المحتوى الرئيسى

كمال رمزي يكتب: بمناسبة الفيلم الكوميدى.. الخلبوص‎

08/23 12:18

0 مشاركات شارك علي الفسيبوك شارك علي تويتر شارك علي جوجل

«الخلابيص» كثر، علي شاشه السينما المصرية، تربطهم قرابه بالجد الكبير، ذائع الصيت «دون جوان»، الذي ابدعه الاسباني، تريسو دي مولينا، في بدايه القرن السابع عشر، ومن اسبانيا انتقلت الي فرنسا حيث قدمه الكاتبان المسرحيان: كورني، وموليير، ثم ظهر في انجلترا، علي مسئوليه اللورد بيرون وبرناردشو، وفي ايطاليا، كتب جولدوني مسرحيه «دون جوان، زير النساء».. ومن اوروبا، انتقل الي معظم قارات العالم، وظهر في الاوبرات، وعشرات الافلام، مما يعني انه صاحب شخصيه مؤثره، تتجاوز الزمان والمكان، تتمتع بسحر ما، يجعلها قابله للمشاهده، بشغف، هناك وهنا.

الخلبوص، او الدون جوان، براق المظهر، حلو الحديث، مهذب غالبا، لكنه علي درجه عاليه من الانانيه، رغبته لا تخفت في النساء، لا يقيم وزنا للقيم الاخلاقيه، ولا يحترم علاقات الاخرين، يرمي شباكه، فورا، علي ضحاياه، يمطرهن بوابل من معسول الكلام، وبعد ان يقضي وطره، يهجرهن بلا تردد.. هو كاذب، دافئ من الخارج، رقيق، في ذات الوقت، مخادع، لا يلتزم بوعوده، يتخلي عمن خفق قلبها له، متجها الي اخري.

من الشروط التي لابد من توافرها في «الخلبوص» او الدون جوان، ان يكون ثريا، ويفضل انتماؤه الي الطبقه الاستقراطيه، يرتدي افخم الثياب، ياكل ويشرب متبعا قواعد «الاتيكيت»، وطبعا، لم نسمع عن «خلبوص» او دون جوان يعاني من الفاقه، او غلظه السلوك.

المفارقه ان قطاعا من النساء، ممن يترفعن، ويهاجمن «الخلبوص» علنا، يقتربن منه سرا، ربما يثير فيهن الرغبه في التحدي، او الميل للمغامره مع الثقه الزائده في النفس.. وقد ادرك هذه المفارقه يوسف وهبي، خلال واحد من ادواره الجميله، في «اشاعه حب» لفطين عبدالوهاب ١٩٦٠، فبصفته «خلبوص» قديم، متجدد النشاط، يعلم تماما ان ابنته، سعاد حسني، ترفض الارتباط بابن اخيه الطيب، المستقيم اخلاقيا، عمر الشريف.. لذا يلجا لحيله تثبت، كذبا، ان المرفوض، منغمس في «الخلبصه». حينها، يتحرك وجدان ابنته نحو الدون جوان المتخفي.

قبل «اشاعه حب» باكثر من عشره اعوام، يطالعنا محمد فوزي، في «فاطمه وماريكا وراشيل» لحلمي رفله ١٩٤٩، ليقدم صوره طريفه، متسامحه، للخلبوص: يوسف «محمد فوزي» الثري، المرح، خفيف الظل، مخادع، يعيش حياه لاهيه، يتسلل لقلوب البنات، منتقلا من واحده للثانيه، ومنهما للثالثه. لا يتورع عن التقدم لخطبتهن، ببساطه، ثم يتخلي عنهن فورا.

ابوالسعود الابياري، كاتب سيناريو واغاني «فاطمه و.. و..» المتاثر بالمسرح الفرنسي، يبدو، مستوعبا تماما لموقف «دون جوان» من تنوع النساء الذي يفجر عواطفه علي نحو لا راد له.. في واحده من اغاني الفيلم، بلحن محمد فوزي، تقول الكلمات «انا احب الجمال طول عمري ـ واميل للبيضا والسمره ـ واتشوق للون الخمري».

حكايه «دون جوان»، في الاصل، تنتهي نهايه فاجعه: الشاب الماجن، يلقي حتفه في ميته مروعه حين تمتد يد اليه، من داخل احدي المقابر كي تصافحه، وفورا، تسحبه بقوه الي داخل المقبره.

في الافلام المصريه، الاميل للمصالحه، والختام السعيد، غالبا، ينتهي «الخلبوص» بالتوبه، والاقتران بواحده فقط، وربما الندم علي ما اقترفه في حق ذوات الكعوب الناهده.

علي الشاشه، معظم نجومنا، مارسوا «الخلبصه»، كل بطريقته، واسلوبه: احمد رمزي، الولد الشقي، المفعم بالحركه والنشاط، المندفع بكل عنفوانه، نحو هذه البنت وتلك. انه نقيض الفتي الوديع، المخلص، عبدالحليم حافظ، في «ايام وليالي» لهنري بركات ١٩٥٥، «ايامنا الحلوه» لحلمي حليم ١٩٥٥.. ثم، انطلق، منفردا، وقد طارت ازرار قميصه العلويه، مظهرا بعضا من شعر الصدر، يقود عربه مكشوفه السقف، تمتلئ بالحسان الضاحكات.. انه ثري، وطائش، يجد دائما من ترحب به، لكنه غالبا، يتوقف عن الاعيبه، خاصه حين يلتقي، اخيرا، بفتاه ملائكيه الطابع، يجد عندها الحب الحقيقي.

تنويعات علي احمد رمزي، تجدها، عند حسن يوسف، ويوسف فخر الدين.. سلوكهم، غالبا، يتسم بالنزق، وشيء من الصبيانيه، يختلفون تماما عن عادل ادهم، الوحشي الطباع، ومن قبله، المتظاهر برقه التصرفات: استيفان روستي.

عماد حمدي، محسن سرحان، يحيي شاهين، من سلاله لا علاقه لها بـ«دون جوان»، بل يبدو الاخير، معاديا للدونجوانيه، وبالتالي للمراه، يتعامل معها علي نحو فظ، بالغ الخشونه، سواء كانت الفتاه الرقيقه، ماجده، في «هذا الرجل احبه» لحسين حلمي المهندس ١٩٦٢، او نجمه الاغراء، هند رستم، في «رجل بلا قلب» لسيف الدين شوكت ١٩٦٠.. وكما ان المراه، في النهايه، هي التي تعيد «الخلبوص» الي جاده الصواب، تنجح ايضا في اضاءه المناطق المظلمه في قلب المتعسف، الكاره للنساء، والحياه.

من بين كل الخلابيص، ينهض رشدي اباظه، متالقا، ساحرا، متمتعا بشعبيه جارفه، حتي بعد رحيله ١٩٨٠، ذلك انه يتمتع بامتلاك مفاتيح الدون جوان: ثري، انيق، دافئ، متفجر بالحيويه، صاحب وجه حلو التقاطيع، متسق، خفيف الظل، يميل للمرح، متحمس، يتقن الخداع، منساق في عشق النساء. انه يجمع مجمل ادوات الخلابيص، حتي ان عدد ضحاياه في «الزوجه ١٣» لفطين عبدالوهاب ١٩٦٢، يصل عددهن الي «دسته»، قبل ان تروضه شاديه، فيبدو ـ والله اعلم ـ انه سيتوقف عن ممارسه الدونجوانيه.

مشوار الخلابيص، في السينما المصريه، يصل لمحمد رجب، فماذا فعل وكيف بدا؟

سيد علي يقع في “كماشه” بين مرتضي وعكاشه ‎

 عكاشه: لم اتبول لمده اربعه ايام داخل السجن

عكاشه: افتكرت القبض عليا عمليه ارهابيه 

“الازهري” يكشف سبب انفصال “الشعراوي” عن الاخوان

7 تصريحات لزوجه الرئيس من اول حوار صحفي‎ 

وقف طباعه جريده الصباح بسبب طفل الرئيس

مرتضي لزيزو : “عامل فيها بطل ع الفاضي”

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل