عمل جاد يواسون به اسره شهيد او يعالجون به جريحًا او يقدمون به مقترحاً للخروج من الازمات”.

و في مقطع فيديو شهير للشيخ ياسر برهامي علي موقع انا السلفي www.anasalafy.com بعنوان “متي نصر الله؟” بتاريخ 9 يناير 2011م ، نصح الشيخ برهامي اتباعه بعدم الانسياق الي دعاوي المظاهرات ، و اكد ان التغيير لن ياتي من عند الناس بل سياتي من عند الله ، وبناء عليه فعليهم ان يتحملوا المصائب بجلد، والا يستجيبوا لتلك الدعاوي، وفي فتواه يوم 23 يناير 2011 علي نفس الموقع ، قال ياسر برهامي نصاً: “يقول السائل، ساخرج ان شاء الله ومعي بعض اولادي يوم 25 يناير بنيه تكثير سواد غير الراضيين عن الطواريء، وبنيه الا اهلك نفسي واولادي، هل هذه نيه طيبه؟

ـ لا اري لك الخروج ولا يراه لك المشايخ جميعهم، المشايخ تشاوروا وقالوا لن نشارك في هذه التظاهرات، ونخشي عليك ان تكون تهلك نفسك اذا خرجت واولادك، لا تدري ماذا يقع؟ ، والغضب اذا انفجر ربما ادي الي فساد عظيم، اذا لم يكن القائمون علي هذه المظاهرات وهو كذلك ليسوا من الملتزمين بالشرع ونحن لانرضي باي مظلمه لاي احد، ولكن فعلاً لابد من ضبط الامور ضبطاً صحيحاً ، لا تغتر ، اولاً تونس الناس كلها بتقول نجحت ، هو الراجل هرب صحيح، لكن الثوره لم تنجح بعد ، النجاح ان يوجد نظام اسلامي في الحقيقه، علي الاقل نظام اقل قهراً وظلماً للناس، حتي نقول ده بالمقاييس الدنيويه انها نجحت ، لكن الحقيقه ان الحكومه هي الحكومه ، الامر لم يتغير بعد كثيراً، الموازيين متبقاش سريعه، ثم اني جازم و كل المشايخ كذلك، ان الاوضاع مختلفه عن تونس ومصر ليست كتونس، والغرب والعالم لن يكون موقفه كموقف تونس، علي اي الاحوال نحن لابد ان نراعي يعني مصالح العباد و البلاد و حرمات المسلمين و لابد ان ننظر في عواقب الامور و ليس فقط في تكثير سواد المعترضين و نحن لنا رؤيه شامله في الاصلاح نتكلم عنها كثيراً و نبينها دائماً، الدعوه تري عدم المشاركه في تظاهرات 25 يناير”.

و في فتواه المكتوبه حول حكم المشاركه في ثوره 25 يناير علي نفس الموقع ، قال برهامي “انطلاقاً مِن تمسكنا بديننا وشعورنا بالمسئوليه تجاه بلادنا وحرصاً علي مصلحتها، وتقديماً وتغليباً لامن العباد والبلاد في هذه الفتره العصيبه، وتفويتاً لمقاصد الاعداء التي تهدف الي نشر الفتن نري عدم المشاركه في تظاهرات الخامس والعشرين من يناير”.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل